ثورة ٠٣ يونيو تُعظم فرص التعافي السياحي
بقلم : جلال دويدار
من المؤكد ان سقوط الحكم الاخواني بكل دعاويه للقضاء علي الهوية المصرية سوف تكون له انعكاسات ايجابية علي كل الاوضاع في الحياة المصرية.. من المؤكد ان هذا السقوط سوف يؤدي الي استعادة الثقة المفقودة ويرفع القدرة الوطنية علي مواجهة كل عناصر الشر المتآمرة علي مقدرات الوطن المصري. ليس من فرصة للنجاح امام فلول جماعة الاخوان ومرتزقيها في مقاومة ارادة عشرات الملايين من ابناء الشعب المصري كله والتي خرجت لإنهاء هذا الحكم الاخواني البغيض. ان هذه الجموع ماتحركت الا دفاعا عن وطنها وعن لقمة العيش ومستقبل ابنائها من الاجيال القادمة. لم يكن من هدف لها سوي العمل علي انقشاع هذه الغمة التي جثمت علي الوطن من خلال هذا الحكم الاخواني الاسود الذي كان قد تمكن من السطو علي ثورة ٥٢ يناير.
ان تحقيق الاستقرار لابد وان يقودنا الي تناول ماسوف يكون لذلك من تأثير ايجابي علي حركة السياحة الوافدة التي تعرضت لكل انواع العدوان والتهديد من جانب المنتمين لجماعة الاخوان وحلفائها. لاجدال ان تشكيل حكومة حيادية وبدء خطوات اعداد دستور جديد متوافق عليه ثم اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية نزيهة سوف تخدم هذا الهدف. ان تحقيق ذلك مرهون بطهارة الاجراءات وبعدها تماما عن رشاوي الزيت والسكر الذي سيتم تعويضه من خلال التصدي للمشاكل الاقتصادية والارتفاع بمستويات المعيشة.
ان الانتهاء من هذه المرحلة والمقدر لها ستة شهور وفقا لما جاء في الاعلان الدستوري الذي اصدره رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور سوف تدعم الدولة المصرية الديمقراطية المستقرة واساسها القانون الذي عمدت جماعة الاخوان الي تعطيله. هذه الصورة المستقبلية ـ التي سوف يرعاها الله ـ سيتم استكمالها لفتح الابواب علي مصراعيها للنمو الاقتصادي الذي تعد السياحة صناعة الامل احد عناصره الاساسية.
ان من بوادر التعافي السياحي وعودة هذه الصناعة لاحتلال مكانتها الرائدة في دعم ومساندة الاقتصاد القومي تتمثل في عودة الصفاء الي العلاقات مع الدول العربية الشقيقة التي تعد موردا رئيسيا للسياحة العربية العالية الانفاق. هذه الدول وكما هو معروف تتمثل في المملكة العربية السعودية ودولتي الكويت والامارات العربية. لايمكن انكار ما تعرضت له هذه العلاقات نتيجة صدمة وهيمنة جماعة الاخوان علي المناخ العام السائد في مصر. ادي ذلك الانحراف بالطبيعة المصرية بما يتنافي والقيم الاصيلة للشعب المصري وسلوكه الحضاري.. كلنا نعلم وندرك قوة الروابط بين شعوب هذه الدول وكل دول الخليج العربي التي كانت تري في مصر الوطن الثاني وبالتالي قبلة لسياحها.
من جانب آخر فلا شك ان انبهار كل شعوب العالم بعظمة الثورة التي قام بها الشعب المصري في مرحلتها الأولي ومرحلتها الثانية التصحيحية والتي ستفرض بقوتها وسطوتها الأمن والاستقرار سوف تكون حافزا للتدفق السياحي من جديد. ان جاذبية مصر الحضارية والتاريخية والطبيعية لايمكن بأي حال ان تزول من مخيلة سياح العالم الذين كانوا علي ادراك كامل بأن ما كانت تتعرض له مصر علي يد جماعة الاخوان لايمكن ان تستمر. هذه الحركة السياحية سوف تستعيد تدفقها لتضيف الي مواردنا وارصدتنا المليارات الدولارية بإذن الله.
هنا لابد ان نشير إلي أنها كانت حركة ذكية من الدكتور حازم الببلاوي رئيس حكومة الازمة الاحتفاظ بهشام زعزوع وزيرا للسياحة وهو اختيار يعطي مؤشرا ايجابيا لمنظمي الرحلات في العالم بالرغبة في الاستقرار والنمو السياحي. في هذا المجال لايمكن تناسي اقدام هشام زعزوع علي الاستقالة احتجاجا علي محاولة تعيين أحد رموز جماعة الارهاب السياحي محافظا للاقصر.. كان هذا الموقف الذي تجاوب مع رفض كل قطاع السياحة لهذا التعيين اثره في عدول الحكم الاخواني ولاول مرة عن التمسك بآفة العند. كان نتيجة ذلك النزول علي رغبة الوزير وابناء الاسرة السياحية في قبول استقالة هذا المحافظ. لاجدال ان هذا التطور الذي شهدته الساحة السياسية قبل ايام من ثورة ٠٣ يونيو كان له الاثر في الحفاظ بهشام زعزوع وزيرا في حكومة الأزمة. وهو ما يمكن وصفه بأنه تصرف ايجابي لصالح السياحة.