فرسان متحف مفتوح وأرض بكر للاستثمار والسياحة وتملك موروثاً حضارياً وتاريخياً
جازان " المسلة " … إذا كانت فرسان وهي احدى محافظات منطقة جازان قد قطعت شوطاً لا يستهان به وقد حققت من خلال خطط التنمية نقلة نوعية وفي فرسان المدينة الجميلة التي تحاكي القمر وتلعب مع النجوم. والكتابة عن فرسان حنين لمعانقة الهدوء والجمال والاجواء النقية، فرسان تجمع بين الاصالة والحضارة فيها من الآثار ما لا يمكن وصفه بالصورة لكون الطبيعة تتحدث ببعد آخر وخيال واسع لذلك لن نطيل في وصف الصورة عن هذه المدينة الحالمة التي تستقطب الزوار في يوم من ايامها الشعبية (صيد سمك الحريد) وفرسان غنية بالآثار وقراها لا تخلو من المعالم التي تحتوي على خبايا حضارة وتاريخ وتحكي ملامحه العريقة من خلال النقوش والزخارف البديعة ومن أهمها بيت الرفاعي الذي يعد تحفة فنية جسدت روعة الابداع المعماري وعظمة التكوين البنائي المستمد من التراث الثقافي الإسلامي حي ونابض من الزخارف والتقنيات والعناصر المنسجمة والمتناغمة مع نقاء وزهاء الطبيعة ليضيف لهذا التكوين المزيد من التألق والبهاء والحيوية، وهو نموذج للانماط المعمارية التي تمتاز بها فرسان ومدنها.
فرسان تعد متحفا مفتوحا وارضاً بكراً للاستثمار والسياحة إلى جانب ما تملك من موروث حضاري وتاريخي وما حباها الله من طبيعة خلابة وتنوع مناخي وجغرافي وما يتحلى به الفرسانيون من صفات حميدة وكرم وشهامة كل تلك المزايا والصفات تجذب من يزورها ويلتقي بأهلها وسحرها الجذاب، وشواطئها الرملية الذهبية الناعمة تجذب آلاف الزوار من خلال مهرجانها (صيد الحريد).
ارض محاطة بكل جميل وحاضنة لما هو عنصر خير وبركة ارض تتناثر على مساحتها عناقيد التنوع والبهاء الملفت الموزع على سهولها وشواطئها وأمواجها الهادئة والمياه الزرقاء الصافية. على ضفاف تلك الرمال الذهبية يحلو السمر وتحلو الحياة حيث حياة البحر الرحلة اليها مليئة بالدهشة فهي قراءة في سحر الجغرافيا ممزوجة بسحر التاريخ بعرق البحارة وتعبهم وصبرهم.
السير في شوارعها مزيج برائحة البحر وعطر اشجار البشام وندى الياسمين وريحان البيوت الحجرية.
سحب غائمة واسراب وطيور مهاجرة، يوجد في فرسان (120) نوعاً من الطيور منها (18) من طيور البحر و(40) نوعاً من الطيور الشاطئية و(62) نوعاً من الطيور الارضية و(26) نوعاً من الطيور 22٪ طيور مقيمة ومتكاثرة على الجزر الفرسانية واما مواسم تكاثر الطيور على فرسان فهي على مدار العام ولكنْ هناك موسم تكاثر صيفي للطيور البحرية والشاطئية المقيمة وتكاثر شتوي لمعظم الطيور الأرضية المقيمة في فرسان.
وفي اطار ما تشهده محافظة فرسان من فعاليات تنموية وخدمية شاملة وجرياً على العادة الشعبية التي يحتفل بها الفرسانيون بساحة الاحتفال الشعبي بشاطئ الحريد بجزيرة فرسان مهرجان صيد الحريد والذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وبحضور كبار المسؤولين بوزارة الزراعة والهيئة العليا للسياحة وعدد من الجهات المعنية حيث تظهر اسراب اسماك الحريد في موقع محدد على شواطئ فرسان في فصل الربيع، ويستمر ظهور هذه الاسماك ثلاثة أيام وتختفي إلى العام القادم. وتعد هذه المناسبة احد الطقوس الشعبية الفرسانية..
هذا المهرجان الذي يعد تراثا ثقافيا وأحد المقومات الرئيسية لصناعة السياحة وتتمتع جزيرة فرسان بفضل تاريخها بتراث غني ومتميز ومتنوع حيث جعل الهيئة العليا للسياحة تنظر إلى هذا التراث باعتباره احد المقومات الرئيسية التي تعتمد عليها في استراتيجيتها لتطوير السياحة الوطنية..
ويعد موسم الحريد في فرسان من العادات والتقاليد واحد الظروف البيئية الخاصة بسكان جزيرة فرسان التي جعلتهم يستغلون ما يجود به البحر عليهم من خيرات، ومن اشهر هذه المناسبات مناسبة موسم الحريد وهو اسم معروف لدى سكان السواحل لنوع من الاسماك الوديعة تعرف لدى سكان الحجاز وهو نوعان نوع يعيش بشكل فردي والنوع الآخر وهو الذي يحتفل به الفرسانيون لقدومه السنوي حيث يأتي إلى مكان أمين تحميه وتحيط به الجبال وأشجار الشورى البحرية والمعروفة عالمياً بأشجار المانجروف.. والغريب في الأمر ان المنطقة التي يظهر فيها الحريد في فرسان تمتاز بانتشار نوع نادر من الشعاب المرجانية اسمه العلمي Acrarora harrida وهو اسم مرتبط بأسماك الحريد وهذا النوع من الشعاب لم يسجل في البحر الأحمر وخليج السويس فهو خور شبه مغلق تلتحم فيه الشعاب المرجانية بالرمال مما يجعلها في منأى عن أمواج البحر وماؤها أكثر هدوءاً وتقدر اسراب الاسماك ب 1000.
المصدر : الرياض