تاريخ الحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا في زنجبار.. سبتمبر المقبل
مسقط " المسلة " … 65 ورقة عمل، تهدف إلى إبراز مظاهر الحضارة الإسلامية في مختلف المجالات، واستعراض وجهات النظر ذات العلاقات بتأثير الحضارة الإسلامية في آسيا وشرق أفريقيا – المحور الأدبي واللغوي الذي يبين أثر اللغة العربية على اللغات في شرق أفريقيا، وكذلك تأثير الدين الإسلامي على الأدب والخطاب النثري، وأيضا تأثر العمانيين في الثقافة السواحيلية، كما سيناقش المحور نشأة اللغة السواحيلية وأهميتها المعاصرة، وكذلك صورة الشخصية الإسلامية في أدب شرق أفريقيا
تنظم هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ندوة دولية حول (تاريخ الحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا ) في زنجبارفي الفترة من 2 إلى 4 سبتمبر من العام الجاري، وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية العمانية، ومركز الابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية بإسطنبول (ارسكا) التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ومكتب رئاسة حكومة زنجبار، وجامعة زنجبار.
وتعتبر هذه الندوة الدولية المزمع إقامتها في سبتمبر المقبل ذات أهمية تاريخية وحضارية للعلاقات العمانية والإسلامية في شرق أفريقيا، التي كان لها الأثر الكبير في هذا الجزء من القارة الأفريقية، والذي أنتج موروثا إسلاميا وحضاريا، وأثر في العديد من جوانب الحياة المختلفة في شرق أفريقيا، كما ساهم في إيجاد تواصل فعّال وعلاقات مشتركة امتدت إلى يومنا هذا، وحول هذه الندوة صرح رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة د. حمد بن محمد الضوياني بالقول: "تهدف هذه الندوة التي سيشارك في أعمالها مجموعة من الباحثين المتخصصين، والتي ستقدم 65 ورقة عمل، تهدف إلى إبراز مظاهر الحضارة الإسلامية في مختلف المجالات،
واستعراض وجهات النظر ذات العلاقات بتأثير الحضارة الإسلامية في آسيا وشرق أفريقيا، من خلال قراءة حول الأبعاد التاريخية والحضارية الإسلامية، ودور الهجرات العربية والإسلامية، ومدى تأثيرها في تقارب المذاهب الإسلامية، ومدى تأثير الحضارة الإسلامية في مجال العمران والحرف التقليدية، والتعرف على تاريخ الحضارة الإسلامية قديما وحديثا، مع دراسة النتائج المترتبة على ذلك اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، فضلا عن استعراض الجوانب الجغرافية التي ساهمت في انتشار الحضارة الإسلامية، وتأثيرها في الحياة الاجتماعية الأفريقية كالعادات والتقاليد ومجالات الحياة اليومية، والتعرف على الصحافة العربية والإسلامية ودورها في إثراء الحياة الثقافية في شرق أفريقيا، والتعرف على واقع المخطوطات والوثائق والمحفوظات والآثار ووسائل تطويرها، واستعراض الجوانب الصحفية والإعلامية والطباعة بمختلف أشكالها، كما ستلقي الندوة الضوء على الإنتاج الفكري بمختلف أشكاله في شرق أفريقيا".
تعد العلاقات العمانية الإسلامية في شرق أفريقيا مزدهرة منذ حقب تاريخية ممتدة، لكون هذا الامتداد التاريخي والتواصل متحقق في مختلف مجالات الحياة التاريخية والجغرافية والأدبية واللغوية والاجتماعية مثل محاور أساسية لهذه الندوة الدولية، ومن أهمها المحور التاريخي الذي سيوضح أهمية المصادر والدراسات في شرق أفريقيا، كما سيبين أثر الحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا، والدور العماني في الحضارة الإسلامية، ونفوذهم التجاري في المنطقة، وسيتحدث المحور حول الهجرات الإسلامية وأثرها على المستوى الداخلي، ودور العمانيين في مقاومة الاستعمار وتعزيز الحكم الإسلامي، ودور العلماء المسلمين في المجالات الثقافية، ودور العثمانيين في نشر الحضارة الإسلامية والحفاظ عليها في شرق أفريقيا.
وتسهم هذه الندوة إسهاما فاعلا في الإطلالة على تاريخ الحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا، لإبراز الجوانب الحضارية والإنسانية، وتشكيل الحياة الاجتماعية والسياسية، والخصائص الجغرافية والبيئية، وأثر السكان في التعايش، لتكون خصوصية مميزة مكنت شرق أفريقيا بأن تلعب دورا فاعلا في التواصل الحضاري الذي أصبحت بموجبه زنجبار مركزا مهما في مد علاقاتها مع العالم الخارجي بفضل ما تمتلكه من إمكانيات جغرافية.
كما ستضم الندوة المحور الجغرافي الذي يمثل أهمية كبيرة في التواصل مع مختلف دول العالم، من خلال العوامل الجغرافية الطبيعية والبشرية، ودورهما في هجرة المسلمين إلى شرق أفريقيا، الذي كان له آثار في العمارة الإسلامية في نمط العمران الأفريقي، كما ستضم الندوة المحور الأدبي واللغوي الذي يبين أثر اللغة العربية على اللغات في شرق أفريقيا، وكذلك تأثير الدين الإسلامي على الأدب والخطاب النثري، وأيضا تأثر العمانيين في الثقافة السواحيلية، كما سيناقش المحور نشأة اللغة السواحيلية وأهميتها المعاصرة،
وكذلك صورة الشخصية الإسلامية في أدب شرق أفريقيا. وتضم الندوة أيضا المحور الاجتماعي، الذي سيناقش الحياة الدينية والاجتماعية في الحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين هناك، كما سيتحدث حول طرق التواصل الاجتماعي بين المسلمين في البلدان الإسلامية وشرق أفريقيا، ومكونات المجتمع السواحيلي الجديد، والمؤسسات الوقفية، ودور الأوقاف في تعزيز الحضارة الإسلامية وصورتها في شرق أفريقيا، وبعض مظاهر الحياة الاجتماعية، وكذلك دور الحضارة الإسلامية في المناسبات الدينية، واستخدام التاريخ الهجري والمجالس الاجتماعية والمآتم، وحول القضاء في شرق أفريقيا والتعايش بين مكونات المجتمع في شرق أفريقيا.
المحور الصحفي والإعلامي سيتناول عدة جوانب، من أهمها تاريخ الصحافة والطباعة الإسلامية في شرق أفريقيا، واتجاهات الصحافة الإسلامية ومكوناتها، وصورة البلدان الإسلامية في صحافة شرق أفريقيا، وإسهامات الصحفيين المسلمين في بدايات العمل الصحفي في شرق أفريقيا، ودور الصحافة الإسلامية في إبراز الثقافة الإسلامية، والاهتمام بالعلماء، وظهور المؤلفات والطباعة في زنجبار (المطبعة السلطانية نموذجا)، ودور المجتمعات في حياة المجتمع في شرق أفريقيا، والأبعاد الثقافية للصحافة في زنجبار وشرق أفريقيا.
أما المحور الأخير فسيكون حول الوثائق والمحفوظات والآثار، وسيركز على المخطوطات والوثائق التاريخية والإسلامية في مراكز الأرشيف والمكتبات في شرق أفريقيا، وأهمية مؤسسات الوثائق والمكتبات والمخطوطات والوثائق التاريخية، وتأثير الحضارة الإسلامية في شرق أفريقيا على الوثائق المخطوطات والمحفوظات، والفنون الإسلامية والتراث المعماري الإسلامي، وفن العمارة في شرق أفريقيا (العمارة الدينية كبناء المساجد والمدارس والأربطة والزوايا)، وكذلك العمارة المدنية والعسكرية (كالقصور السلطانية والقلاع والحصون).
جدير بالذكر أن هذه المحاور التي ستضمها الندوة الدولية سترفد البحث في مختلف جوانبه، وتعزز الأهمية التاريخية للعلاقات الحضارية العمانية مع شرق أفريقيا التي سُطرت منذ القدم مُمتدة إلى يومنا هذا، كما سيصاحب هذه الندوة معرض وثائقي سيضم مجموعة من الوثائق التاريخية متعددة الموضوعات، ليتمكن الحضور الرسمي والمشاركون في الندوة والباحثون والدارسون الاطلاع على جانب من الوثائق العمانية التي تبين مدى عمقها التاريخي ومكانتها الحضارية في العالم.
كما ستنظم الهيئة معرضا وثائقيا شاملا حول عمان وعلاقاتها الدولية بعنوان (عمان تاريخ وحضارة وعلاقات دولية) في دار السلام في تنزانيا، حيث سيفتتح المعرض بعد اختتام أعمال الندوة الدولية، والذي سيستمر من 8 إلى 11 سبتمبر 2013م، وسيضم المعرض مجموعة من الوثائق التي تحكي مسيرة الحضارة الإنسانية في عُمان، وفقا للحقب التاريخية الممتدة، ودور عُمان في التواصل الحضاري وعلاقاتها المختلفة، والتي تتحدث عن مواضيع مختلفة سواء كانت: اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو جغرافية أو أدبية في فترات زمنية وحقب تاريخية مختلفة،
حيث يهدف المعرض إلى إبراز المخزون الوثائقي العماني، وإطلاع الباحثين والدراسين والأكاديميين وطلبة الجامعات بمختلف تخصصاتهم على الموروث الحضاري لعمان في مختلف الجوانب، لتعريفهم بالامتداد التاريخي، وعمق التواصل العماني بالخصوص مع شرق أفريقيا، الذي يؤكد على أهداف الندوة المقامة في شرق أفريقيا، كما تُعرف المجتمعات الخارجية بأهمية الوثيقة العمانية للدراسات والبحوث، كما سيحتوي المعرض على مجموعة من المخطوطات والعملات التي سُكَّت في عُمان أو شرق أفريقيا ومجموعة من الطوابع، كما سيتم تخصيص ركن عن عُمان في عهد النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد .
المصدر : الشبيبة