Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

معرض يجسد التراث الفلسطيني

معرض يجسد التراث الفلسطيني

 

خانيونس " المسلة " …. إنتاج 45 لوحة فنية محفورة بطريقة الحرق على الخشب تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين, خاصة إذا كانت اللوحات تجسد التراث والواقع الفلسطيني بكل تفاصيله من تجسيد صور شخصيات وطنية وتوثيق الثوب الفلسطيني المطرز وعملية قطف العنب الخليلي, وتثبيت صورة الآثار والمقدسات الفلسطينية والتاريخية, إضافة إلى التعرف على ملامح الصمود من خلال رسم تجاعيد الزمن على وجوه كبار السن.

 

هكذا وجد مجموعة من الفنانين الفلسطينيين أنفسهم في إقامة معرض "من حدوتة ستي" الذي استمر التحضير له مدة 4 شهور, واحتضنته جمعية الثقافة والفكر الحر بمدينة خانيونس, حيث ظهرت لمساتهم الإبداعية وجهدهم في لوحات محفورة بطريقة الحرق على الخشب. الطالبة شيماء شهوان (20عامًا) التي تدرس في كلية التربية الفنية بجامعة الأقصى المستوى الثالث, فور معرفتها بالمبادرة سارعت بالمشاركة فيها لتطوير أدائها الفني واكتساب خبرات فنية جديدة من خلال إنتاجها لوحات محفورة بطريقة حرق الخشب.

 

وتقول شهوان لـ"فلسطين": "عرضت علي الفكرة من خلال ورشة عمل شاركت فيها فأعجبتني وسارعت بالالتحاق بالمبادرة كونها تلبي طموحاتي وترتقي بأدائي الفني من خلال التعرف على أساليب فنية جديدة من شأنها رفع مستواي الفني إلى الأعلى", مشيرة إلى أنها شاركت في المعرض بلوحتين محفورتين بطريقة حرق الخشب.

 

وتابعت: "لوحتي الأولى عبارة عن صورة فتاة صغيرة تطل من بين الجدران القديمة مبتسمة وترفع إشارة النصر, وتظهر اللوحة أنه رغم ما يعانية الطفل الفلسطيني إلا أنه يحاول من بين الأنقاض وألم الحصار إرسال رسالة أمل وسلام وحب وبسمة أمل في الحياة", موضحة أن لوحتها الثانية تعبر عن صمود السيدة الفلسطينية وكيفية تمسكها بالأرض من خلال زراعتها.

 

وأشارت شهوان إلى أن اللوحة الواحدة استغرقت قرابة أسبوعين من العمل بشكل مستمر واقتطاع ساعات ما بعد الدوام الجامعي, ذاكرة أنها استوحت أفكار لوحاتها من اسم المعرض وطبيعته التي تتحدث عن التراث الفلسطيني وصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه في أرضه التي طرده الاحتلال الإسرائيلي منها بقوة السلاح.

 

وأضافت: "مشاركتي أضافت لي أشياء جديدة تساعدني في مشاريعي الفنية القادمة, وهي أثبتت وجودي من خلال إظهار المعاناة الفلسطينية", موضحة أن طريقة العمل وإنجاز اللوحات بدائية وهي مرهقة ومتعبة حيث يتم استخدام مكوى كهربائي غير مخصص لهذا الفن حيث ننتظر أوقاتاً طويلة في حال انقطاع التيار الكهربائي وانتظار سخونته للبدء بعملية الحرق.

 

أما الطالبة والفنانة التشكيلية ولاء أبو العيش التي تدرس في المستوى الثاني بكلية التربية الفنية بجامعة الأقصى, أوضحت أن التحاقها في المبادرة جاء عن طريق مشاركتها في إحدى المعارض الفنية أعلن فيها فريق شبابي عن المشاركة في مبادرة فنية بطريقة الحرق على الخشب, منوهة إلى أنها أصرت على المشاركة بعد تلقيها ذلك الفن في دراستها.

 

وتابعت: "أحببت الفكرة وبادرت بالمشاركة بلوحتين إيمانا مني بتنمية موهبتي رغم عدم توفر الأدوات المناسبة", مشيرة إلى أن إحدى لوحاتها جسدت فيها شخصية الشاعر الفلسطيني محمود درويش والأخرى عبرت فيها عن رموز من التراث الفلسطيني من خلال تصميم بارز يظهر الجرة ومفتاح العودة والكوفية.

 

وأوضحت الفنانة أبو العيش أن تجسيد شخصية محمود درويش بلوحة فنية جاء إيمانًا منها برد الجميل وعمل شيء يثبت تلك الشخصية التي طالما أوصلت قضية فلسطين إلى العالم وتحدثت عنها في كل الأماكن, قائلة: "أنا فخورة تجربتي التي لن تكون الأولى أو الأخيرة, وعندما بدأت بالعمل شعرت بأن لدي الكثير لأعطيه".

 

بدوره أوضح المدرب الفني المشارك محمد الشربيني أن فكرة المعرض نتجت عن ورشة ثقافية ضمن مبادرات تعزيز الثقافة ونشرها في فلسطين بشكل عام والجنوب على وجه الخصوص, قائلًا: "عملنا على استقطاب حوالي 30 فناناً وفنانة منهم من له خبرة وآخرون مبتدئون". وتابع: "أجرينا عمليات تدريب مكثفة للمشاركين من خلال إعادة ضبط لأسلوب الحرق على الخشب, بما يتواءم مع إنتاج عدد كبير من اللوحات توضع في معرض تراثي", مشيرا إلى أنهم يسعون لإعادة إحياء التراث وإعادة إحياء أسلوب الحرق على الخشب لندرة استخدامه في الفترة الأخيرة.

 

وقال الفنان الشربيني لـ"فلسطين": "الأدوات التي استخدمناها في العمل متوفرة وهي ألواح خشبية ومكوى كهربائي يستخدم في إصلاح الإلكترونيات وهو غير مخصص لعملية الحرق إلا أننا نلجأ إليه لارتفاع سعر المكوى المخصص", مشيرا إلى أن عملية إنتاج اللوحات استغرقت 3 شهور تدريبية. وأضاف: "تتحدث اللوحات عن قصص أجدادنا ومشاهد التراث الفلسطينية التي تحدثوا عنها", متمنيا من الجميع الاهتمام بهذا الفن الذي يدعم التراث الفلسطيني ويظهر معاناة الفلسطينيين من خلال لوحات فنية يفهمها الناس رغم اختلاف لغاتهم ودياناتهم وثقافاتهم.

المصدر : فلسطين أون لاين

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله