شهرة عالمية واسعة للبترا مع تراجع الاستثمار السياحي والخدمات
البترا " المسلة " … تستذكر المدينة الوردية اليوم مرور 6 اعوام على فوزها بإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، وسط تساؤلات عما حققته المدينة من انجاز على أرض الواقع بعد تتويجها باللقب الذي منحها شهرة عالمية وزاد طموح وآمال السكان بمزيد من التنمية والتطوير . ورغم إدراك الحكومة لأهمية البترا واستحداثها (عام 2009) سلطة إقليم البترا التنموي السياحي بقانون جديد وموازنة عالية، غير أن كثيرا من السكان والمهتمين بالشان السياحي، وجدوا أن المدينة ما زالت تراوح مكانها منذ ذلك الحين، وأن الفوز لم يزدها إلا ارتفاعا في أسعار الأراضي ورفع نسب البطالة.
وأقروا في لقاءات مع «الرأي» بما اسموه «التقصير» في الحفاظ على آثار المدينة التي تعاني من اعتداءات يومية دون حسيب أو رقيب، رغم ما تشكله من أهمية حضارية باعتبارها موقع تراث عالمي هام. وفي المقابل يرى عدد آخر من المهتمين بالشأن السياحي والسكان، أن البترا تمكنت من تعزيز موقعها على خارطة السياحة بعد فوزها بلقب إحدى العجائب، إلى جانب أنها حققت تطورا محدودا في مجال البنية التحتية ومستوى الخدمات دون الارتقاء إلى مستوى الطموح بعد.
وقال أمين عام وزارة السياحة عيسى قمو، أن الحكومة والوزارة جادتان في تعزيز اهتمامها بالبترا التي تشكل أهم مواقع الأردن الأثرية والسياحية، مبينا أن هيئة تنشيط السياحة تعمل ومن خلال مكاتبها المنتشرة في الخارج ومشاركاتها الدولية على بذل المزيد من الجهود في سبيل تسويق وترويج البترا.
وأضاف، أن نسبة كبيرة من موازنة هيئة تنشيط السياحة تنفق لغايات ترويج البترا، وأنه سيتم استمرار تسويقها على نفس الوتيرة، خصوصا وأن (84%) من السياح القادمين للأردن يقصدون مدينة البترا، وأن (84%) من ايرادات المواقع الأثرية والسياحية يأتي من البترا. وأكد ان الوزارة استثمرت خلال السنوات العشر الأخيرة بملايين الدنانير في مناطق البترا من أجل تحسين واقع البنى والطرق بما يخدم العملية السياحية.
واعتبر رئيس لجنة السياحة في مجلس النواب نائب البترا عدنان الفرجات، أن البترا لم تحقق الكثير من الانجازات بعد مرور 6 سنوات على تتويجها كإحدى عجائب الدنيا السبع. في حين بين رئيس إقليم البترا التنموي السياحي محمد أبو الغنم أن البترا قد حظيت باهتمام حكومي بعد تتويجها بإحدى عجائب الدنيا السبع، من خلال استحداث سلطة الإقليم بمجلس مفوضين وموازنة عالية وقانون جديد منح المجلس صلاحيات واسعة لإدارة شؤون المنطقة. وقال أبو الغنم، ان استحداث مجلس المفوضين وربط السلطة بمجلس الوزراء مباشرة إضافة إلى مضاعفة موازنة السلطة وتوسيع صلاحياتها، أمر انعكس على واقع الخدمات المقدمة للمواطنين والزوار.
السياحة ليست بالمستوى المطلوب :
في الوقت الذي عول عليه القطاع السياحي والمجتمع المحلي بأن يسهم فوز البترا بتعزيز أعداد السياح القادمة للمنطقة، وزيادة الدخل الوطني والمكتسبات المتأتية من السياحة إلى البترا، أكد عدد من المهتمين بالسياحة أن البترا لم تحقق انجازاً حقيقياً بهذا السياق. ويعتبر النائب الفرجات، أن أعداد الزوار القادمين إلى البترا بعد تتويجها بإحدى عجائب الدنيا السبع كان طبيعيا ويتأثر بحالة الاستقرار والأزمات السياحية، وأن الفوز لم يسهم في زيادة أعداد السياح. في حين أظهرت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن إقليم البترا زيادة أعداد السياح في السنوات التي تلت فوز البترا، غير أن الأعداد بدأت بالتراجع بعد تداعيات الربيع العربي.
ويبين الفرجات، أن الحكومة لم تستثمر فوز البترا بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع، وإنما بقي واقع السياحة ومستواها في المدينة يراوح مكانه.ويؤكد النائب الفرجات، أن مشكلة البترا السياحية كان هم القطاع الخاص هو كيف يجني الأرباح، في وقت صرف إقليم البترا مبالغ مبعثرة وغير موجهة لذا لم تسهم بتعزيز السياحة في المدينة. ويرى أن النهوض بالبترا سياحيا يحتاج إلى تضافر القطاعين العام والخاص، ففي الوقت الذي تمكنت فيه بعض الدول من أبراز مناطق سياحية ليست بمستوى البترا، فإننا عجزنا حتى الآن من انصاف البترا وتحقيق ولو جزء بسيط من آمال المدينة وهي تحتفل بعيدها السادس. ويتفق الناشط السياحي فواز الحسنات مع الفرجات، بأن البترا لم تحقق أي انجاز سياحي بعد فوزها بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع، وأن الفوز لم يسهم برفع نسب إشغال الفنادق والمنشآت السياحية فيها كما ينبغي.
ويقول الحسنات في فترة ترشيح البترا لنيل لقب إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة نظمنا العديد من المهرجانات وحملات التصويت فتوجت المدينة باللقب، واليوم ونحن نستذكر السنوية السادسة للفوز أقول: «يا خسارة» لأن الفوز لم يضف للبترا أي شيء. ويضيف الحسنات، منذ الفوز عجزنا عن ايجاد منتج سياحي رديف للموقع الأثري قادر على صناعة أو ايجاد سياحة بديلة للسياحة الاجنية، ولم تفلح كل جهودنا بإطالة فترة مكوث السائح في ثاني عجائب الدنيا السبع.
ويعتبر رئيس جمعية أصحاب مكاتب البترا السياحية سليمان الهنداوي، أن مشكلات السياحة تضاعفت في البترا بعد فوزها بإحدى عجائب الدنيا السبع، في وقت كان من المفترض فيه أن تعمل الجهات المعنية على حل كافة قضايا السياحة للنهوض بواقع البترا. ويوضح الهنداوي، أن إقليم البترا لم يسجل أي انجاز يذكر فيما يتعلق بسياحة البترا سوى رفع قيمة تذكرة دخول المدينة للسائح الأجنبي بواقع (50 دينارا) دون تقديم الخدمات الكافية للزوار.
ويشكو من سوء توزيع مكتسبات السياحة ومن ضعف إدارة العملية السياحية في البترا، مشيرا إلى أنه تم إجراء عشرات الاجتماعات مع كافة المعنيين بقرار السياحة لتحسين واقع السياحة في البترا ولكن دون جدوى. وبين أمين عام وزارة السياحة، أن الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها المنطقة لم تمنع السياح من زيارة البترا، رغم أن أعدادهم قلت في العام الماضي، غير أن السبب لا يعود للظروف السياسية وحدها وإنما لانخفاض أعداد الراغبين بإجراء سياحة ثقافية في الدول التي يقصد سياحها الأردن وبقية دول العالم لهذه الغاية.
وأوضح قمو ان الوزارة تعي تماما ضعف إشغال بعض المنشآت السياحية في البترا خلال السنوات الماضية، وأن هذا الأمر يتطلب تضافر الجهود لتكثيف التسويق والترويج السياحي للمنطقة خارج الأردن، وهذا ما تسعى له الوزارة ممثلة بهسئة تنشيط السياحة. في حين أكد رئيس إقليم البترا محمد أبو الغنم، أن السلطة عملت على دراسة كافة التحديات والمشكلات التي يعانيها القطاع السياحي بالتشاور مع المعنيين ومختلف فعاليات القطاع، ووضعت حلولا لبعض المشكلات، كما أنها خطت خطوات واسعة في حل العديد من القضايا المتعلقة بالسياحة.
الموقع الأثري.. تجاوزات وتعديات :
لا يزال الموقع الأثري في البترا الذي يشكل واحدا من أهم مواقع التراث العالمي في العالم لما يمتاز به من إرث حضري نبطي فريد، لفت اهتمام وانتباه العالم، يتعرض إلى التخريب والتعديات، وسط ضعف الإجراءات المتخذة بحق المخالفين. ويؤكد عدد من المراقبين الذين رافقوا «الرأي» في جولتها بالمدينة الأثرية نهاية الأسبوع الماضي، أن واقع حال البترا لم يتقدم بعد مضي 6 سنوات على فوزها بإحدى عجائب الدنيا السبع، فالتحديات والاعتداءات التي يعانيها الموقع لا زالت تراوح مكانها.
واشتكوا من الانتشار الكبير للدواب العاملة في الموقع الأثري والتي أضرت ببعض المعالم الأثرية الهامة كدرجي الدير والمذبح، ومن انتشار البسطات والمحال المخالفة، ومن عمالة الأطفال التي أرهقت المدينة وتسببت بتكسير حجارتها الملونة لغاية بيعها للسياح، وما نتج عن هذه الظاهرة من اساءة لسمعة السياحة.
واعتبر الدليل السياحي سليمان العمرات أن ما يعانيه الموقع الأثري من فوضى واعتداءات على إرث البترا جاء نتيجة التهاون في اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المخالفين، ونتيجة ضعف تعزيز الوعي بالأهمية الحضارية والتاريخية التي تشكلها البترا. ويتفق معه الدليل السياحي سعد الهلالات، الذي عبر عن قلقله من الاعتداءات التي تتعرض لها الآثار، مشيرا إلى أنه يلحظ اختفاء للزخارف المنقوشة واعتداءات يومية على الكهوف الملونة لغاية تكسير حجارتها وبيعها على السياح.
ويدعو الهلالات إلى ضرورة العمل على إخلاء البترا من العمالة والدواب، وتفعيل خطط وبرامج الحفاظ علة الموقع الأثري، وتعزيز جانب الرقابة والأمن داخل البترا، إلى جانب أهمية تفعيل دور الأنظمة والقوانين لايقاع العقوبات الرادعة بحق المخالفين والمعتدين على إرث البترا العالمي. ودعا النائب الفرجات إلى ضرورة تضافر جهود الجهات الرسمية والقطاعات السياحية والمجتمع المحلي لوضع الحلول المثلى والعاجلة التي تسهم بالحد من المظاهر السلبية الذي يعانيها الموقع الأثري، لأن بقاء هذه المشكلات ليست من مصلحة الجميع. وعبر عن تفاؤله بأن تسهم القرية النبطية المنوي إقامتها في البترا بوقف التعديات والمخالفات داخل الموقع الأثري، وأن تعمل على ايجاد منتج سياحي جديد يخفف الضغط على منطقة الآثار.
وقال أبو الغنم، أن السلطة ومختلف الجهات المعنية بالبترا قد أخذت كافة المشكلات التي يعانيها الموقع الأثري بعين الاعتبار ووضعت حلولا وتصورات لمختلف التحديات، حيث توجهت هذه الجهود بحصول اجراءات الحكومة تجاه البترا على ثقة مجلس التراث العالمي في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أنه قد تم تنفيذ العديد من المشروعات داخل المحمية الأثرية وتزويدها بالخدمات، إلى جانب تحديد نقاط غلق لمسارات الرواحل للحد من الفوضى داخل الموقع الأثري.
وحول التجاوزات والتعديات على إرث المدينة، أكد أبو الغنم أنه يتم التنسيق مع الجهات الأمنية ومخاطبتها بهذا الخصوص لتطبيق القانون على كل من يخالف الأنظمة والتعليمات. ودعا أبو الغنم المجتمع المحلي والفعاليات السياحية إلى ضرورة مساهمة الجميع بالحفاظ على البترا وإرثها الحضري، كون هذه المسؤولية تقع على عاتق الجميع، وكون الجميع شركاء في عملية التنمية والتطوير والاستفادة من الموقع الذي يعتبر درة السياحة الأردنية.
البنية التحتية دون مستوى الطموح :
رغم الجهود التي بذلتها سلطة إقليم البترا التنموي السياحي لتحسين وتطوير واقع البنية التحتية والتي تضمنت فتح وتطوير العديد من الطرق وإقامة الجدران الاستنادية والبعض الأعمال الإنشائية، إلا ان البنية التحتية في البترا لا زالت دون مستوى الطموح. ويؤكد مواطنون أن الأزمات المرورية التي تشهدها المنطقة وواقع الطرق العامة في اللواء، خصوصا الشارع السياحي الذي لا يزال يراوح مكانه منذ فوز البترا بإحدى العجائب قبل 6 أعوام، يعطي مؤشرا على أن البنية التحتية في البترا لا زالت بحاجة إلى مزيد من التطوير. ويشير المواطن محمد غانم النوافلة، إلى أن واقع البنية التحتية لا زال يراوح مكانه وأن التطوير الذي شهده هذا المجال ضعيف ولا يرتقي لمستوى طموحات المنطقة وحاجاتها إلى التنمية والتطوير.
ويدعو إلى ضرورة الارتقاء بواقع البنية التحتية وتهيئتها بشكل أفضل لاحتواء التوسع السكاني وحاجة المنطقة للتنمية السياحية، مبينا أنه لا يمكن إقامة مشروعات كبرى واستثمارات إن لم تكن البنية التحتية مهيئة. ويتفق معه المواطن يوسف العمرات، الذي يجد أن واقع البنية التحتية في البترا لا يزال يراوح مكانه وأن العديد من شوارع اللواء، خصوصا الشارع السياحي يعاني من انتشار الحفر والمطبات وضيق المساحة، إلى جانب عدم توفر مواقف للسيارات في مركز المدينة والمنطقة السياحية ما جعل أزمات السير تراوح مكانها.
ويوضح النائب الفرجات، أن جهود تطوير البنية التحتية في المنطقة مبعثرة، وأن واقع البنى والخدمات لم يرتق إلى المستوى الذي يتلاءم مع خصوصية البترا السياحية، ولم يعبر عن جمالية المدينة. في حين يؤكد أبو الغنم، أن السلطة قد عملت على تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية في مختلف مناطق اللواء، من تحسين للبنى والخدمات وفتح الشوارع الجديدة، غير أن طبيعة وجغرافية المنطقة الصعبة قد أسهمنا بتأخير السير في بعض الأعمال المتعلقة بالبنية التحتية. وبين أن السلطة قد أنهت المرحلة الأولى من مشروع مركز زوار البترا الجديد الذي يعتبر مشروعا للبنية التحتية الداعمة للسياحة، وانه تم تشغيل المركز منذ الأسبوع الماضي.
ويشير إلى أن من أكبر التحديات التي تواجهها السلطة في مجال البنية التحتية، هو نقص الكوادر الفنية والهندسية، ما أسهم بتحميل الكوادر الموجودة لدى السلطة مسؤوليات مضاعفة، مبينا أن السلطة بأمس الحاجة لتعيين المزيد من الكوادر الفنية والهندسية لتحسين واقع البنى والخدمات.
غياب الاستثمار :
في الوقت الذي عقد فيه أبناء المجتمع المحلي آمالا كبيرة على فوز البترا بإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، بفتح آفاق جديدة للاستثمار في المنطقة إلا أن الاستثمار لم يتقدم أي خطوة إلى الأمام منذ ذلك الحين. وفقدت المنطقة أهم الاستثمارات التي كان من المنوي إقامتها من قبل شركة فرعون انفستمنت والمتمثلة ببناء منتج سياحي متكامل في منطقة الدارة بوادي موسى بكلفة (60 مليون دينار)، غير أن المستثمر عزف عن إقامة المشروع بسبب عدم تخفيف شروط عقد الاستثمار التي يصعب تنفيذها في هذه الظروف وفقا لما أكده محامي الشركة عمار أبو ناموس في وقت سابق الى «الرأي».
ويعتبر الناشط السياحي فواز الحسنات، أن البترا لم تجنِ من فوزها بلقب إحدى العجائب أي استثمار حقيقي في وقت تعج به بالمقومات التي تصلح لإقامة استثمارات سياحية عدة، كقرية ألجي المغلقة الأبواب منذ نحو 19 سنة . ويوضح ان معظم الاستثمارات الموجودة في البترا هي انجاز لأبناء المجتمع المحلي، وأن الحكومة لم تجلب أي استثمار حقيقي للمنطقة حتى الآن رغم وعودها المتكررة.
ويتفق معه النائب الفرجات، الذي يرى أن الاستثمار في البترا لم يتقدم منذ فوزها بلقب إحدى العجائب أي خطوة إلى الأمام، وأن معظم الاستثمارات الموجودة حاليا في البترا هي نتاج المرحلة ما بين أعوام (1994-2000). يقول الفرجات، رغم وجود العديد من المقومات الاستثمارية في البترا، إلا أن المنطقة لم تسجل قدوم أي استثمارات حقيقية خلال السنوات الأخيرة، وأنه لم تبذل حتى الآن أي جهود رسمية لتشجيع الاستثمار فيها.
ويوضح أبو الغنم، أن مجلس المفوضين كان قد قرر في وقت سابق استقبال أي طلب استثمار أياً كان نوعه، وتقديم كافة أنواع التسهيلات للراغبين بالاستثمار في البترا. ويشير إلى أن السلطة تستغل كافة الأنشطة وزيارات الوفود للترويج للفرص الاستثمارية التي تزخر بها البترا، مؤكدا على أن المخطط الشمولي لمناطق اللواء والذي سيتم إطلاقه قريبا، يزخر بالعديد من الرؤى والفرص الاستثمارية.
وعود لم تنجز :
عقب فوز البترا بلقب إحدى العجائب بأيام قليلة أعلنت الحكومة عزمها على إقامة قصر للمؤتمرات في المدينة لتحتضن بعد ذلك واحدة من أهم السياحات والمتمثلة بسياحة المؤتمرات. هذا الوعد الحكومي الذي لقي ترحيبا واسعا من قبل ابناء المجتمع المحلي والفعاليات السياحية في ذلك الوقت لم ينجز حتى الآن، رغم مرور 6 سنوات عليه، في حين علمت «الرأي» أن الحكومات التالية لم تدرج هذا المطلب على جدول أعمالها. وأعرب رئيس إقليم البترا عن نية السلطة بإقامة قصر للمؤتمرات، وأنها الآن تعمل على استكمال دراسات المشروع تمهيدا لتنفيذه.
ومن ضمن الوعود التي صرح بها رئيس إقليم البترا في متابعة نشرتها «الرأي» حول الذكرى الخامسة لفوز البترا بإحدى العجائب، أن السلطة مقبلة على تنفيذ مشروعات كبرى وأهمها، إقامة مدخل وادي موسى وشارع قلاع طوال (بانوراما سحر البترا). هذه المشروعات التي وعدت بها السلطة لم تر النور بعد سوى مشروع مركز الزوار المتوقع الانتهاء منه قريبا. وفي هذا الصدد أكد أبو الغنم، أن السلطة في مرحلة إعداد الدراسات لهذه المشروعات لأنها تحتاج إلى مزيد من الجهود وإلى استملاك أراضي، مبينا أن الاجراءات تسير في سياقها السليم وأن السلطة وصلت إلى مراحل متقدمة وانها ستبدأ في عملية تنفيذ المشروعات حال الانتهاء من الدراسات واتمام عملية الاستملاك.
ارتفاع اسعار الأراضي وزيادة البطالة :
«لم نحقق شيئا من الفوز سوى ارتفاع أسعار الأراضي وزيادة أعداد العاطلين عن العمل» بهذه الكلمات يصف الثلاثيني أيمن الهلالات واقع البترا بعد فوزها بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع. يقول الهلالات، في الوقت الذي كان من المفترض أن تحقق فيه البترا تنمية شاملة بعد مضي 6 سنوات على الفوز، إلا أننا نستنتج اليوم أن البترا لم تحقق شيئا من الفوز إلا ارتفاع أسعار الأراضي الذي زاد أضعافا مضاعفة عن أسعارها في مرحلة قبل الفوز. ويضيف، أعداد العاطلين عن العمل ازداد كثيرا في وقت كان من المفترض أن تحتضن فيه البترا الأعجوبة مشروعات سياحية تعمل على تحريك الاقتصاد المحلي وتسهم بإيجاد فرص العمل.
ويعتبر فادي المشاعلة أن بناء المستقبل بات صعبا في ثاني العجائب، فأسعار الأراضي باتت عالية في منطقة دفع أهلها ضريبة خصوصيتها السياحية وفوزها بإحدى العجائب، دون أن يجنوا مشروعات واستثمارات توفر لهم فرص العمل. ويشير إلى أن زيادة أعداد العاطلين عن العمل بشكل واضح للعيان هي أحد المؤشرات على أن البترا لم تحقق الآمال والطموحات التي تطلعت لها فترة ترشيحها لجائزة إحدى العجائب.
البترا مسؤولية الجميع :
رغم أن واقع الحال في البترا لا يزال يراوح مكانه في كثير من الأمور بعد مضي 6 أعوام على فوزها بإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، إلا أن المدينة تمكنت من تحقيق انجازات في مجالات شتى. ولا ينكر أحد التقدم الذي وصلت له البترا في مجال تنمية المجتمع المحلي وواقع النظافة المتقدم، والحضور العالمي المتزايد على خارطة السياحة العالمية بعد حصدها للقب إحدى العجائب.
كما تمكنت البترا أيضا، من لفت أنظار العالم بأسره إلى إرثها المتميز فغدت وبجهود الملك المقصد السياحي الأول لزوار البترا من قادة وزعماء العالم وكبار الشخصيات، حيث زارها مؤخرا الرئيس الأمريكي باراك اوباما ومن قبله نائبه جوزيف بايدن. وحظيت البترا وخلال السنوات القليلة الماضية، بزيارات لرؤساء دول آخرين كالرئيس الإيطالي والرئيس التركي وحاكمة استراليا وحاكم نيوزلندا ورؤساء دول آخرين، إلى جانب أنها باتت تشكل مقصدا سياحيا لمعظم الوفود الرسمية التي تزور المملكة.
والبترا اليوم وفي الذكرى السادسة لفوزها، تعيش بين حالة شهرة عالمية واسعة أكسبتها زيارة أهم قادة ورؤساء العالم وبين واقع تنمية يسير ببطء شديد لدرجة أن مشكلات المدينة وقضاياها لا زالت تراوح مكانها،متأثرة بالاوضاع السياسية والامنية في المنطقة. إن النهوض بواقع البترا التي تعتبر بوابة الأردن الحضارية والتاريخية، هو مسؤولية الجميع في هذا الوطن، كونها توجت بلقب إحدى العجائب بهمة أبناء الوطن، ولأنها لا يمكن أن تتجاوز مشكلاتها وتحقق مزيدا من التنمية، إلا بهمة الجميع. ويبقى السؤال، هل تستذكر البترا في العام القادم الذكرى السابعة لفوزها بإحدى العجائب وهي تراوح مكانها، أم أنها ستشهد تنمية ترتقي لمستوى الطموح؟
المصدر : الرأى