تجمع فنادق السلطة القديمة يعاني من الازدحام ومقترحات ببناء مواقف مؤجرة
في مشهد غير حضاري تحولت الأرصفة والشوارع أمام مجموعة من الفنادق من فئة الـ5 والـ4 نجوم في منطقة السلطة القديمة بالدوحة إلى مواقف عشوائية لسيارات الشركات والمؤسسات الموجودة فيها، كما امتلأت بها المساحات الخالية المليئة بالأتربة، ما جعل المكان يتميز بالازدحام والعشوائية وتشويه المنظر العام، ولا يخدم فكرة وجود فنادق سياحية تسعى لجذب السياح القادمين إلى الدوحة بشكل عام، والزوار العابرين الراغبين في ارتياد هذه الفنادق بشكل خاص، حيث تذمر هؤلاء من عدم إمكانية ركن سيارتهم أو من تعرضها لأضرار نتيجة تراص السيارات واحتكاكها بسبب صعوبة حركة المرور، وهو الأمر الذي تسبب على نحو مباشر في مشاكل كبيرة لدور الضيافة الموجودة هناك، والتي يزيد عددها عن 9 فنادق وشقق فندقية. وقد توجه المديرون العامون للفنادق المتضررة إلى الجهات المعنية من خلال صحيفة «العرب» لإيجاد حل جذري لهذا الموضوع، بما يخدم المنطقة ككل والفنادق والسياح بشكل خاص.
ذكر مديرون عامون في دور الضيافة الموجودة في منطقة السلطة القديمة بشارع المينا، أن مشكلة الازدحام وتجمع السيارات العشوائي ووجود الأراضي الخالية المليئة بالأتربة تتسبب لهم يوميا بمشاكل كبيرة أهمها عدم وجود مواقف لباصات المجموعات السياحية التي تنزل فيها، وتعرض سيارة أحد الزوار المحليين العابرين إلى أضرار يتحمل مسؤوليتها الفندق، ولفت المديرون إلى التلوث الذي تحدثه الأتربة والغبار الموجود في المساحات الخالية الموجودة بين تجمع الفنادق، والذي لا يتوافق مع المشهد الحضاري والمعايير العالمية، التي لا بد أن تتصف بها العلامات الفندقية الراقية، معتبرين أن هذه المشكلة لا تضر الفنادق فقط، بل إنها تسيء إلى السياحة في البلاد، وتدفع الزوار إلى الإحجام عن ارتيادها، والبحث عن خيار أفضل في مناطق أو ربما دول أخرى، وهو ما يؤثر على أداء دور الضيافة ونسب إشغالها رغم تمتع المنطقة وتميزها بموقع استراتيجي هام، بالقرب من المطار والأماكن السياحية مثل متحف الفن الإسلامي وسوق واقف والكورنيش.
مواقف عشوائية :
أكد آلان سلامة مدير عام فندق ذا رويال ريفيرا، المصنف من فئة الـ5 نجوم، والذي افتتح مبدئيا منذ شهرين فقط، أن الشوارع المحيطة بالفندق مكتظة بالسيارات، وأن قطعة الأرض المجاورة له تحولت إلى مواقف عشوائية مؤقتة لموظفي الشركات الذين يتركون سياراتهم لساعات طويلة أمام الفنادق، منوها بأن هذا الأمر تتسبب لنزلاء الفندق الذي لا يضم مواقف داخلية، في مشكلة كبيرة، حيث إنهم لا يجدون مكانا لركن سياراتهم فيضطرون للمغادرة.
ولفت سلامة إلى أن إشغال المواقف الملاصقة للفندق والخاصة بنزلائه، يؤثر على أدائه ونسب إشغاله وصورته بشكل عام، حيث يعتقد السائح أو الزائر أن تلك السيارات عائدة لنزلاء الفندق، وبالتالي يفترض أنه لا يوجد غرف وأجنحة شاغرة، ويغادر بحثا عن مكان أقل ازدحاما، منوها إلى أن هذا الوضع يؤثر بشكل كبير على عمل كافة دور الضيافة الموجودة.
وأوضح سلامة أن المشهد الحالي للمنطقة التي تضم أكثر من 9 فنادق غير حضاري وغير سياحي، ولا يمت بصلة للمعايير العالمية التي لا بد من أن تتمتع بها الفنادق، كتلك المتوفرة في منطقة الخليج الغربي بالدوحة، كما أنها لا تخدم الواقع السياحي الذي تسعى الدولة للوصول إليه بجعل الدوحة وجهة سياحية من الدرجة الأولى.
ونوه مدير عام ذا رويال ريفيرا بأن الكل يعلم أن الدوحة تعمل حاليا على بناء البنى التحتية الأساسية والتي من الطبيعي أن تفرض وجود بعض الأشغال والأعمال الخاصة بالطرقات، وهو أمر لا بد من تقبله، لأن نتائجه ستكون رائعة وإيجابية، وستنعكس على الوجه الحضاري للدوحة، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا ينطبق على منطقة السلطة القديمة، ومشكلة المواقف العشوائية التي تحتاج إلى تنظيم، وإفراغ للأرصفة المخصصة للمشاة، مؤكداً أن المشكلة ليست مشكلة بنى تحتية، بل تنظيم، مقترحا تحويل المساحة الخالية الموجودة بين الفنادق إلى مواقف سيارات من شأنها أن تحل المشكلة من جذورها.
مشاكل تواجه حافلات السياح :
ومن جهته ذكر هشام عبدالعزيز المدير العام وممثل المالك لفندق كورال الدوحة المصنف من فئة الـ4 نجوم، الذي افتتح في عام 2011 ويضم 227 غرفة، أن المشكلة التي تفرض نفسها حاليا هي في توفير أماكن الانتظار، وبشكل خاص الحافلات التي تقل المجموعات السياحية، والتي تواجه صعوبة في إيجاد موقف لإنزال السياح بأمان، وفي الدوران والالتفاف في الشارع، مشيرا إلى أن لدى الفندق مجموعات من السياح بصفة يومية، وهي تعاني من عدم وجود مناطق انتظار نهائيا، رغم أن المنطقة حيوية وتضم مؤسسات حكومية و9 فنادق تعمل على الأرض، وأخرى تحت الافتتاح.
وأوضح عبدالعزيز أن الوقوف العشوائي للسيارات فوق الأرصفة وبجانبها في صفين أو أكثر، يشكل خطرا كبيرا على المشاة بالدرجة الأولى وعلى السيارات بالدرجة الثانية، والتي قد تتعرض لحوادث وأضرار من قبل سيارات أخرى نتيجة الازدحام والاصطفاف المتراص.
وبين المدير العام أن هذا الوضع أيضاً يشكل مشكلة بالنسبة للنزلاء الراغبين في الذهاب إلى الأسواق، والذين لا يجدون مكانا يقفون به لانتظار سيارات الأجرة على سبيل المثال، ما يضطرهم إلى المشي في الجو الحار حتى الطريق العام. واقترح ممثل مالك الفندق حلا لهذه المشكلة، وهو أن يتم إلزام ملاك الأراضي الشاسعة والكبيرة والخالية، بتأجيرها للدولة لفترة معينة، لتحويلها إلى طوابق للمواقف على أن تكون إجبارية ومدفوعة الأجر بما يحقق الفائدة لكل الأطراف، لافتا إلى وجود ما لا يقل عن 6 أراض مليئة بالسيارات والأتربة وردم المباني.
وأكد عبدالعزيز أن الفندق لديه اكتفاء ذاتي بالنسبة للنزلاء المقيمين لكن المشكلة تتعلق بالنزلاء العابرين الذين يرتادون الفندق لساعات قليلة، والذين يعانون معاناة شديدة جدا ويتعرضون في بعض الأحيان إلى وقوع حوادث احتكاك السيارات، وبالتالي يطالبون الفندق بالتعويض والذي يقوم بدوره بتعويضهم وتحمل مسؤولية حادث لا علاقة له به، وهو ما يفوق طاقة الفنادق، لافتا إلى وجود حالات كثيرة طالبت الفندق بالتعويض وقام الأخير بالدفع.
وروى المدير العام حالات كثيرة حدثت نتيجة الاصطفاف العشوائي وسببت إزعاجا للنزلاء، منها أن اضطر أحد ضيوف الفندق إلى السفر بسرعة ليجد سيارة متوقفة تمنعه من التحرك ولا يعرف من هو صاحبها، ما تسبب للزبون في التأخير وخوض تجربة قد تدفعه إلى عدم تكرار الزيارة مرة أخرى، ما يضر بعمل الفنادق المتجاورة على المدى البعيد، مطالبا بوجود دورية مرور في فترات متعددة في اليوم لمراقبة الوقوف الخاطئ والعشوائي، مع وجود صلاحية بإزاحة السيارات التي تعيق الحركة المرورية.
ولفت إلى أن وجود الأتربة في الأراضي الخالية بالقرب من الفنادق يعرضها للضرر والتلوث، خاصة خلال الطقس الرديء، حيث يمتلئ المكان بالغبار، وهو ما يتنافى مع معايير الأبنية الصديقة للبيئة والبعيدة عن التلوث. وبين مدير عام فندق كورال الدوحة أن الأرصفة المشغولة بالسيارات تشكل خطرا على السياحة في البلاد، وتدفع السياح إلى إعادة التفكير بالقدوم، معلنا أن كل الفنادق مستعدة للتعاون لإيجاد هذه المواقف، ومستعدة للإشراف عليها والمحافظة على نظافتها.
تنظيم الأرصفة وتعبيد الشوارع :
بدوره ذكر أحمد خورشيد المدير العام لكل من فندقي ريتاج الكورنيش وريتاج رويال، أن الأخير وهو من فئة الـ5 نجوم وافتتح في عام 2011 ويضم 180 غرفة، ليست لديه مشكلة مواقف بالنسبة للنزلاء المقيمين، إلا أن لديه مشكلة بالشكل العام للمنطقة، من حيث مظاهر الازدحام والوقوف العشوائي في صف أول وثان، مشيراً إلى أن تنظيم الأرض الخالية المقابلة لفندق رويال ريفيرا والتي تستخدم لركن السيارات يوفر مساحات أكثر للوقوف المنظم، مقترحا تحويل المساحات إلى مواقف رسمية لتحل المشكلة من جذورها.
وأكد خورشيد أن ازدحام المكان بالسيارات يؤثر على شكل ومدخل الفندق ومظهره السياحي بشكل عام، حتى إن كانت لديه مواقفه الخاصة، كما يضر بالصورة السياحية العامة للمنطقة التي تعتبر مركز تجمع للفنادق من فئتي الـ5 والـ4 نجوم. وأشار إلى أنها من أكثر المناطق التي بحاجة إلى تعبيد للطرقات وتنظيم للشوارع والأرصفة بما يخدم الشركات والمؤسسات والفنادق الموجودة فيها، ويعكس الوجه الحضاري للعاصمة التي تتوجه لتكون مدينة سياحية هامة ووجهة مرغوبة من قبل السياح من مختلف وجهات العالم.
وذكر خورشيد أن الزوار يشتكون من الازدحام في حركة المرور ووجود السيارات أمام الفندق ومن الأتربة الموجودة خلفه ما يخلق مشكلة تحتاج لحل سريع. وأشار المدير العام إلى أن وجود أبنية تحت الإنشاء قد يساهم في زيادة الأتربة، ما يجعل الحاجة لتعبيد الشوارع وتنظيم الأرصفة حاجة ملحة. ولفت خورشيد إلى أن مشكلة تجمع عددا كبيرا من الفنادق المتنوعة، يصل إلى أكثر من 9 فنادق، وكلها تحقق نسب إشغال تصل إلى %85، وتتميز بموقع استراتيجي بالقرب من المطار يجعل تسليط الضوء عليها أمرا هاما وضروريا.