فقدان الأمتعة صداع في رؤوس المسافرين!
بقلم : أحمد الشريدي… ليس هنالك أسوأ من أن تبدأ رحلتك بخبر عن ضياع أمتعتك .. إن ذلك بالطبع قد يكون كافياً لتعكير صفو هذه الرحلة أو حتى التفكير في إلغائها، إن ظاهرة فقدان الأمتعة في المطارات وبين رحلات الطائرات أصبحت مشكلة تؤرق المسافرين وتتصاعد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ولا تكاد شركة طيران وطنية أوتجارية تستطيع أن تنفي عن نفسها اتهام المشاركة في تلك الظاهرة، فقد أصبح من المعتاد أن نجد راكباً أو أكثر أو عائلة أو أكثر تقضي الساعات بين ردهات هذا المطار أو ذاك بحثاً عن أمتعتها وينتهي بها المطاف إلى بداية مسلسل من المتاهات يبدأ بتعبئة نموذج في القسم المختص والانتظار لما تخبئة الأقدار!! (وبعد الشحططة والمرمطة) من الاتصالات المتكررة والمتابعة المستمرة بعدها قد تصل الأمتعة وقد لا تصل !! وإذا وصلت فأنت ملزم باستلامها من المطار بعد إجراءات معقدة !! وقد تكون في هذه الحالة سليمة أو مدمرة !!
فهل تعي شركات الطيران الدوامة الطويلة والأضرار الناتجة عن فقدان الأمتعة إنها بحق صداع في رؤوس الركاب!!
الأمر الآخر هو كيف يمكن تعويض أصحابها في حالة فقدانها ؟ إنها دوامة وصداع أشد ألماً ومرارة إذ إن التعويض لا يتحقق إلا بعد إجراءات طويلة معقدة ومنها تحديد عدد القطع وإيضاح قيمتها مع إرفاق الفواتير..!! وبالطبع المقصود من ذلك التعقيدات هو تطفيش الركاب لكي لا يطالبوا بأقل حقوقهم المشروعة !! مع العلم أن قيمة التعويض في الغالب تكاد تكون رمزية بالرغم من أن هذه الأخطاء تسبب مواقف عصيبة ومحرجة للغاية بل يمكن أن تسبب خسائر فادحة للراكب خاصة إذا فقد بعض الأمتعة الهامة، من هنا يجب وضع نهاية حاسمة لهذه الظاهرة بمزيد من العناية والاهتمام من قبل شركات الطيران.
الأمر الآخر أيضاً والأهم هو حقوق المسافر.. فهل تعرف شركات الطيران في الدول العربية مبدأ التعويض الناتج عن الأخطاء والتقصير من جانبها؟ وإذا كانت تعرف تلك المبدأ ما مدى التزامها بذلك ؟! ولماذا شركات الطيران هي التي دائماً على حق والمسافر هو الأضعف، وعليه تقبل ما يواجهه من أضرار نفسية ومعنوية ومادية ؟
الواقع يقول: إن التعويض اهتمام غربي وتجاهل عربي ويبقى الحال كما هو عليه حتى إشعار آخر ومبررات أخرى لا طائل من ورائها غير الدهشة والتعجب!!
وقفة :
شاهدت على أحد كونترات رحلات إحدى الخطوط العربية بمطار الملك خالد بالرياض عائلة تتوسل إلى الموظف لكي يخفض قيمة الغرامة، وذلك لعدم قدرتها المالية على الدفع، ولكن دون جدوى أو فائدة !! فاضطرت العائلة إلى الدفع بعد لجوئها إلي طلب مساعدة من أهل الخير في المطار، وبعد وصول الرحلة إلى مطار القاهرة تفاجأت العائلة بعدم وصول امتعتها التي لم يتم شحنها إلا بشق الأنفس وبعد دفع الغرامة !! ولم يكن أمام تلك العائلة لا حول ولا قوة سوى البكاء والدعاء على من كان السبب !!
الموقف كان مؤثراً جداً وفيه رسالة واضحة مفادها أن خطوط الطيران تبادر في تطبيق رفع أسعار الوزن وعدد الحقائب والمقاسات المسموح بها وتتشدد في تطبيقها بكل صرامة ولكن في نفس الوقت تتجاهل حقوق الركاب أو حتى مجرد التفكير في تحسين مستوى الضمانات التي تواكب قرارات الزيادات.
أخيرا :
لتأكيد المقارنة بل المفارقة بين شركات الطيران العربية والأجنبية أذكر لكم هذا الموقف الذي رواه لي أحد الأصدقاء ومفاده أن والدته سافرت على متن خطوط الطيران البريطانية وعند وصولها إلى المطار تفاجأت بعدم وصول حقيبتها!! فقامت بتبليغ خطوط الطيران التي لم تأل جهداً في البحث عنها خلال مدة استمرت نحو ثلاثة أيام ولكن دون جدوى !! ونتيجة لذلك بادرت الشركة بتقديم الاعتذار لوالدته مصحوباً بتذكرة سفر على الدرجة الأولى حول العالم الرياض.