Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

“البنك العربي” يسهم في مشروع “سفاري الشومري” لتجديد أنماط السياحة

 

"البنك العربي" يسهم في مشروع "سفاري الشومري" لتجديد أنماط السياحة

 

عمان "ادارة التحرير" … في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأردنيون من شرائح مختلفة؛ خصوصا ذوي الدخل المحدود، ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع، تظهر جلياً أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تنفذها منفردة أو بالشراكة مع القطاع العام، خصوصاً أن هذا المفهوم نشأ أصلاً لملامسة وتغطية احتياجات المجتمعات المحلية ومشاركة الشركات لهموم الناس ومشاكلهم.

 

وعلى الشركات أن لا تتبنى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها كواجب يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية وكشكل من أشكال رد الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.

 

ومن جهة أخرى، يجب أن تركز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيراً طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلاً عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.

 

"الغد" تحاول في زاوية جديدة أن تتناول حالات لبرامج، أو تعد تقارير إخبارية ومقابلات تتضمن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية.

 

عمان – لا تربطنا كأردنيين بـ"سياحة السفاري"، إلا ما كنا نقرؤه أو كنا نشاهده من أفلام وثائقية عن هذه "النمط السياحي البيئي المغامر الشيق"، الذي يأخذك في رحلات تجعلك تتواصل عن قرب وبأمان مع البيئة بما تحتويه من أحياء وكائنات برية، كما هو حال تجارب السفاري العالمية في القارة السمراء "أفريقيا" والمناطق الصحراوية…

 

غير أن هذا الواقع الضعيف لهذا النمط من السياحة في الأردن سيشهد تغييرا، بعدما أطلقت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة خلال الشهر الماضي مشروع السفاري في "محمية الشومري" الذي بدأ رحلاته التجريبية، ليطلق بشكل رسمي على نطاق جماهيري بعد شهر رمضان، وقتها سنتمكن كأردنيين أو سياح من "قضاء إجازة او زيارة بشكل مختلف عما تعودنا عليه في الاردن، عندما نأخذ قسطاً من الراحة المخلوطة بروح المغامرة والشغف في رحلات تجوب المحمية الأقدم في المملكة، وتغازل كائناتها البرية الفريدة كالمها العربي والغزلان، وغيرها من الكائنات البرية..".

 

سيشكل هذا المشروع "اضافة نوعية جديدة" للأنماط السياحية في المملكة"، كونه يعد الاول من نوعه لمثل هذه السياحة – التي بدأها الرحالة والمستكشفون الأوربيون في أفريقيا في القرن الثامن عشر – كما أنه سيعطي دفعة في اتجاه التنمية الاقتصادية في منطقة الازرق عندما يسهم المشروع في تحريك هذا النوع من السياحة بما تحتاجه من وظائف جديدة تشغل أهل المنطقة بما يرافقها من نشاطات اقتصادية جانبية، ذلك ما يخطط له القائمون على المشروع على رأسهم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة التي بدأت العمل على هذا المشروع خلال العام الماضي بشراكة ودعم من "البنك العربي".

 

عن ذلك يتحدث مدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يحيى خالد، ويقول: "لقد أطلقنا المشروع بشكله التجريبي خلال الشهر الماضي، حيث عملنا في وقت سابق وبدعم من (البنك العربي) على تطوير برنامج السفاري من بنية تحتية ومرافق وإجراءات..، متوقعين أن يسهم هذا المشروع في تحريك السياحة إلى واحدة من اقدم محميات الاردن، والاكثر عناية ببرامج اكثار المها العربي وغيرها من الحيوانات التي يهددها الانقراض".

 

ويرى خالد أن دعم مثل هذه المشاريع التي تلامس احتياجات البيئة ومكوناتها الخارجية "ليست ترفاً أو كمالية"، بل هي في صلب المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص، وخصوصا أن مثل هذا المشروع سترافقه تنمية اقتصادية عندما يسهم في توظيف أهل المنطقة من الأدلاء والعاملين على إدارة مثل هذا البرنامج، مشيرا إلى البنك العربي بشراكته مع الجمعية التي تدير "الشومري" أسهم في دعم تطوير وتصميم البرنامج، بل وأدمج موظفيه من المتطوعين في هذا العمل.

 

وتوقع خالد أن يجري إطلاق الرحلات ضمن هذا المشروع بشكل واسع ورسمي والترويج له، بعد شهر رمضان، آملا النجاح لمثل هذا النوع الجديد من السياحة في الاردن، لا سيما أنها تجعل السائح او الزائر المحلي او الاجنبي يلامس عن قرب البيئة الجميلة في "الشومري"، ورؤية الكائنات البرية التي تحويها المحمية من المها العربي والغزلان وغيرها..، داعياً شركات القطاع الخاص للتركيز على دعم البيئة كعنوان رئيسي لمسؤوليتها الاجتماعية.

 

وتأسست "محمية الشومري" – التي تقع جنوب غرب قرية الأزرق على بعد 100 كم من عمان، وتبلغ مساحتها 22 كم2، تشكل الأودية فيها 60 % منها، العام 1975، ودخلت وساهمت في تنفيذ أفضل برنامج إكثار لحيوان المها العربي عالمياً، وتعتبر اول محمية ومركزا لتكاثر الأحياء البرية المنقرضة في الاردن خاصة المها العربي الذي انقرض العام 1920.

 

ويقول "العربي" في رده على أسئلة لـ"الغد" إنه تمكن من خلال مشروع السفاري من مواصلة التزامه تجاه حماية البيئة والمجتمع المحلي، مشيراً إلى أن مثل هذا المشروع يحمل آثارا إيجابية بيئية واقتصادية واجتماعية تعود بالمنفعة على المجتمع المحلي، الأمر الذي يتماشى مع رسالة البنك العربي في مجال الاستدامة التي تنظر إلى "خلق قيم مالية وغير مالية مستدامة للبنك وللجهات ذات العلاقة من خلال مواصلة دعم طموحاتهم وتطلعاتهم والمساهمة في تحقيقها".

 

وأوضح "العربي" في إجاباته أن هذا االمشروع يهدف إلى حماية الأحياء البرية المنقرضة والمهددة بالانقراض بالإضافة إلى توظيف و تدريب موظفين من المجتمع المحلي، وانطلاقا من إيمان البنك العربي بأهمية دمج الموظفين عبر الأنشطة التطوعية، فقد أتاح هذا البرنامج الفرصة للتطوع لأكثر من 40 موظف وموظفة للعمل على تجهيز المحمية.

 

وردا على من يشير إلى أن المسؤولية الاجتماعية تجاه البيئة تعد ترفاً أو ضرباً من الكماليات. يقول البنك العربي: "إن المحميات إحدى أهم الوسائل التي تساهم في المحافظة على البيئة، فهي مناطق مهمة للتنوع الحيوي ولحماية الحيوانات والنباتات المعرضة للانقراض، وبناء عليه فالحفاظ عليها ودعمها يسهم في تنمية بيئية واقتصادية".

 

وتضم المحمية 37 رأسا من المها العربي، و17 غزالا من نوع الريم، و18 رأسا من الحمار الآسيوي البري، والنعام، والضبع المخطط، وابن آوى والأفاعي، و77 نوعا من الطيور أغلبها طيور مهاجرة، إضافة إلى 193 نوعا من النباتات البرية، أهمها القطف والشيح والطرفة والرتم.

 

عن هذه التجربة يقول نائب رئيس أول – مدير إدارة "البراندنج" في البنك، طارق الحاج حسن: "نعتز في البنك العربي بمواصلة دعم الجمعية الملكية لحماية الطبيعة للعام الرابع على التوالي كجزء من برنامج البنك للمسؤولية الاجتماعية "معاً" والذي يعنى بمجموعة من القضايا الأساسية التي تهم المجتمع المحلي ومن ضمنها حماية البيئة".

 

ويضيف الحاج حسن: "فمن خلال الجهود المشتركة مع الجمعية تم إطلاق سفاري المها العربي في محمية الشومري للأحياء البرية، الأمر الذي يتيح الفرصة لاستكشاف الحياة البرية في الصحراء الشرقية من المملكة ويجعل منها مركزاً لجذب السياحة ورفع مستوى الدخل للمجتمع المحلي".

 

ويؤكد قائلاً: "يواصل البنك التزامه تجاه حماية البيئة من أجل المساهمة في تعزيز وتطوير الأسس البيئية المستدامة في المملكة من خلال التعاون مع الجهات ذات العلاقة لضمان فعالية المبادرات وديمومتها، كما ويواصل البنك حرصه على تعزيز حس المسؤولية لدى موظفي البنك تجاه هذا المورد الطبيعي الثمين من خلال إدماج الموظفين ضمن مختلف الأنشطة التطوعية التي ساهمت في عملية تجهيز محمية الشومري".

 

ولم تقتصر مساهمات "البنك العربي" في دعم البيئة على مشروع سفاري المها العربي خلال العام الماضي، حيث يشير البنك إلى أنه قام ايضا بالمساهمة في يوم الشجرة العالمي عندما أوفد 26 موظفا إلى الجمعية الملكية لحماية الطبيعة للمشاركة في نشاط لزراعة الأشجار في أحد أحراج جمعية "حماية الشجرة" في مأدبا قرب جبل نيبو، كما شارك البنك في اليوم العالمي للأراضي الرطبة، عندما قام برعاية فعاليات الحملة الخاصة بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة، حيث اشتملت الفعاليات على محاضرات توعوية ومسابقات، بالإضافة إلى المهرجان الذي عقد في محمية الأزرق المائية للاحتفال باليوم العالمي للأراضي الرطبة.

 

شارك موظفو البنك وأفراد عائلاتهم وأصدقاؤهم وزملاؤهم من الشركات التابعة للبنك، في تسهيل تنفيذ عدد من النشاطات، وإلى جانب ذلك قام البنك العربي بحملة "نظفوا العالم" وللسنة الرابعة على التوالي، عندما قام البنك برعاية الحملة السنوية "نظفوا العالم"، بهدف التأكيد على أهمية حماية البيئة والغابات، حيث اشتملت الحملة على أعمال تنظيف وفرز النفايات لقياس تأثير رمي النفايات، كما اشتملت على ورشات عمل تحت عنوان إعادة تدوير "النفايات لإنتاج أعمال فنية"، فعالية "الجدار الأخضر"، الرسم بالألوان على الوجه، وألعاب بيئية.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله