Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الوجهات السياحية المفضلة صيفا في السلطنة.. لمسة باردة في أجواء ساخنة

الوجهات السياحية المفضلة صيفا في السلطنة.. لمسة باردة في أجواء ساخنة

 

مسقط " المسلة " …  من ارتفاع 12 ألف قدم حيث قمة جبل شمس الشامخة في عظمتها، إلى روعة وجمال طقس فصل الخريف البديع طوال ثلاثة شهور كاملة كل عام بمحافظة ظفار، ومن تميز الطقس البارد مدار العام على قمة الجبل الأخضر حيث حدائق المشمش والرمان، إلى الطقس المعتدل في رأس الحد بولاية صور في محافظة جنوب الشرقية، كل هذه وجهات سياحية معتدلة في فصل الصيف في السلطنة، يمكن أن يوجه السائح قبلته إليها لقضاء أوقاتا ممتعة متنقلا بين البئيات المختلفة التي تستريح لها الأنفس وتطمئن لها القلوب لسكينة الأجواء وهدوء الطبيعة البكر، ففي الوقت الذي ترتفع فيه الحرارة والرطوبة في منطقة الخليج العربي إلى معدلات مرتفعة وتزداد نسبة الرطوبة إلى مستويات عالية، في السلطنة وجهات سياحية تفتح ذراعيها للسائح من الداخل والخارج في أجواء معتدلة.

السلطنة بمقوماتها الفريدة والمتميزة طوال العام تجعل السياحة لا تفارقها، نظرا للتنوع الجغرافي والتباين المناخي الذي يضفي تميزا تضعها بين الدول القادرة على استقطاب أعداد متزايدة من الزوار، ناهيك عن ما تملكه من تراثٍ عريق وما يتمتع به الشعب العماني من الأصالة بتقاليد وسلوكٍ مضياف حيال الآخرين، إلى جانب ما منحته الطبيعة والموقع الجغرافي والتضاريس من تنويع جذاب مناخياً وبيئياً وسياحياً .

تأتي أهمية الوجهات السياحية الباردة صيفا في السلطنة حيث وفرت الحكومة منظومة متكاملة ومتجانسة من المرافق والخدمات والتسهيلات السياحية مثل المرافق السياحية المتوفرة كـالمنشاءات الإيوائية، في هذه الوجهات السياحية التي تشتهر كمقاصد صيفية للسياح والزائرين الراغبين في الهروب من سخونة شمس الصيف الحارقة إلى برودة أجواء لم يدركوا روعتها من قبل فوق قمة جبل شمس وبين أشجار فاكهة الجبل الأخضر وعلى امتداد مساحات المحمية الطبيعية برأس الحد وبين انبساطة شاطئ وسهول نيابة الأشخرة في ولاية جعلان بني بوعلي.

جبل شمس :

يعد جبل شمس في ولاية الحمراء من أعلى القمم الجبلية في السلطنة حيث يصل ارتفاعه إلى 12 ألف قدم متخذا شكل الجرف الحاد الذي يتجه نحو الشمال وينحدر في حوافه باتجاه عمودي مما يكسبه عظمة وشموخا، ورغم تلك الحدة في تكوينه لكنه يحتضن كثيرا من المساحات المنبسطة في أعلاه حيث يتوزع سكانه في قرى تنتشر أسفل قممه المتناثرة على طول اتساعه.

يتميز جبل شمس بطقسه البارد في فصل الشتاء والمعتدل صيفا لذا يقصده السياح في أشهر الصيف الحارة للاستمتاع بطقسه العليل والاستجمام لبعض الوقت بعيدا عن حرارة الشمس المرتفعة، ونظرا للعدد القليل من السكان الذين يقطنون هذا الجبل فهو يتميز بالهدوء بعيدا عن ضجيج المدن حيث يهيئ في كثير من تفرعاته ومرتفعاته أماكن جميلة للتخييم والاستراحة لذلك تجد الكثير من السياح من محبي التخييم في المناطق الجبلية والطبيعية البكر يقصدون هذا الجبل من أجل قضاء أجمل الأوقات بين تقاسيم الجبل،

إذ يستمتع السياح من خلال زيارتهم بمنظر شروق الشمس وغروبها الذي يمكن أن يتابعه الواقف على هذا الارتفاع الشاهق في صورة نادرة يرتسم من خلال التمعن في هذا المنظر البديع مجال واسع لجمال الطبيعة التي تتميز بها أرض السلطنة، فهذا المشهد ومن خلال ما يسترسل منه من أشعة الشمس أثناء شروق الشمس وغروبها تمثل أفضل الأوقات للسائح الذي من خلاله يمكنه معايشة بزوغ ورحيل يوم جديد من أعلى قمة جبلية في السلطنة، ونظرا لأن الجبل يحتضن الكثير من القرى المختلفة فإن التناسق الجمالي لهذه القرى الصغيرة يضفي نوعا من الحياة، فالأهالي يعتمدون في غالب الأحيان على الكثير من الصناعات اليدوية وأشهر صناعاتهم هي النسيج التي تكاد تكون شهرتها تعم معظم أرجاء السلطنة، حيث ينتج الأهالي في كثير من الأحيان العديد من أنواع النسيج الذي نراه اليوم في معظم المنازل المدنية والبدوية نتيجة لجمال ما ينتجه هؤلاء الحرفيون.

الوصول إلى جبل شمس يتم عن طريق الدخول إلى ولاية الحمراء ومن ثم الانعطاف باتجاه الطريق المؤدي للجبل حيث يمر بك الطريق الصاعد للجبل في مسار متعرج يتيح لك الاطلاع على بعض من جوانب المعالم السياحية الأخرى ومن أهمها المرور على معالم قرية "غول" القديمة وهي عبارة عن قرية تتجلى مبانيها الطينية على حافة الجبل في الجهة المقابلة من الطريق الصاعد وتظهر هذه القرية بمبانيها الطينية والحجرية في تناسق مع المزارع الموجودة أسفل الجبل،

وأثناء صعودك للجبل تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض حينها ستبدأ بملاحظة كثرة نمو الأشجار البرية التي تتوزع على جانبي الطريق وكذلك في مجاري الأودية التي تنحدر في الفوالق الصخرية، ويمكن للسائح رؤية أشجار الجبل البرية التي تنمو بكثرة في المناطق المرتفعة ومنها شجرة العلعلان وأشجار العتم (الزيتون البري) وهي أشجار دائمة الخضرة ومتوسطة الحجم ذات ثمار سوداء، إضافة إلى بعض النباتات الصغيرة منها (الشوع، الجعدي، ونبتة الضجع).

يضم الجبل على مقربة من قمته العالية هوة عظيمة تعتبر من الأماكن الجميلة التي يقصدها السائح وهي عبارة عن مقطع عميق في قلب الصخر يمكن أن يطل عليها السائح من أعلى المنطقة التي تشرف رأسيا على موقع الهوة، حيث يظهر أسفل هذه المنطقة مقاطع من الصخور التي صاغتها عوامل التعرية في أشكال مختلفة وعلى عمق سحيق جدا، هذه الهوة تستهوي زيارة الكثيرين من السياح الأجانب، عند رؤيتها للوهلة الأولى تسرح بفكرك المتأمل في مدى ما صاغته الطبيعة على مدار ملايين السنين لتكوين هذا النحت المترامي في أسفل هذا الجبل الشاهق، فهي بالنسبة للسائح الذي لا يستهويه التمعن في جغرافية الأرض قد تكون مجرد منظر عابر لعمق شديد تحتضنه هذه الصخور بينما لمحبي التمعن في التكوينات الجغرافية فيمثل هذا الجبل إثراء هائل لإشباع ما يبحث عنه في المجال الواسع لمفهوم الجغرافية والتكوينات الجيولوجية.

لذا فإن هذه القمة الجبلية التي تحتضن الكثير من مفردات الطبيعة البكر تمثل وجهة سياحية فريدة وخاصة في موسم الصيف الذي يبحث فيه الناس عن الأماكن التي تتميز بطقسها المعتدل لتظل الزيارة إلى هذا الجبل الشامخ في ذاكرة زائره كشموخ قممه العالية.

فصل الخريف :

تعد محافظة ظفار من الوجهات السياحية المتميزة طوال العام لما تزخر به من التنوع الطبيعي حيث تمتزج السواحل بالجبال والصحراء في تناغم رائع، فصل الخريف الذي يمتد لمدة ثلاثة أشهر في أقسى فترات السنة في المنطقة العربية التهاباً جعل منه قبلة ليست محلية فقط بل وخليجية وعربية ودولية، ذلك أن الخضرة تكسو المحافظة بالكامل ويلف الضباب الأبيض هضابها، كما يهطل الرذاذ الخفيف ليلطف الجو. تتجلى روعة محاظفة ظفار عندما تكون معظم مناطق شبه الجزيرة العربية مرتفعة في درجة الحرارة التي تصل إلى 45 درجة مئوية في فصل الصيف، بينما لا تزيد درجة الحرارة على25 درجة مئوية في محافظة ظفار، التي تبعد عن مسقط 1040 كيلومتراً.

رأس الحد :

مجرد أن يذكر اسم رأس الحد في أية بقعة من أرض الخليج العربي سيبادر من يقول إنها أول بقعة في الوطن العربي تشرق عليها الشمس وهذا صحيح فهذه المنطقة الساحلية التي تبعد حوالي 46 كيلومترا عن مدينة صور في المنطقة الشرقية تشكل بيئة طبيعية لم ينل من قدسيتها الطبيعية فهي منتجع استجمام فريد من نوعه بما تنعم به من مقومات سياحية لا تخطئها عين، حيث الشواطئ النقية وروعة تضاريس المكان كما تحتضن أكبر محمية للسلاحف الخضراء بالمنطقة وعددا من الأخوار المائية تمثل ملاذا للطيور المهاجرة فضلا عن الطقس الاستثنائي البارد صيفا والمعتدل شتاء.

تعتبر نيابة رأس الحد بمقاييس السياحة البيئية وجهة سياحية مثالية للباحثين عن جمال الطبيعة والناشدين لحياة الهدوء والسكينة تؤمها على مدار العام أفواج سياحية من داخل السلطنة وخارجها لكنها تتخذ وجهة مثلى خلال فترة الصيف حيث تشتهر بطقسها المعتدل. ولأن خطط التطوير السياحي في السلطنة ترتكز على الاستفادة من المقومات الطبيعية التي تزخر بها المحافظات والمناطق فقد فرضت نيابة رأس الحد نفسها ضمن استراتيجية التطوير السياحي حيث ينتظرها مستقبل واعد.

يمتاز رأس الحد بموقعه الساحر على شاطئ بحر العرب، ويبعد نحو 380 كم من مسقط وهو أروع السواحل العمانية من حيث هدوء موقعها البعيد عن ضوضاء المدن ونظافة رمالها التي جعلت منها مقصدا للزوار محبي الطبيعة للسياح من الداخل والخارج. وتشتهر بتكونات صخرية نحتت منها أمواجها الهادئة أشكالا في منتهى الجمال إضافة إلى عدد من الخلجان الصغيرة التي جعلت منها ملجأ لعدد كبير من الطيور المختلفة مثل طيور النورس والخرشنة التي تأتي بحثا عن الغذاء والراحة أثناء هجرتها الشتوية.

يشكل رأس الحد منطقة جذب سياحي لجميع السياح من الداخل ومنطقة الخليج إضافة إلى العديد من السياح الأوروبيين والآسيويين حيث تهاجر آلاف السلاحف البحرية سنويا من شواطئ الخليج العربي والبحر الأحمر والصومال لتضع بيضها على شواطئ سلطنة عمان وأصبح شاطئ منطقة رأس الحد الرائع ملاذا رئيسيا للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض، إذ تتجمع أنواع مختلفة من السلاحف البحرية سنويا في رأس الحد لتضع بيضها تصل إلى أكثر من 13 ألف نوع أشهرها السلاحف الخضراء التي تسمى محلياً باسم "الحمسة".

الجبل الأخضر :

على علو يصل إلى 10 آلاف قدم يقع الجبل الأخضر في ولاية نزوى وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، ويشتهر بتنوع منتجاته الزراعية كالفاكهة والزهور والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والورود التي لا يمكن أن تنمو في أي مكان آخر في الخليج العربي عدا الجبل الأخضر نتيجة للطقس المتميز.

ما يميزه هو الطبيعة، والمناخ المتميز جدا، ذلك أنه معتدل البرودة صيفا وشديد البرودة شتاء، حيث تصل درجة الحرارة في فصل الشتاء أحيانا إلى ما دون الصفر مئوية وخصوصا في الأيام المطيرة. ويتميز الجبل الأخضر دائما بالجو اللطيف الذي يشهده طوال فصل الصيف، وهو موسم قطف الورد الذي يشتهر به الجبل، وتزداد الحركة السياحية خلال هذا الموسم الذي يعد رافدا من روافد الجذب السياحي.

يوجد في الجبل الأخضر العديد من الأشجار المعروفة، في مقدمتها شجرة الورد وشجرة الياس، والمحلب، والجعدة، والعلعلان، والشوع، والخدف، والقفص، ونبات الضجع، والزموتة، والعتم، وشجرة البوت، والنمت، وغيرها، وتكثر بها أشجار الفاكهة أيضاً مثل الرمان والعنب والجوز والخوخ والمشمش والسفرجل والتفاح والكمثرى والبرقوق والتين واللوز والزيتون والتين الشوكي، وكذلك الأشجار العطرية مثل الورد والزعفران والياسمين وغيرها.

 

المصدر : الشبيبة

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله