أهلاً بكم في مطار منطقة القصيم حيث الزمن قد توقف
بقلم : عصام الغفيلي … في زمن التطور والرقي العمراني والتقني تنوعت وتعددت منافذ المملكة الدولية ولعل مطار منطقة القصيم احد اهم تلك المطارات لموقعه الجغرافي وسط المملكة ومع تزايد وجهاته الدولية وتعدد خطوط الطيران العالمية التي تتخذه احد محطاتها مما يعني زيادة اعداد المسافرين بالآلاف يوميا، كل شيء تطور عدد الرحلات وخطوط الطيران بلا استثناء لكن ثمة امر محبط خصوصا حين تكون قادما من خارج المملكة سواء دبي او الدوحة او القاهرة او حتى اسطنبول تكون لتوك غادرت مطارا كفيلا بأن يعكس انطباعا إيجابيا بذاكرتك عن تلك البلاد التي كنت بها وانت بالطائرة تتمنى وتدعو الله بأن تجد مثله او مقارب له بوطنك ومابين دعوة وحلم تستيقظ مفزوعا تجد نفسك حاملا أطفالك وحقيبتك الخاصة تحت جناح الطائرة وصوتها المزعج الذي يشق السمع تنزل وتسير بين عربات نقل الامتعة وخراطيم الوقود كما لو كنت بدولة نائية تصدم بواقع بدائي يعيدك الى عصر السبعينيات وماقبله، تعتقد ان الزمان قد توقف هنا تذهب الى ساحة مواقف السيارات التي تقف على ارضها بمقابل مادي (مبالغ فيه) تجد نفسك امام منطقة صحراوية مكشوفة بلا ادنى أي درجة رعاية وسلامة لسيارتك وبدون مساحات كافية تستوعب اعداد المسافرين.
بل المخيب للآمال والمحبط فعليا هو انك لن تجد طريقا ممهدا وميسرا لمرور عربة الشنط التي معك حتى تصل الى موقف سيارتك ستكون امام قفز حواجز وأرصفة وعقبات بدائية تستفزك، وعلى جانب آخر الحال ليس ببعيد فدورات المياه بمسجد المطار وللأسف المسجد شيد مؤخرا لكن دون أي درجة نظافة ورعاية خصوصا بدورات المياه، بل لابد أن اطالب قسم النظافة بالبلدية باغلاقه حفاظا على سلامة المسافرين واحتراما للقراء اثرت عدم ارفاق صور تدمي القلب وتعمي البصر والأمر يعظم مصابا بقسم دورات مياه النساء. صالة المطار سواء المغادرة او القدوم بدائية جدا بوابة واحدة فقط لاغير والمسافرون بالمئات على ذات الرحلة المطار بدون أي خدمات فعلية سواء (واي فاي) او اماكن استراحة للمسافرين وللأطفال ليس أمامك سوى كراسي حديدية يلتحم بها ظهرك مرغما وتقلب نظرك لا تجد امامك سوى مكائن شحن للجوالات ذاتية لكنها معطوبة بدون رعاية او خدمة.
سير اخذ الامتعة بالمطار صغير جدا بالكاد يكفي امتعة وحقائب نصف الركاب، فلا يملك العامل حلا إلا ركنها ارضا والبحث بين الحقائب كما لوكنت مسؤول جمارك.. لحظات تعيشها كفيلة بأن تفرمت وتمسح كل ماعلق بذهنك من انطباع كنت غادرته قبل الوصول مجددا اهلا بكم بمطار القصيم حيث الزمن قد توقف منذ عصور ودرجة الحرارة حسب تفاعلك مع ماتجده وحسب فترة بحثك عن الطريق الموصل الى موقف سيارتك العشوائي والبدائي.
المصدر : الرياض