طيران الإمارات تفتح الطريق أمام اليابان الى افريقيا
طوكيو "المسلة" …. أشاد مسؤولون يابانيون بالخط الجديد اليومي الذي افتتحته «طيران الإمارات» في الثالث من يونيو الجاري بين دبي ومطار هانيدا الدولي في طوكيو، وتأثيراته على تسهيل سفر رجال الأعمال اليابانيين إلى الخارج وخصوصاً إلى إفريقيا عبر دبي وطيران الإمارات تحديداً التي تمتلك 20 وجهة إلى إفريقيا.
فبينما كان بعضهم يسافر سابقاً عبر سنغافورة، ويضطر إلى تغيير الرحلة أصبح لديهم مع الرحلة الجديدة خيار رحلة دون توقف تضاف إلى رحلات طيران الإمارات عبر مطاري "أوساكا" و "طوكيو ناريتا".
ونقلت وسائل الإعلام اليابانية عن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قوله: إن الخط الجديد يصب في خدمة توجهات اليابانيين التي أعلنوا عنها في يوم وصول الطائرة الإماراتية نفسه والذي وافق ختام مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الإفريقية وتعهدت فيه اليابان للزعماء الأفارقة بدعم القطاعين العام والخاص بما قيمته 32 مليار دولار لتعزيز النمو في القارة الإفريقية وتشجيع الشركات اليابانية على الاستثمار هناك في السنوات الخمس المقبلة. وتتضمن الحزمة التي كشف عنها رئيس الوزراء شينزو آبي مساعدات رسمية بقيمة 14 مليار دولار و6.5 مليارات دولار دعماً في مجال البنية التحتية. وبلغت الاستثمارات اليابانية المباشرة في إفريقيا 460 مليون دولار في عام 2011 مقارنة مع 3.17 مليارات دولار للصين حسب هيئة التجارة الخارجية اليابانية والحكومة الصينية.
وقال شيغوكي تاغيشي مدير مطار طوكيو الدولي في هانيدا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في فندق ذا بالاس بالعاصمة اليابانية بعد وصول الرحلة الأولى إلى مطار هانيدا: تكتسب هذه الرحلة أهمية كبيرة، ففي عام 2010 أعدنا افتتاح مطار هانيدا واليوم تغادر الطائرات من وإلى 20 وجهة عبر 18 شركة طيران وهذه الرحلة الجديدة تغني وجهات المطار وتلبي حاجات المسافرين حسب البيان.
وشارك بالمؤتمر الصحافي ريتشارد اينغلمان مدير طيران الإمارات في اليابان، وتيري أنتينوري، النائب التنفيذي لرئيس طيران الإمارات لمبيعات الركاب العالمية الذي شدد على اهتمام طيران الإمارات بجعل دبي نقطة وصل بين استراليا واوروبا، وأضاف أن مطار دبي الأكبر في العالم بالنسبة لعدد المسافرين، حيث بلغ حوالي 60 مليون مسافر خلال 12 شهراً ومن المتوقع وصوله إلى 90 مليوناً في 2018، وأنه بسبب الموقع الجغرافي لدبي ونوعية خدمات طيران الإمارات وحجم الاستثمارات يمكن مضاعفة الاستثمارات والأرباح في عام 2020. وجواباً على أسئلة صحافيين يابانيين بين أن طيران الإمارات تدفع ثمن الوقود نفسه الذي تدفعه الشركات العالمية ويؤثر عليها ارتفاع سعره، مشيراً لتوقعات باتجاه السوق نحو 80 دولاراً للبرميل، وأن الشركة تتوجه لشراء إحدى الطائرات بوينغ777 و ايرباص 380 كونها اقتصادية، وبين أن تخفيض التكاليف هو خطأ أكثر شركات الطيران، وقال: "نحن في طيران الإمارات لا نعترف إلا بالأرباح المكونة من خانتين".
وذكر أن أهمية الرحلات الجديدة من مطار هانيدا أنها تنطلق من طوكيو في وقت متأخر ليلاً وهو ما يناسب رجال الأعمال الذين يكونون قد امضوا نهاراً حافلاً، كما أن المسافرين السياحيين يصلون إلى دبي من الصباح الباكر. وأنه سيتم زيادة عدد الرحلات إذا كانت هناك حاجة سوقية، وأن طيران الإمارات أتاحت خدمات الحجز أون لاين من الموبايل باللغة اليابانية وهو ما يشهد زيادة وإقبالاً كبيرين. وأضاف: "سوف تساهم خدمة مطار هانيدا، الذي سيصبح ثالث بوابة لطيران الإمارات إلى اليابان، في تعزيز العلاقات المزدهرة بين الإمارات واليابان في قطاعات التجارة والأعمال والسياحة".
وأضاف: "بدأت عمليات طيران الإمارات في اليابان منذ عام 2002 عندما أطلقنا خدمة يومية من دون توقف إلى أوساكا، وتطورت علاقاتنا عندما بدأنا تشغيل رحلات إلى مطار ناريتا الدولي في طوكيو عام 2010. ونحن على ثقة من أن الطلب، سواء من الركاب أم الشحن قوي بما يضمن نجاح تشغيل رحلات يومية إلى مطاري طوكيو، ما يوفر لعملائنا مزيداً من المرونة للسفر من دبي إلى اليابان، ومن اليابان إلى دبي، ومنها إلى أكثر من 70 محطة في الشرق الأوسط والمحيط الهندي وافريقيا وأوروبا".
وقال: "تؤكد إحصاءات منظمة التجارة الخارجية اليابانية (جيترو) أن العلاقات التجارية بين اليابان والإمارات واصلت ازدهارها منذ إطلاق طيران الإمارات رحلاتها إلى أوساكا عام 2002. فقد ارتفع إجمالي المبادلات التجارية بين الدولتين في عام 2012 إلى 53.1 مليار دولار أميركي، بنمو 5.4% عن العام الذي سبقه".
مع تشغيل الخدمة اليومية الجديدة إلى هانيدا، فإن "الإمارات للشحن الجوي"، ذراع الشحن التابعة لطيران الإمارات، سوف تتمكن من توفير طاقة شحن قدرها 23 طناً على كل رحلة، أي طاقة إضافية مقدارها 160 طناً كل أسبوع بين دبي وطوكيو، ما يساهم في دعم الصادرات اليابانية من القطع والمكونات الميكانيكية والمنتجات الإلكترونية وقطع غيار السيارات إلى الإمارات، ووارداتها من منتجات البتروكيماويات خصوصاً مع انخفاض قيمة الين وزيادة الإقبال على البضائع اليابانية. وتعد دبي مركزاً مهماً لإعادة تصدير المنتجات اليابانية المصنعة إلى دول الشرق الأوسط وافريقيا وأواسط آسيا. وسوف يتم تطوير علاقة الشراكة القائمة بين طيران الإمارات والخطوط الجوية اليابانية (جال) لتشمل رحلات رمز مشترك على الخدمة الجديدة دبي- هانيدا- دبي. وسوف تحمل الرحلات رمز طيران الإمارات EK ورمز الخطوط اليابانية JL.
وكانت طائرة طيران الإمارات البوينغ 777-200LR أقلعت من مطار دبي الدولي صباح الاثنين 3 يونيو مدشنة الرحلة الافتتاحية "ئي كيه 312". وسافر على الرحلة عدد من مسؤولي الناقلة برئاسة تيري أنتينوري النائب التنفيذي لرئيس طيران الإمارات لمبيعات الركاب العالمية، وسالم عبيدالله نائب رئيس أول طيران الإمارات للعمليات التجارية لمنطقة الشرق الأقصى وأستراليا ونيوزيلندا، ودايسوكي متسوناغا القنصل الياباني العام لدى الإمارات، ورافيشانكر ميرل نائب رئيس طيران الإمارات لعمليات الشحن التجارية، ووفد إعلامي من الإمارات والمنطقة، وركاب من 17 محطة ضمن شبكة خطوط الناقلة. وقاد الرحلة الافتتاحية إلى هانيدا القبطان الإماراتي أحمد الشامسي، والضابط أول تسويوشي ميكامي من اليابان والضابط أول هيرمس غوزمان من الولايات المتحدة. وقاد رحلة العودة "ئي كيه 312" القبطان أوكبا حساني من الولايات المتحدة مع الضابط أول الياباني تاكومي ناكاشيما والضابط أول الإماراتي صالح البنا.
ويقع مطار هانيدا في منطقة "أوتا- كو" في العاصمة اليابانية ويخدم غالبية الرحلات الداخلية من وإلى طوكيو. وقد تم فتح المطار أمام الناقلات العالمية بعد تدشين المدرج الرابع ومبنى الرحلات الدولية في أكتوبر 2010. ويعد هانيدا، ثاني مطار من حيث الإشغال والحركة على مستوى قارة آسيا.
توفر طيران الإمارات خدمة توصيل مجانية من وإلى مطار هانيدا لركابها في الدرجتين الأولى ورجال الأعمال ضمن حدود طوكيو الكبرى. وتقلع رحلة طيران الإمارات رقم "ئي كيه 312" من مطار دبي الدولي الساعة 9:35 صباحاً وتصل إلى مطار هانيدا الساعة 12:01 منتصف الليل. أما رحلة العودة رقم "ئي كيه 313" فتغادر الساعة 1:30 بعد منتصف الليل وتصل إلى دبي الساعة 7:05 صباحاً.
وتخدم طيران الإمارات هانيدا بطائرة بوينغ 777- 200 LR مقسمة إلى ثلاث درجات: 8 أجنحة خاصة في الدرجة الأولى، و42 مقعداً يتحول إلى سرير شبه مستو في درجة رجال الأعمال، و216 مقعداً مريحاً في الدرجة السياحية. وينعم الركاب في جميع الدرجات بوجبات شهية يتم إعدادها خصيصاً للمسافرين اليابانيين، بالإضافة إلى خيارات واسعة من البرامج الترفيهية والأفلام والموسيقى وألعاب الفيديو من خلال أكثر من 1500 قناة يوفرها نظام ice للمعلومات والاتصالات والترفيه الجوي، بما في ذلك أفلام يابانية وأفلام هوليوود مع ترجمة يابانية وموسيقى يابانية.
أشاد سعيد علي النويس سفير الإمارات في اليابان بمتانة العلاقات بين البلدين وبين أن الإمارات ثاني اكبر مصدر للنفط والغاز إلى اليابان، وقال إن قيادة الإمارات تعطي أهمية للسياحة والتجارة بين البلدين، وأن زيارة رئيس الوزراء الياباني الأخيرة في الأول والثاني من مايو المنصرم أعطت زخماً كبيراً "لتطور العلاقة التي نعمل على تطويرها، وأتوقع في الشهور المقبلة ازدياد نسبة المسافرين، بفضل خط دبي هانيدا، وتزايد إقبال الإماراتيين على السياحة في اليابان للاستفادة من انخفاض الين مقابل الدولار أو الدرهم".
ونوه سفيرنا في طوكيو إلى أن عدد الطلاب الإماراتيين الذين يدرسون في اليابان يبلغ 70 طالباً تخرج منهم 45.
يذكر أنه خلال زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى الإمارات الشهر الماضي وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اليابان بأنها أمة عظيمة يمكن أن نتعلم منهم الكثير، وقوة اقتصادية عالمية فرضت احترامها على الجميع، وشريك استراتيجي للإمارات في الكثير من القطاعات.
وتم خلال تلك الزيارة بحث تطوير العلاقاتبين البلدين وتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي بين مشروع كلمة للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومؤسسة اليابان.
كما وقعت اتفاقية تجنب ازدواج ضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب المفروضة على الدخل. وتوقيع اتفاقية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
كما أبدت الإمارات واليابان نيتهما إقامة "حوار أمني شامل" بين الجهات المعنية بكلا البلدين لمناقشة الأوضاع الإقليمية وقضية الأمن البحري بما في ذلك أمن ممرات الاتصالات البحرية ومكافحة القرصنة ومنع الانتشار النووي ومحاربة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث.
وأعرب الجانبان عن رضاهما عن مستوى العلاقات وتبادلا الآراء حول تعزيز أواصر التعاون.
كما أعربا عن تقديرهما للشراكة بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ورؤيتهما المشتركة حول السلام والاستقرار والازدهار، ويشمل ذلك التزامهما بمنع الانتشار النووي ومكافحة الإرهاب والترويج لإقامة نظام دولي مبني على أسس محددة.
وأكد الجانبان أهمية انعقاد اللجنة الاقتصادية الإماراتية _ اليابانية المشتركة ومجلس أبوظبي _ اليابان الاقتصادي وتبادل زيارات وفود رجال الأعمال بما في ذلك الوفد الذي رافق رئيس الوزراء الياباني ورحبا بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص بكلا البلدين.