سوق الفنادق في دبي بين الأفضل في العالم
دبى "ادارة التحرير" … مع المشاريع الفندقية الجديدة التي يتم الإعلان عنها أسبوعيا، وفضلاً عن إجمالي 17000 غرفة اضافية، من المقرر حاليا إكمالها قبل نهاية عام 2017، قد يبدو للوهلة الأولى أن سوق دبي يتجه نحو فترة من فائض المعروض.
إن مدى حدوث هذا سيعتمد بعد الإجابة عن سؤال رئيسي واحد ألا وهو: هل بإمكان دبي تحقيق هدفها في مضاعفة عدد الوافدين الزائرين على مدى ثماني سنوات قادمة (إلى 20 مليونا بحلول عام 2020)؟
يرى العديد من المتخصصين أن الأهداف السابقة لزيادة الزائرين الوافدين، وبالتالي زيادة الطلب على الغرف الفندقية كانت طموحا زائدا عن الحد، ولكن ليس هناك شك في أن دبي حققت وعودها على مدى العقد الماضي.
فإذا عدنا إلى عام 2004، نجد أنه كان هناك إجمالي حوالي 26000 غرفة فندقية تتسم بالجودة في جميع أنحاء المدينة، تقدم خدمات لحوالي 5 ملايين سائح.
وبحلول عام 2013، تضاعف السوق تقريبا، إلى حوالي 57000 غرفة فندقية، مقدما خدمات لـ 10 ملايين سائح.
وقد كان أداء سوق الضيافة بدبي قويا على مدى العقد الماضي، ويُعتبر حاليا أحد أفضل الأسواق أداءً على مستوى العالم.
حيث زاد الطلب على الغرف الفندقية بنسبة %13 سنويا منذ عام 2004، ويتوقع أن يتجاوز متوسط الإشغال %77 خلال عام 2013.
ويفترض الهدف الذي تم الإعلان عنه مؤخرا لجذب 20 مليون سائح إلى دبي بحلول عام 2020، تحقيق معدل نمو سنوي مركب بنسبة %9.
وفي حين اعتبار هذا أقل مما تم تحقيقه على مدى السنوات الـ 10 الماضية، إلا أنه من الطبيعي أن نتوقع انخفاض معدل النمو من حيث النسبة المئوية، نظرا لأن السوق يكبر ويستمر في اتجاهه ليصبح أكثر نضجا حسب القبس.
ولا جدال أن نعتبر الهدف الجديد طموحا، ولكن هناك ما يدعو للاعتقاد بأنه طموح يمكن تحقيقه، نظرا لاستمرار مستويات عالية من الدعم والاستثمار الحكومي بما يضمن استمرار وفاء المدينة بوعودها.
النمو
وسيتمثل المحرك الرئيسي للنمو على مدى السنوات القليلة المقبلة في تطوير مناطق جذب سياحي إضافية (مولدات الطلب) في المدينة واستمرار التوسع في المطار.
وقد بذلت الحكومة التزامات مالية كبيرة في كل من هذه المناطق مؤخرا، وتسعى إلى جذب المزيد من عدد الزوار العابرين (تجاوز 55 مليونا في عام 2012)، للإقامة في الفنادق في المدينة.
فإذا أمكن زيادة هذا الرقم (عن طريق الاستفادة من عدد كبير من زوار الترانزيت العابرين أو من خلال زيادة متوسط مدة الإقامة)، فإن الأهداف الطموحة للطلب تبدو بالتأكيد أكثر قابلية للتحقيق.
ومن العوامل الرئيسية الأخرى التي ستؤثر في قدرة دبي على تحقيق هدفها من عدد الزائرين الوافدين نجاحها (أو بخلاف ذلك) في تأمين الطلب لمعرض أكسبو العالمي لعام 2020.
وتشير التقديرات إلى أنه يمكن جذب ما يصل إلى 37 مليون زائر خلال فترة المعرض، التي تستمر 6 أشهر، منهم حوالي %70 من خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي سيتواجدون في السوق بحثا عن فندق أو غيره من أشكال الإقامة المؤقتة.
وإذا حصلت دبي على موافقة لاستضافة المعرض (في نوفمبر 2013)، فانه يمكننا أن نتوقع أنه سيقوم العديد من مشغلي ومطوري الفنادق بطرح خططهم لتوسيع توفير غرف الإقامة في المدينة.
على المدى القصير، سينمو المعروض من الفنادق الجديدة في دبي بنحو %8 سنويا على مدى السنوات الثلاث القادمة.
ويفترض سيناريو الطلب على حالة المعروض لدينا وجود مستوى مماثل إلى حد كبير من نمو الطلب على الغرف الفندقية، مع نتيجة أن يكون إشغال السوق من المرجح أن يبقى بنسبة %80 تقريبا في المستقبل القريب.
استمرار النضج
ونحن نتوقع أن من أهم الملامح التي سيتميز بها السوق خلال السنوات الثلاث المقبلة، سيتمثل في استمرار نضجه إلى عدد من أسواق فرعية مختلفة، حيث ستكون مزيجا من العرض والطلب لكل سوق على حدة.
وكانت الفنادق المطلة على الشاطئ في المدينة هي أقوى القطاعات أداءً على مدى السنوات القليلة الماضية، وهناك بالتأكيد فرص مستمرة لقضاء وقت الفراغ والمنتجعات في مناطق مثل شاطئ الجميرا وجزيرة نخلة جميرا.
ويشمل نمو أسواق فنادق الشركات على نطاق متوسط في منطقة الخليج التجاري والفنادق ذات ميزانية محدودة في مناطق واقعة على أطراف المدينة بشكل أكبر.
إذا ما استمرت دبي في الوفاء بوعدها لجذب المزيد من الزائرين، سيكون هناك مخاطر محدودة من الإفراط في المعروض من الغرف الفندقية على مدى السنوات القليلة المقبلة.
ونتوقع أن يواصل السوق تقديم مستويات جذابة للعودة لهذه الخصائص التي تقدم مزيجا مناسبا من الموقع والعلامة التجارية والأسعار.