Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

عتمة سحر الطبيعه وتاج المحميات

 

عتمة سحر الطبيعه وتاج المحميات

كتب : علي محمد صلاح


رئيس فرع منظمه انصار السياحه في عتمة

عتمة "المسلة" …. دهشة وانبهار يسمع خرير لمياه في شلالاتها وحفيف الأشجار الباسقة حين تتداعب حوافها كلما هبت نسمات الرياح في مفتتح يوم، ريفي يستأنف بواكيره شدو العصافير.. وتنداح نسمات عليلة محملة بأريج الأزهار العطرية لتغسل القلوب فتدب الحركة ويتبدد الصمت بأصوات الرجال والنساء وهم ينهضون بهمة ونشاط لاستقبال يومهم.

وقبل أن تسمح الجبال متدرجة العلو لقرص الشمس بامتطاء حافتها.. تستهل الفراشات رقصاتها الفريدة فرادة ألوانها الزاهية وتظهر المنازل المصبوغة بالجير الأبيض متناثرة كحبات اللؤلؤ على قمم الجبال وسفوح الأودية وأطراف المدرجات على بساط سندسيا أخضر.. وتطل الشمس بإشراقتها الأولى لتبدو كسبيكة ذهبية على صدر حسناء أماطت اللثام للتو.. أنها "عتمة" بلاد القلاع والحصون والجمال.. منجم الذهب.. والمحمية الطبيعية الأولى في اليمن تغنى بها العديد من الشعراء.

وأكسب عتمة انتمائها إلى الهضاب الجبلية تنوع مناخي وبيئي متميز يساعد على سقوط الأمطار والذي يرجع إلى تأثير الرياح الموسمية التي تتعرض لها عتمة من تيارات هوائية حاملة للسحب الماطرة الموسمية.. وهو ما جعل عتمة من المناطق عالية الأمطار والتي تشهد سقوط أغلب الأمطار فترات الربيع والصيف والخريف .

تسمية عتمة مأخوذة من العتم بضم العين والتاء وتعني اسم بنات شجرة الزيتون البري.. وعتمة تعني ظلمة الليل لذلك فاسم عتمة ارتبط بالظلمة وبالزيتون البري وهما صفتان من صفات منطقة عتمة.. فالسحب البركانية وأشجار الزيتون البري أكسبا عتمة صفة الظلمة.. ويذكر الحبيشي في كتابه تاريخ وصاب المسمى الاعتبار في التواريخ والآثار إنما سميت عتمة باسم شجرة كبيرة كانت فيها من شجرة العتم "الزيتون البري" وقطعت وكان موضع قطعها موجودا قدر عشرة اذرع إلى حدود سنة 740 هجرية فتسروا "قطموا" مقطعها بتراب البركة الخاصة بمدينة سبن وقت حفرها.. وسبن منطقة تقع حاليا بين وصاب العالي وعتمة إذ تعتبر عتمة أحد المسارح التاريخية التي دارت فيها أحداث منذ فترة ما قبل الإسلام حيث أشار الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب إلى أن عتمة مخلاف واسع خصب التراب عظيم المنتجات وقد الحقه بيحصب العلو..

وذكر ايضا فيه ورف، وقال أنه جبل فيه حروث ومزارع قرى مندثرة ويسمى اليوم المقرانة وهي من ضمن خلاف عتمة، وفي ورف آثار حميرية..
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله