Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

نزهة الطريق .. سياحة في متناول الجميع!

نزهة الطريق .. سياحة في متناول الجميع!

 

عمان " المسلة " … الخروج في نزهة بات امرا اساسيا ومهما للخروج من اجواء الكبت التي تسببها الحياة في المدن، فهي كفيلة باعادة الحيوية والنشاط لجميع افراد الاسرة، وقادرة ايضا على بث اجواء من السعادة لتشمل كافة افرادها وهذا بدوره يقوي صلة الرحم فيما بينهم، فالانسان يرتاح اكثر وهو يعيش اجواء البساطة كما عاش اجداده في الماضي، بعيدا عن ازعاجات الحضارة والمدنية الحديثة، التي كادت تحولنا الى مجرد آلات نسير في ركبها الرتيب الذي لا يتوقف، ولكن الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها غالبية الأسر الاردنية كانت سببا في خلق نوع جديد من السياحة الداخلية وهو السياحة على جنبات الطرق، حيث باتت هذه الظاهرة تنتشر بين الناس انتشارا منقطع النظير، وهذا بسبب ان الناس قد وجدوا ضالتهم في الطرق الخارجية المفتوحة التي تحتفظ باطلالة مميزة، هروبا من زحمة المناطق السكنية اولا ومن ارتفاع الاسعار الفاحش في المناطق والمطاعم السياحية، ثانيا، والمواطن الذي تحولت السياحة لديه لثقافة راسخة اجبرته الظروف الاقتصادية على اختراع هذا النوع الجديد من النزهات، حيث يصطحب معه عائلته وطعامه وشرابه وكل ما يلزمه بعيدا عن (ايصالات الجباة التي لا ترحم).

 

حسب التساهيل :

 

(معتز.ج) موظف في القطاع الخاص قال ان تحديد موعد النزهة في اي اسرة اردنية يتم الاتفاق عليه في يوم سابق، اما مكانها ( فحسب التساهيل ) فمع مسير السيارة تجول عيون جميع افراد الاسرة بحثا عن شجرة ظليلة في مكان مرتفع على احدى جوانب الطريق، وما ان يقتنص فرد من الاسرة بناظريه واحدة تجتمع فيها هذه الصفات حتى تحط الاسرة رحالها في المكان معلنة انه (محجوز)، وبعد تنظيف المكان يتم اعداد جلسة عربية بسيطة ثم تشعل النار لصنع ابريق من الشاي اللذيذ، والذي يكون طعمه بطبيعة الحال مختلفا عن اي شاي يتم شربه في المنزل، اما الغداء المفضل عند غالبية الاردنيين في هذا اليوم فهو (الشواء) الذي لا يعتبر وجبة طعام فقط بل هو طقس كامل يبدأ منذ لحظة تحضير الحطب او الفحم وحتى تنزيل الشواء من على النار، ويضيف ان الاسباب التي تدفعهم لترك المناطق المخصصة للتنزه واللجوء الى جوانب الطرق رغم الصعوبات والاخطار والازعاجات التي تواجههم اثناء تنزههم في تلك الاماكن، هو بالدرجة الاولى ارتفاع الاسعار في المواقع السياحية والى درجة لم يعد المواطن يحتملها.

 

اجواء من البساطة :

 

(جمال.ع) موظف في القطاع العام قال انه تعود على الخروج مع اسرته في رحلة الى احد جوانب الطرق لاعتقاده ان هذا المكان جميل ومريح وخاصة انه يسكن في شقة طابقية، وبين انه اختار جانب الطريق مكانا للرحلة لكون الاسعار في المواقع السياحة مرتفعة جدا ولا يمكن له ان يتحملها، بالاضافة الى ارتفاع اسعار المأكولات داخل الاستراحات التي بداخل المناطق السياحية، اذ يمنع تماما ادخال المأكولات والمشروبات من الخارج، كما ان ارتفاع اسعار المحروقات خفف من السياحة الداخلية للمواطن الاردني مما يعني ان الجلوس على جانب الطريق وفر عليه سعر تذكرة الدخول الى المواقع السياحية ووفر عليه ايضا بنزين السيارة ، واكد جمال أن الجميع في حاجة للابتعاد عن اجواء المدينة المزدحمة الى حيث الهدوء، وايضا للخروج من اجواء الكبت التي تسببها الحياة في المدن، كما ان الرحلات كفيلة باعادة الحيوية والنشاط لجميع افراد الاسرة، وعبر عن قناعته بأن الانسان يرتاح اكثر وهو يعيش اجواء البساطة كما عاش اجداده، اما بالنسبة للغداء في الرحلة فعادة يكون من الشواء لأن عملية الشوي تحتاج الى مكان مفتوح، وهذا لا يتوفر في غالبية المنازل لذا تكون الرحلات فرصة سانحة لاعداد هذه الوجبة، ودعا جمال العائلات التي تتنزه بجوانب الطرق الى الالتزام بشروط السلامة العامة وذلك بمنع اطفالهم من الاقتراب من الطريق وايضا دعاهم الى الالتزام بالحفاظ على نظافة المكان.

 

حل استثنائي :

 

(احمد.ق) طالب جامعي قال ان الخروج في نزهات هو امر معتاد بالنسبة له فهو واصدقاؤه يحرصون على الخروج الى بعض المناطق السياحية، اما الرحلات العائلية فغالبا ما تكون على جوانب الطرق الخارجية في محيط العاصمة عمان، فما ان يصلوا الى الموقع المنشود حتى يبدأ اشقاؤه الصغار عملية جمع الحطب وغالبا ما يكون من الاغصان الجافة، ولكن في اغلب الاحيان تكون العائلة قد حسبت لهذا الامر فاحضرت معها كمية كافية من الفحم، وهكذا وقبل كل شيء يتم اعداد ابريق من الشاي يختلط طعمه برائحة الحطب المحترق فيكسبه مذاقا لا يمكن نسيانه ابدا، ثم تنتشر الاسرة في انحاء المكان مستغلة كل لحظة في هذا اليوم، ويضيف احمد ان عملية اعداد الغداء تبدأ مع الظهيرة حيث يتم اشعال الحطب او الفحم لتبدأ عملية الشوي الممتعة، اما عن سبب اختيار جوانب الطرق للتنزه يقول احمد : ان ارتفاع اسعار المطاعم السياحية يجعل تكلفة اي وجبة غداء لأسرة متوسطة الحجم عالية جدا ولا يستطيع ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة احتمالها، هذا بالاضافة الى رسوم دخول المواقع السياحية المرتفعة والتي لا يمكن احتمالها خصوصا من العائلات التي يكون عدد افرادها كبيرا، لذا فالسياحة بجوانب الطرق تعتبر حلا استثنائيا ولكن بطبيعة الحال يجب ان يحتاط المواطنون وان لا يسمحوا لأولادهم بالاقتراب من حرم الشارع العام لما يشكله ذلك من خطر كبير عليهم، وايضا يجب ان يعملوا على نظافة المكان قبل مغادرتهم له حفاظا على نظافة البيئة وليكون نظيفا لغيرهم كما كان لهم .
 

المصدر : الدستور الاردنية

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله