Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياسة السياحية القطرية ترمي للحفاظ على الموروث الثقافي

السياسة السياحية القطرية ترمي للحفاظ على الموروث الثقافي

الدوحة " المسلة " … انتهت الهيئة العامة للسياحة من وضع الملامح النهائية للاستراتيجية الجديدة التي ستعمل عليها خلال السنوات المقبلة على مراحل مونديال 2022 والرؤية الوطنية 2030 ولم يتبق سوى الاعتماد الرسمي لهذه الاستراتيجية ومن ثم الإعلان عنها رسميا وبشكل تفصيلي؛ حيث من المتوقع أن يحدث ذلك خلال الشهر المقبل وفقا لما أكده عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة. وخلال الزيارة الأخيرة للمهندي إلى المجلس البلدي المركزي قام بشرح ملامح وخطوطا عريضة عن الاستراتيجية الجديدة دون الدخول في أية تفاصيل انتظارا للحصول على الموافقة الرسمية.

 

تفاصيل

«العرب» حصلت على مجموعة من التفاصيل الدقيقة المتوقع إعلانها في الاستراتيجية الجديدة لم يتم التركيز عليها بشكل واضح خلال العرض الذي قام به رئيس الهيئة خلال زيارته الأخيرة للمجلس البلدي المركزي، وهي تتعلق بمجموعة من التحديات التي واجهت فريق العمل المتخصص في إعداد الاستراتيجية أثناء الإعداد لها بشكل تفصيلي طوال الفترة الماضية؛ حيث كان موضوع ضرورة الحفاظ على الهوية القطرية من أبرز التحديات التي واجهت فريق العمل.

وبالإضافة إلى ما ذكره السيد عيسى المهندي بشأن هذا الموضوع فإن فريق العمل الذي قام بوضع الاستراتيجية اقتنع تماما بضرورة الاتفاق على الأولويات أولا من أجل التغلب على هذا التحدي، خاصة أن هذه الأولويات هي التي من شأنها أن تحدد ما إذا كان هناك سهولة في التغلب على هذا التحدي أم لا.

 

الحفاظ على الهوية القطرية

ورغم اعتراف المهندي بأن الهوية القطرية لم تتأثر ولن تتأثر مستقبلا بسبب الانفتاح السياحي المتوقع خلال السنوات المقبلة والذي تركز عليه الاستراتيجية الجديدة، فإن المهندي وجميع أفراد فريق العمل على قناعة تامة بأن نسبة الأخطاء ستظل موجودة ولن يتم التغلب عليها بنسبة %100؛ ولذلك يجب التركيز على الأولويات المختلفة غير الموجودة في الدول السياحية الأخرى والتي تتناسب مع طبيعة قطر ومقوماتها السياحية حتى تكون هذه الأولويات بمثابة نقطة الانطلاق الأساسية في عملية الحفاظ على الهوية القطرية.

 

الأولويات الثلاث

ومن هذا المنطلق تم الاستقرار على ثلاث أولويات سياحية سيتم التركيز عليها بشكل أساسي خلال السنوات المقبلة يأتي في مقدمتها السياحة الثقافية التي تعتمد بشكل أساسي على الجوانب التراثية والثقافية في الدولة، وبعدها التركيز على سياحة المدينة التي تعتمد على تقديم مجموعة من الخدمات الأساسية المطلوبة لأي سائح في العالم وهذه الخدمات ستتحكم فيها الدولة لتسير في اتجاه الحفاظ على الهوية، وأخيرا التركيز على سياحة المؤتمرات والاجتماعات الدولية والتي تعتبر رافدا سياحيا واقتصاديا أساسيا للكثير من العواصم العالمية المتخصصة في هذا المجال ولا يمكن أن يؤثر هذا النوع على الهوية.

 

عدم تجاهل سياحة التنزه

إذن موضوع الحفاظ على الهوية مع الانفتاح السياحي كان بمثابة ركيزة أساسية في التحديات التي واجهت فريق العمل قبل إعداد الاستراتيجية الجديدة؛ ولذلك تم الاستقرار على الأولويات الثلاث سابقة الذكر لتكون بمثابة محرك أساسي في عملية الحفاظ على الهوية، ولكن هذا ليس معناه تجاهل سياحة التنزه على الشواطئ ولكن ستكون بشكل مختلف يمزج بين عملية الجذب للسياح في الأماكن الشاطئية المميزة التي سيتم تطويرها وبين الحفاظ على الهوية بأكبر قدر ممكن.

 

تحدي الموارد البشرية

«العرب» أيضا كشفت عن أحد التحديات الأخرى التي واجهت فريق عمل الاستراتيجية الجديدة والتي تتعلق بالموارد البشرية أو بمعنى أدق ما يتعلق بالأفراد المطلوبين لهذه النهضة السياحية المتوقعة؛ حيث أكد رئيس الهيئة أن هناك اتفاقات مع عدد من الجامعات على تدريب بعض الشباب على عملية الإرشاد وكيفية التعامل مع السياح.

ولكن هناك تفاصيل أخرى في هذا الموضوع تتعلق بنوعية الشباب الذين يتم تدريبهم؛ حيث تم الاتفاق على ضرورة أن يكونوا من القطريين أبناء البلد؛ لأنهم هم الأكثر دراية ببلدهم ولكن عندما اكتشف فريق العمل إمكانية وجود صعوبة في إيجاد العدد المطلوب من الشباب القطري في هذا الموضوع تم الاتفاق على وضع شرط آخر وهو أن يكون الشاب من مواليد الدوحة بشكل أساسي؛ لأنه من الممكن أن يكون على دراية كاملة بالبلد بعد العيش فيها أكثر من 20 عاما تقريبا.

المعاهد المتخصصة في الإرشاد

أيضا هناك مشكلة أخرى في هذا الموضوع وهي عدم وجود معاهد متخصصة في عملية الإرشاد السياحي؛ ولذلك سيتم التغلب عليها إما من خلال فتح فروع لهذا التخصص في الجامعات الموجودة في قطر أو من خلال الدراسات التدريبية المتخصصة في الخارج لمجموعة الشباب الذين سيتم اختيارهم لهذه المهمة.

ومن المقرر أن يكون التركيز كله كبداية في هذا الموضوع من خلال مكانين أساسيين هما: بوابة أبوسمرة البرية الموجودة على الحدود والمطار على اعتبار أنهما المنفذان الأساسيان لدخول الزائرين إلى قطر؛ ولذلك يتم خلال هذه الفترة الترتيب لإنشاء مكاتب خاصة بالهيئة في المطار الجديد وأيضا في أبوسمرة.

 

مذكرة إلى مجلس الوزراء

وكان السيد عيسى المهندي، رئيس الهيئة، قد أعلن عن رفع مذكرة إلى مجلس الوزراء بشأن المقترحات الخاصة بعملية حل مشكلة التاكسي والتنقل للزائرين والذين يتواجدون بشكل مستمر في الفاعليات السياحية العديدة على مدار العام وذلك بالتنسيق مع كروة. وأيضا أعلن أنه سيتم قريبا تدشين الأوتوبيس السياحي الجديد الذي سيتواجد في قطر خلال الفترة المقبلة وسيكون على أعلى مستوى ونموذجا واضحا للوسيلة المتميزة التي من الممكن أن يستخدمها أي زائر لبلد سياحي.

 

تطوير منطقة لوسيل

وأخيرا تؤكد «العرب» أن الاتصالات مستمرة ومكثفة خلال هذه الفترة مع المسؤولين عن منطقة لوسيل السياحية من أجل إحداث تغييرات كبيرة في هذا المنتجع خلال الفترة المقبلة حتى يكون بمثابة مشروع سياحي متكامل وأن هذا التنسيق يتم سعيا وراء توفير كافة الخدمات التي تنقص المشروع والتي تجعل أي سائح أو زائر بإمكانه التواجد في المكان من أسبوع إلى 10 أيام متصلة دون الخروج وذلك بسبب توفير كافة الخدمات التي يطلبها.
ويعتبر موضوع تقديم مشاريع سياحية متكاملة في عدد من الأماكن المميزة في قطر سواء في الجنوب أو الشمال من أبرز الاهتمامات التي تعطيها الهيئة أولوية خاصة وذلك على اعتبار أن هذه الأماكن موجودة بالفعل ولا تنقصها سوى بعض الخدمات وهذا يكون أفضل من إنشاء أماكن جديدة تأخذ الكثير من الوقت مثل مشروع مشيرب الذي سيكون سياحيا متكاملا به جميع الخدمات ولكن ما زال أمامه وقت لكي يكتمل بالصورة المطلوبة.

 

الجهات المعاونة

يأتي ذلك في الوقت الذي تقرر فيه الإعلان رسميا عن مهام جميع الجهات المعاونة للهيئة في تنفيذ الاستراتيجية الجديدة، خاصة أن هذه الجهات تعتبر شريكا أساسيا في عملية النهضة السياحية المطلوبة في قطر خلال السنوات المقبلة وستكون هذه المهام موزعة وفقا لطبيعة عمل كل هيئة وأيضا من خلال توقيتات زمنية محددة بالتنسيق التام مع المسؤول الأول عن الاستراتيجية وهي الهيئة العامة للسياحة. يذكر أن عدد السياح في قطر زاد في عام 2012 ووصل إلى مليون و170 ألف سائح بعد أن كان مليونا و42 ألف في عام 2011 بمتوسط نمو وصل إلى %4، وهو ما يعتبر إنجازا كبيرا وفقا لما أعلنه رئيس الهيئة مؤخرا.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله