تسوير مسار قطار المشاعر المقدسة بتكلفة 14.5 مليون ريال
الرياض "المسلة" …. أفصح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين عن بدء العمل في تسوير مسار قطار المشاعر المقدسة البالغ طوله 20 كيلومترا بتكلفة إجمالية وصلت إلى 14.5 مليون ريال.
وأضاف أن الحاجة باتت ماسة لتسوير القطار لمنع اقتحامه من قبل ركاب غير نظاميين كما حدث في موسم الحج الماضي حيث استخدمه أكثر من 200 ألف حاج لا يحملون تذاكر في طريق رحلتهم من مزدلفة إلى منى.
وأشار زين العابدين لـ الشرق الاوسط إلى أن الوزارة دعت عددا من الشركات لتولي عملية صيانة وتشغيل قطار المشاعر، ومن المقرر فتح مظاريف المناقصة بعد غد السبت، وسيكون على الشركة الجديدة خلال السنة الأولى من أعمالها تخصيص 30 في المائة من وظائفها للسعوديين على أن تصل النسبة إلى 80 في المائة في العام الخامس لها.
يأتي ذلك في الوقت الذي كلفت فيه الشؤون البلدية الشركة الصينية القائمة على التشغيل في الوقت الراهن باستكمال أعمالها في إدارة القطار خلال موسم الحج المقبل.
وحسب زين العابدين، فإن سعر تذكرة القطار لن ترتفع هذا العام حيث لن تتجاوز 250 ريالا لكل رحلة الحج، وسيتم توسعة المحطة الأولى في مزدلفة لتحتوي أكبر عدد ممكن من مستخدمي القطار، فيما سيتم تزويد الوزارة بنحو 500 طالب من القطاعات الأمنية لتنظيم عمليات الإركاب.
وتمكن القطار خلال حج العام الماضي من نقل 90 ألف حاج في الساعة الواحدة بواسطة 20 عربة مجهزة بوسائل الراحة والسلامة، بينما تستغرق أطول رحلاته بين مشعري منى وعرفات 14 دقيقة، ويصل عدد من يتم نقلهم بين المخيمات أيام التشريق بعد الزوال وحتى منتصف الليل إلى أكثر من مليون حاج.
واستعانت السعودية منذ ثلاثة أعوام بقطار المشاعر ليسهم بشكل فاعل في حل مشكلات الازدحام أثناء تنقل الحجاج بين المشاعر المقدسة، الذي اقتصر طوال الفترة الماضية على الوسائل التقليدية المقتصرة على نحو 70 ألف حافلة، ومن أبرز إيجابياته الحد من التلوث بفعل دخان المركبات والغازات الضارة التي قدرت بـ30 طنا، والحد من تأثيراتها على صحة الحجيج بعد خفض استهلاك الوقود، إضافة إلى توفير ما مساحته 900 ألف متر مربع كانت مشغولة في وقت سابق بأماكن توقف الحافلات حيث تتم الاستفادة منها في إسكان 450 ألف حاج.
معلوم أن قطار المشاعر المقدسة هو مشروع خط سكة حديدية يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة منى، عرفة ومزدلفة، وبلغت تكلفة المشروع نحو 6.7 مليارات ريال سعودي، وبدأ تنفيذ المشروع منذ بداية 2009 من خلال الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية.
بدأت المحطات الأولى للقطار داخل مكة، ثم يمر القطار بثلاث محطات في مشعر عرفات ومثلها في مشعر مزدلفة ثم أول مشعر منى ووسطه وتكون المحطة الأخيرة عند الدور الرابع بجسر الجمرات، ويتميز القطار بالسرعة والارتفاع عن الأرض ويقوم على أعمدة أحادية وسط الشارع ويتميز أيضا بقربه للمشاة والمحطة بالإضافة أن المسار يتفادى تأثيره على المخيمات وتم مراعاة عدم تكدس الحجاج ومراعاة طبوغرافية الأرض لتقليل الارتفاعات والانخفاضات.
بدأ العمل في القطار بنسبة 37 في المائة من طاقته وقدرته الاستيعابية في حج عام 2010، ثم تم الانتهاء من المشروع كاملا في حج 2011 وبدأ العمل بكامل طاقته، ويغني القطار عن استخدام 12000 حافلة في الحج وسيستوعب نقل 500 ألف راكب أثناء موسم الحج ويتميز بخطط حركة للقطارات بين المشاعر بما يتناسب مع ترتيب مناسك الحج بدءا من يوم التروية وحتى نهاية آخر أيام التشريق.
وخفف هذا القطار من ظاهرة الزحام أثناء مواسم الحج بعد أن عانت مكة من الزحام لنحو 100 عام وبعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية للمحطات قرب الحرم ستكون مكة المكرمة أول مدينة سعوديه يدخل القطار في وسائل النقل الرئيسية لها.