سياحة البحث عن بويضة للإنجاب بين الأزواج الآسيويين
تسافر أعداد متزايدة من الأزواج الآسيويين الذين يرغبون في إنجاب الأطفال إلى الهند من أجل تلقي العلاج في عيادات الخصوبة بسبب وجود نقص في عدد المانحات الآسيويات في المملكة المتحدة. ومن بين هؤلاء الذين قاموا بهذه الرحلة إلى الهند الزوج سونيل البالغ من العمر 54 سنة، وزوجته سميتا، البالغة من العمر 49، (وهي أسماء ليست حقيقية بناء على رغبتهما) من منطقة ويست ميدلاندز في بريطانيا.
ويواجه الزوجان – مثلهما في ذلك مثل العديد غيرهما ممن يرغبون في الإنجاب – مشكلات في ذلك، وقد تزوجا في سن الأربعينيات، والأمل الوحيد لديهما في أن يصبحا آباء من خلال التلقيح الصناعي باستخدام بويضة من إحدى المتبرعات. وعادة ما تقدم العيادات الطبية في المملكة المتحدة بويضات للنساء حتى سن 51 عاما، ولكن سونيل يقول إنه وزجته اضطرا لتوسيع دائرة البحث حتى الهند من أجل العثور على بويضة آسيوية، وذلك لأن العثور على مانحة آسيوية في المملكة المتحدة كان أمرا يشبه المستحيل.
قائمة انتظار :
وقال سونيل: "اتصلت بعدد من العيادات في أنحاء المملكة المتحدة، وكانت الرسالة التي أحصل عليها عادة من جميع الممرضات المسؤولات عن هذا الأمر، هي أن هناك عددا قليلا جدا من النساء اللاتي يأتين من أجل التبرع بالبويضات". وهناك نقص عام في عدد المانحات في المملكة المتحدة، لكن ويندي روس، الممرضة المسؤولة عن مثل هذا النوع من التبرع في مستشفى برمنغهام للسيدات، قالت إن الأمر يعد مشكلة أكبر من أي وقت مضى بالنسبة للمريضات الآسيويات. وأضافت روس: "لدي قائمة انتظار تضم أكثر من 100 شخص، وثلث هؤلاء تقريبا من الآسيويين".
وتابعت: "من يتلقى هذه البويضات من الآسيويين لديه خياران: الأول هو أنه يمكنهم أن ينتظر إلى الأبد قدوم سيدة مانحة للبويضة، حيث يمكن أن يختار مانحة من القوقاز، وهو ما يفعله بعضهم في الواقع، أو أن يختار السفر إلى الخارج. وكثير منهم يذهب بالفعل إلى الهند". وقد سافر سونيل وزوجته سميتا أول مرة إلى عيادة لأمراض الخصوبة في الهند عام 2010، وتم إجراء عملية التلقيح الصناعي بنجاح، وحملت سميتا بالفعل، لكنها فقدت حملها خلال رحلة العودة إلى المملكة المتحدة. ثم عاد الزوجان إلى نفس المركز الطبي في الهند بعد ذلك بستة أشهر، وشعرت سميتا مرة أخرى بسعادة غامرة بعد أن حدث الحمل. لكن الحمل فشل مرة أخرى لدى عودتها إلى بريطانيا، حيث قال الأطباء في تشخيصهم إن هناك حملا خارج الرحم.
وعلى الرغم من أن الزوجين كانا يشعران بالرضا بشأن المعايير المتبعة في تلك العيادة الهندية، فإن خبراء الخصوبة في بريطانيا يشعرون بالقلق حيال سلامة العلاج في الخارج، خاصة مع زيادة شعبية هذا النوع من السياحة الإنجابية بين الأزواج في بريطانيا. وقالت مادوريما رجكوا، وهي طبيبة استشارية في مستشفى برمنغهام للنساء: "زادت الإنترنت من وعي الناس بمسألة التبرع بالبويضات في الخارج، حيث يتوقع أن يكون هناك توافر أكبر للمتبرعات بالبويضات مقارنة بالداخل".
ويحظر في المملكة المتحدة التبرع بالبويضات لأغراض تجارية، وهناك إرشادات توجيهية حكومية صارمة تنظم إجراء عمليات التلقيح الصناعي، وهو ما قد لا يكون متبعا في منطقة شبه القارة الهندية. وقالت الطبيبة رجكوا إنها تخشي أن بعض عيادات الخصوبة في الهند تخاطر بصحة النساء من خلال زراعة أجنة متعددة لزيادة فرص ولادة أطفال أحياء.
وقالت رجكوا: "كانت لدينا مريضات قمن بزراعة بويضات خارج البلاد، وعدن إلى هنا بحمل ثلاثي، وربما أكثر من ذلك أيضا، وهو ما يضع المريضة بعد ذلك في وضع صحي بالغ الصعوبة لأن هذه الحالات من الحمل تنطوي على مخاطر عالية". كما أن هناك مخاوف أخلاقية أيضا، بشأن الحالة المعيشية للمتبرعات في الهند، حيث تحصل النساء على المال مقابل التبرع بالبويضات.
وقالت لورا ويتجينز وهي المديرة التنفيذية للهيئة القومية للتبرع بالأمشاج، وهي مؤسسة خيرية تمولها الحكومة: "بالنسبة لهؤلاء النساء وبسبب وجود حافز مالي كبير فقد يلجأن إلى مخاطر غير ضرورية على صحتهن". لكن الأسباب وراء وجود نقص في المتبرعات بالبويضات الآسيوية في المملكة المتحدة يعد أمرا معقدا. ويقول خبراء الصحة في بريطانيا إن الأمر قد يرجع إلى أسباب ثقافية ودينية. لكن في نفس الوقت يأمل سونيل وسميتا أن يحدث تقدم في وجود متبرعات بالبويضات من خلفيات آسيوية في المملكة المتحدة، وإذا لم يحدث ذلك فسوف يسافران مجددا إلى الهند من أجل هذا الغرض.
المصدر : BBC