أوروبا تراهن على السياحة للخروج من الأزمة المالية
باريس "ادارة التحرير" …"مصائب قوم عند قوم فوائد".. قد يكون هذا المثل أفضل تعبير عما يحدث على ضفاف دول البحر الأبيض المتوسط في القطاع السياحي، فالربيع العربي في مصر وتونس الذي لم تنتهِ فصوله بعد انعكس سلبا على القطاع السياحي ونشاط وكالات السياحة والسفر في منطقة الشرق الاوسط.
التراجع السياحي لدول الربيع العربي انعكس إيجاباً على اقتصادات الدول الأوروبية الجنوبية التي تعاني الأزمة المالية وارتفاع البطالة. فقد أعلن أندرياديس مدير جمعية المؤسسات السياحية اليونانية أن السياحة في بلاده عادت إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الأزمة أي في عام 2009، وتوقع أن ترتفع بنسبة 10 في المائة هذا العام.
وأشار أندرياديس إلى أن بلاده تستفيد من التوترات السياسية الحاصلة في مصر، ويلعب القطاع السياحي في اليونان دورا مهما وهو يمثل نسبة 17 في المائة من الناتج الداخلي الخام.
من ناحيته قال جورج تساكيريس رئيس اتحاد الفندقيين اليونانيين لـ الاقتصادية: إن الأرقام المتعلقة بحجوزات الفنادق في اليونان هذا العام مشجعة، وأعرب عن تفاؤله بأن يسهم القطاع السياحي في إخراج البلاد من الأزمة وأن يسهم في تحقيق النمو الاقتصادي، لأن الحكومة ورجال الأعمال والسياسيين والمجتمع باتوا على قناعة بذلك.
وأشارت وزيرة السياحة اليونانية أولجا كيفالوجياني إلى أن الحكومة عازمة على اتخاذ جميع الإجراءات لكي تصبح اليونان الوجهة السياحية الأولى في العالم، وفي انتظار ذلك فإن فرنسا هي التي لا تزال تحتل المرتبة الأولى في جذب السياح إليها، حيث زارها 81.2 مليون سائح العام الماضي. وتلعب السياحة في فرنسا دورا مهما فهي تمثل 9.2 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وتتوقع وزير السياحة سيليفيا سينل أن تصل عائدات السياحة هذا العام إلى 77 مليار يورو، إذا ما أضيفت إلى القطاع السياحي لبحث النشاطات المتعلقة بالسياحة من مشتقات.
صناعة السياحة في فرنسا تزدهر بفضل السياح الآسيويين، الصين، اليابان، وأيضا الخليجيين، ويعتبر الناشطون في القطاع السياحي الفرنسي أن وزير السياحة تبالغ في تقديراتها ويتوقعون أن تصل عائدات القطاع إلى 42 مليار يورو هذا العام، ويطالب هؤلاء الحكومة بإعطاء القطاع السياحي الأولوية المطلقة وهم يعتبرون أن الاقتصاد الفرنسي بات يستند بشكل أساسي إلى قطاع الخدمات، ولذلك فإن دعم السياحة يمكن أن يلعب دورا في إخراج البلاد من الأزمة ويدعم النمو الاقتصادي، وهم يؤكد أن قطاع السياحة يوفر مليوني فرصة عمل في البلاد، مليون بشكل مباشر ومليون بشكل غير مباشر وهو قطاع بنيوي، لأنه يجبر المناطق والمحافظات على الاستثمار في البنى التحتية، مثل الطرقات والمرافق العامة وهو يوفر العائدات الضرائبية لهذه المناطق.
وهم يؤكد أن القطاع السياحي هو أقوى من قطاعات الطاقة "30 مليار يورو"، الصناعات الغذائية "25.7 مليار يورو"، الزراعة "30 مليار يورو" والسيارات "11 مليار يورو".
فقد سارعت بلدية مارسيليا إلى شراء مستشفى أونيل ديو في المدينة الذي كان آيلاً إلى الانهيار لإنقاذه، فجزء من البناء يعود إلى القرن الثاني عشر والجزء الأكبر إلى القرن الثامن عشر، وهو مصنف على لائحة المباني الأثرية، وشرعت في تحويله إلى فندق ضخم خمس نجوم، ثم اشترته مجموعة القيادات البريطانية إنتركونتيننتال، بعقد إيجار لمدة 99 سنة، وبذلك فإن بلدية مرسيليا تكون قد أنقذت البناء من ناحية ووفرت فرص العمل من ناحية أخرى.