100 ألف جزائري مُعتمر في مزاد السماسرة
يتحكم السماسرة بنسبة 60 في المائة في تنظيم العمرة من بينها عمرة رمضان، خاصة في المناطق الداخلية، حيث تلجأ الوكالات السياحية التي تفتقد التجربة لأشخاص يتولون جلب الزبائن لها مقابل مبالغ مالية، وتقوم المساجد بدور لا يستهان به في استقطاب المعتمرين، ويدر هذا النشاط على أصحابه أرباحا معتبرة، لأن الأمر يتعلق بما لا يقل عن 100 ألف معتمر سيزورون البقاع المقدسة خلال رمضان.
ومع بداية التحضير لموسم عمرة رمضان التي تشهد إقبالا كبيرا من قبل المعتمرين الجزائريين، نظرا لأفضالها، فأجرها لا يقل عن أجر حجة، خاصة خلال العشر الأواخر، يتضاعف نشاط السماسرة الذين يعتبرون هذا الموسم مناسبة لجني الأرباح، على حساب المعتمر الذي كثيرا ما ينخدع بإشهار كاذب للوكالة التي تتولى التكفل به، لأن السماسرة يعرضون خدمات وهمية وبأسعار مثالية، لا أثر لها في الواقع، بالنظر إلى عجز الوكالات التي يتعاملون معها عن توفير الظروف الملائمة للمعتمرين.
ويؤكد المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية للوكالات السياحية إلياس سنوسي بأن السماسرة يحتكمون على نسبة لا تقل عن 60 في المائة في سوق العمرة، موضحا بأن نشاطهم ينتعش خلال شهر رمضان، الذي عادة ما يسجل الذروة من حيث عدد المعتمرين الذي يتجاوز 100 ألف معتمر، ويزداد انتشار السماسرة في المناطق الداخلية، حيث يتولى هذه المهمة أشخاص لهم علاقات واسعة ومتعددة مع المواطنين، فضلا عن المساجد، حيث يقوم الأئمة بتوجيه النصح للمصلين بخصوص الوكالة الأنسب، علما أن الوكالات رفعت هذا الانشغال في عديد من المرات إلى ديوان الحج والعمرة دون أن يتم معالجته.
وتوقع المتحدث بأن يكون الموسم المنتظر أكثر صعوبة من السنة الماضية، بسبب استمرار عمليات الهدم، موضحا بأن أقرب فندق إلى الحرم سيكون على مسافة لا تقل عن 1.5 كلم، لكنه طمأن المعتمرين بتوفير النقل عند كل صلاة، فضلا عن الإطعام، في حين ستتراوح الأسعار ما بين 18 إلى 22 مليون سنتيم، وحسب ممثل النقابة فإن الفنادق البعيدة ستلتزم بتوفير حافلات لنقل المصلين ذهابا وإيابا عند كل صلاة، كما ستوفر خدمات في المستوى، بدعوى أن الفنادق البعيدة عن الحرم أقلها مصنفة ضمن الأربعة نجوم، وهي تضمن للمعتمر المكيفات والحمامات والإطعام الملائم، ونصح المتحدث المرشحين لأداء العمرة باستلام نسخة من العقد الذي سيربطهم بالوكالات، والذي يتضمن كافة الخدمات المطلوبة، بما يمكنه فيما بعد من مقاضاة أو محاسبة صاحب الوكالة في حال الإخلال بالتزاماته.
وانتقد المكلف بالإعلام بالنقابة شروع بعض الوكالات السياحية في بيع خدمات عمرة رمضان وبأسعار مغرية دون أن تحدد بعد شركة الخطوط الجوية الجزائرية تسعيرة التذاكر، مما قد يرشح تكاليف العمرة إلى الارتفاع، وبالتالي إلزام المعتمرين على تسديد مبالغ إضافية، مصرا على ضرورة مرافقة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة من قبل ذويهم، تفاديا لتعرضهم لمضاعفات أخرى، بسبب مشقة الصيام والحر.
المصدر : الشروق اونلاين