تأسيس اتحاد للإعلام السياحي الخليجي
من المؤمل أن يلعب دوراً داعماً للجهود المبذولة في النهوض بصناعة السياحة بشكل يواكب المستجدات والمتغيرات وبما يدفع إلى قيام تكامل منشود في صناعة السياحة مع إيجاد مفاهيم جديدة تخدم هذا الهدف
سوف يتبنى الطرح الرصين الذي يُلقي الضوء على التحديات والمتغيرات والمعطيات الجديدة التي تواجه صناعة السياحة في دول الخليج
مسقط "ادارة التحرير" …. في إطار الاهتمام المتعاظم الذي تبديه دول مجلس التعاون الخليجي بالتنمية السياحية، بدأت ترتيبات تأسيس اتحاد خليجي للإعلام السياحي، يتطلع القائمون على تأسيسه لوضعه تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي. متبنين أهدافاً تصب باتجاه دعم تنمية السياحة الخليجية كخيار تنموي واقتصادي، وإيجاد إعلام سياحي معتبر ومتخصص، قادر على القيام وباحترافية بنشر ثقافة الوعي السياحي، والنهوض بصناعة السياحة الخليجية، وتمكينها من مواكبة المستجدات والمتغيرات، والدفع باتجاه قيام صناعة سياحية متكاملة، وفق نظرة استراتيجية تعي أهمية هذه الصناعة في خدمة التنمية والاقتصاد والمجتمع الخليجي.
ووضع نخبة من القيادات الإعلامية، القائمون على تأسيس هذا الاتحاد، مشروع لائحة لقيام هذا الاتحاد، أكدت في مقدمتها على الشواهد الكثيرة التي تعكس حجم الجدية التي تتعامل بها دول مجلس التعاون مع السياحة في الوقت الحاضر كخيار استراتيجي للتنمية المستدامة، وبناء القدرات البشرية الوطنية، وتوفير المزيد من فرص العمل، واسترشدت هذه اللائحة بالدعوة الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- الداعية والداعمة للانتقال من صيغة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي إلى صيغة الاتحاد الإقليمي، لتفتح آفاقاً جديدة من العمل الخليجي المشترك على أكثر من صعيد، وفي المقدمة العمل الاقتصادي، ومن ضمن مكوناته صناعة السياحة التي ينظر إليها كرافد للاقتصاد الوطني لكل دولة من دول مجلس التعاون.
وتضمن مشروع لائحة الاتحاد الرؤية والرسالة والمنطلقات والمبادئ الأساسية، وأهداف الاتحاد، ووسائل تحقيقها، وموارده، والعضوية، وهيئات وهياكل الاتحاد وجمعيته العمومية، وينتظر إقرار هذا المشروع في اجتماع للمؤسسين من مجموعة من الإعلاميين المعنيين بالشأن السياحي في دول مجلس التعاون الخليجي، ينتظر أن يعقد في الفترة القريبة المقبلة ليرفع إلى جهات الاختصاص.
وأكد رئيس اللجنة التأسيسية للاتحاد ورئيس تحرير مجلة سواح الزميل أحمد بن محمد الشريدي لـ الشبيبة بأن عدداً من المسؤولين الرسميين في القطاعين السياحي والإعلامي باركوا هذا التوجه وأثنوا على أهدافه ومراميه، مؤكدين دعمهم له ولمسيرته المستقبلية، ليكون رافداً لعملية النهوض بالواقع السياحي الخليجي، معرباً عن ثقته التامة بأن هذه الروح الإيجابية تجاه مشروع الاتحاد الخليجي للإعلام السياحي تمتد إلى المسؤولين المعنيين كافة في دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذي يعطي مؤشراً على اهتمام دول التعاون بكل ما يخدم نمو وتطور صناعة السياحة الخليجية من جهة، والاهتمام بالإعلام السياحي من جهة أخرى، وجعله مكملاً لتلك الجهود المبذولة حالياً لدعم وتعزيز أوضاع ومكانة السياحة في كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وإرساء النظرة التكاملية بين هذه الدول، وإقامة مشاريع وبرامج سياحية مشتركة في ما بينها،الأمر الذي يبعث على التفاؤل بأن يلعب هذا الاتحاد دوراً فاعلاً -بمشيئة الله وعونه- وبعزم أعضائه المؤسسين والمحتملين، وأكد «الشريدي» ثقته في انخراط الإعلاميين الخليجيين المعنيين بالشأن السياحي من صحافيين وكتّاب وإعلاميين ومصورين في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، والشبكات الإلكترونية إلى جانب المعنيين بالشأن السياحي من أصحاب مكاتب السفر والسياحة والطيران، والفنادق والمنتجعات، والهيئات ذات العلاقة.
وأضاف أن الاتحاد كما هو مخطط له سوف يتبنى الطرح الرصين الذي يُلقي الضوء على التحديات والمتغيرات والمعطيات الجديدة التي تواجه صناعة السياحة في دول الخليج، ويسهم في التعريف بمقوماتها، وبأوجه القصور والعلاج، وبكل ما يعزز من السياحة الوطنية، ويدفع إلى تسخير المقومات والإمكانات والموارد الاقتصادية والطبيعية والتراثية والبشرية لدعم قطاع السياحة في المنطقة، ويعمل على توفير مواقف داعمة، وتعديل ما قد يرسخ من مواقف سلبية، وبالتالي فهو يمثل دوراً داعماً للجهود المبذولة في النهوض بصناعة السياحة بشكل يواكب المستجدات والمتغيرات، وبما يدفع إلى قيام تكامل منشود في صناعة السياحة مع إيجاد مفاهيم جديدة تخدم هذا الهدف.
كما جاء هذا التوجه -بحسب الشريدي- انطلاقاً من رؤية تهدف إلى إضافة لبنة في أساسات الإعلام الخليجي المتخ
صص، يتحدث عن صناعة استراتيجية، قد تكون خيار التنمية في الكثير من دول المجلس كأم للصناعات، مع إيجاد مفهوم جديد من العمل والتعاون بين الإعلاميين في صناعة السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي، يخدم توجهات التنمية السياحية، ويرسي مفهوم السياحة الخليجية المتكاملة.
وأيد الشريدي دعوة رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، الداعية إلى انتهاج استراتيجية سياحية واضحة تدفع إلى تأسيس صناعة سياحية خليجية موحدة، والاستفادة من ميزة الموقع الاستراتيجي لدول المنطقة، والتعامل كإقليم واحد، وأكد بأن الاتحاد الخليجي للإعلام السياحي يتبنى ضمن أهدافه وأولوياته هذا الهدف لتعزيز مكانة دول التعاون في خريطة السياحة العالمية.
واختتم رئيس اللجنة التأسيسية للاتحاد الخليجي للإعلام السياحي أحمد الشريدي تصريحه بالإشارة إلى أن هذا الاتحاد سيعمل كذلك ما بوسعه للتصدي لبعض الممارسات والأطروحات والاجتهادات الخاطئة على صعيد العمل الإعلامي السياحي من جانب ما يمكن أن يطلق عليهم دخلاء على هذه المهنة، ويفتقدون أبجديات الإعلام السياحي الذين أتوا إلى المنطقة وتبنوا مسميات مضللة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الاهتمام الخليجي المتنامي بالسياحة، مستغلين الغياب الإعلامي المتخصص، وأقاموا فعاليات ذات طابع تجاري صرف، كان الهدف منها الربح المادي فقط، لم تظهر بالصورة اللائقة التي تنسجم مع التطلعات التي ترمى إلى دفع مسيرة التنمية السياحية الخليجية بوعي وإدراك لمتطلبات المرحلة ومقتضياتها
