Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

مؤتمر عن حماية تراث طرابلس وآثارها في باريس

مؤتمر عن حماية تراث طرابلس وآثارها في باريس

 

باريس " المسلة " … نظمت "جمعية المحافظة على تراث طرابلس" المؤتمر الدولي الثاني عن حماية تراث طرابلس وآثارها في قاعة المركز الاقليمي ل "إيل دو فرانس" في باريس، في حضور الوزير السابق للثقافة الفرنسية رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، وزير الثقافة غابي ليون، النائب في البرلمان الفرنسي من أصل لبناني إيلي عبود، مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، السفير اللبناني في باريس بطرس عساكر، سفير لبنان في الأونيسكو خليل كرم، القناصل وليد منقارة وغادي الخوري ورولا نور الدين ونايا خيرالله وممثلين ل "إيل دو فرانس" وأعضاء من الجالية اللبنانية في باريس وعشرات الأختصايين الأجانب من المهتمين بتراث المدن وفي مقدمتها طرابلس.

 

بداية افتتحت رئيسة الجمعية جومانة الشهال تدمري المؤتمر بكلمة عرفت فيها بتاريخ المدينة وتراثها العريق، لافتة الى "المخاطر التي تتهددها جراء تجدد الاشتباكات وتعرضها لعمليات نهب لآثارها مما سيؤدي الى مسح تاريخها المتراكم عبر العصور". وقرأت الكلمة التي أرسلها رئيس بلدية طرابلس نادر غزال وأكد فيها "بذل الجهود من أجل حماية المدينة والحفاظ على تراثها عن طريق تخصيص ميزانية تساعد على إعادة تأهيل المباني التاريخية فيها". ثم ألقت الطرابلسية عايدة مواس قصيدة حنين الى طرابلس، ثم شاهد المشاركون فيلما وثائقيا يبرز الوجوه الحضارية للتاريخ المهددة بالاندثار.

ثم تحدث مستشار رئيس الأونيسكو في باريس منير بوشناقي عن زيارته الميدانية الى طرابلس وخصوصا قلعة سان جيل، عارضا "للحالة المتردية التي وصلت إليها من الداخل والخارج"، مشددا على "أهمية هذا الموقع التاريخي في تحديد فترة هامة من حياة هذه المدينة العامرة دائما بالحياة". وتناول خانات المدينة والمشروع الذي قدمه الى البنك الدولي في هذا الخصوص، داعيا الى "توعية الناس على أهمية تلك المباني لا سيما تلك الشريحة الفقيرة التي لا تزال متواجدة في الأماكن المستهدفة في اعادة التأهيل"، منتقدا "محاولات المستثمرين تحقيق الأرباح على حساب طمس معالم مدينة ينتمون إلهيا".

 

الجلسة الأولى:

 

في الجلسة الأولى، تحدثت فاتن مراد عن الوضع الراهن لتراث طرابلس، داعية الدولة الى "وضع حد لهذا التردي القائم". تلاها رئيس لجنة التراث في بلدية طرابلس خالد تدمري الذي قدم عرضا مفصلا عما تختزنه طرابلس من كنز تراثي إضافة الى المهن التراثية التي ما تزال تمارس في أسواقها، وحذر من "هجرة المهن الحرة الى خارج المدينة ومن الخطر الذي قد ينجم عن تنفيذ الدولة مشروعها الهادف الى زيادة عدد الطوابق على المباني التي لا تتعدى طوابقها الثلاثة". ولفت الى أن "تاريخ طرابلس المشترك بين الحضارات المختلفة مهدد بالزوال"، مشددا على "ضرورة اقامة متحف في المدينة لعرض وحفظ الآثار التي وجدت اثناء الحفريات الاخيرة".

 

وعرض الاختصاصي المعماري في مجلس الانماء والاعمار المهندس نبيل عيتاني للمواقع الأثرية التي أعيد تأهيلها ولمشروع الارث الثقافي. تلاه الاختصاصي في التراث المديني حبيب دبس الذي شدد على "ضرورة حماية المدينة القديمة من خلال وضع قوانين صارمة ومتابعة مشروع تأهيل المباني القديمة".

 

الجلسة الثانية:

 

في الجلسة الثانية تحدث الخبير في تراث مدينة صنعاء في اليمن باسكال ماريشو فأشار الى  أن "الارث الثقافي ليس حجرا جامدا انما هو كيان حيوي حي يفعل ويتفاعل عبر التاريخ". وعرض مدير عام مؤسسة الحفاظ على التراث في مدينة فاس المغربية فؤاد سرغيني تأهيل المدينة التراثية، وأجرى مقارنة بين مدينتي طرابلس وفاس، فرأى أن "الأولى تعود مشاكلها الى عام 1973 بينما الثانية تعود الى عام 1937"، مشددا على "ضرورة إشراك المواطنين في عملية التأهيل وضرورة أن يشعروا أن أي عملية من هذا النوع ستعود عليهم بالتنمية".

وتحدث مستشار الأونيسكو في إيطاليا دانييله بيني عن إعادة تأهيل مدينة فرارا في إيطاليا، واعتبر أن المدينة القديمة يجب أن تبقى بمثابة القلب للمدينة الحديثة. وقدم لانغ مداخلة أشار فيها الى أنه قام بزيارة طرابلس قبل ثمانية سنوات وقد تركت في نفسه أحاسيس عميقة، لافتا الى أن "الاهمال في طرابلس سببه الدولة والمواطنين في آن"، داعيا الجميع الى أن "يوحدوا جهودهم من أجل حماية المدينة التي كل ما فيها يشير بتعاقب التاريخ على مجدها الذي ترك بصمات واضحة على جسدها منذ عام 1109 والذي لا يمكن الحفاظ عليه إلا باستتاب الامن واقتناع أهل المدينة بضرورة العيش بسلام".

وقال: "هناك آثار غير معروفة في طرابلس، مجهولة من أهلها الى أي فترة تعود، والعنف الذي يمارس على المدينة يحول دون منحها نبض الحياة. لذلك انتم محقون في اطلاق صرخة استغاثة. ومهما صرختم فانكم لن تشكلوا ازعاجا لأحد. فاصرخوا لأن مدينتكم تستحق الصراخ. اعتقد ان المبادرة التي اتخذتموها في الماضي واليوم تقع في موقعها تماما وان كنت أستطيع أن أساندكم في هذه المبادرة من أجل تحقيقها فلن أتأخر عن ذلك". وطالب عبود "بتفعيل كل القوانين التي تهدف الى حماية تراث المدن"، داعيا الى "دعم اللوبي الطرابلسي الذي يحاول إنقاذ مدينته".

 

الجلسة الثالثة:

 

وفي الجلسة الثالثة شدد العضو السابق في لجنة الحفاظ على التراث في الأونيسكو جاد تابت على "ضرورة توظيف الجهود لحماية المدينة القديمة"، منتقدا "عدم وجود قانون يحمي المدينة التراثية". وتحدثت المشرفة العامة على مركز الحفاظ على التراث والجرد في "إيل دو فرانس" أرليت أوديت عن "أهمية الجرد التاريخي لحماية الإرث الثقافي والوطني لكل المدن التراثية، واقترحت تنظيم ندوات للتوعية على أهمية المعالم الأثرية وكيفية الاستفادة منها في محيطها.

 

وحدد المشرف على التراث في وزارة الثقافة الفرنسية برنار تولييه "معايير التصرف التي يجب اعتمادها مع التراث الثقافي"، مؤكدا أن "النظرة الجديدة الى التراث تدفع الناس الى العيش بسلام وخصوصا أن المعلم التاريخي هو ملحق دائما بقيم تذكارية إحيائية"، داعيا الى "إعفاء أعمال تأهيل التراث من الضرائب".

 

وطالبت المديرة العامة لمركز المعالم الوطنية في وزارة الثقافة الفرنسية بنيديكت لوفيفر "بإعادة تأهيل السوق الواقعة بين القلعة الأثرية وخان العسكر في طرابلس"، مشيرة الى أن "أي معلم تاريخي يعاد تأهيله يجب التأكد من القدرة على استغلاله كما يجب بحيث يدر الفائدة المرجوة على البلد". واختتم المؤتمر بتكريم الشاعر والأديب صلاح ستيتية، ثم جال المشاركون في معرض صور أعد خصيصا عن آثار وتراث طرابلس بعدسات مصورين طرابلسيين وفرنسيين.

 

توصيات:

 

وأوصى المؤتمر "بضرورة إقامة تعاون فرنسي – لبناني لإعادة جرد الأبنية التراثية في المدينة ولا سيما تلك التي تتميز بطراز معماري فرنسي في منطقة التل وضواحيها، والعمل على وضع حد لما يحصل في الفيحاء من سرقة وهدم لكثير من المعالم التاريخية". وشدد على "ضرورة تشكيل لوبي ضاغط لجلب المساعدات من الخارج من أجل تأهيل تراث المدينة، والضغط على الدولة لمساعدة الجمعيات المحلية ووضع تحت تصرفها برامج معدة في الأونيسكو تهدف الى التوعية على تراث الفيحاء".
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله