«هيئة السياحة» تقترب من إطلاق الاستراتيجية الجديدة للقطاع
الدوحة " المسلة " … تعكف الهيئة العامة للسياحة على وضع اللمسات الأخيرة للاستراتيجية الجديدة الخاص بالقطاع، والتي يتوقع أن تنطوي على جدول زمني لتنفيذ المشاريع حتى حلول عام 2022. وعلمت «العرب» أن الهيئة أجرت مؤخرا سلسة اجتماعات مع مسولين بارزين متخصصين في هذا المجال من مختلف دول العالم بغية التعرف إلى كافة التجارب وأخذ المفيد منها وتطبيقها على الواقع القطري. ويتواكب ذلك مع تواصل الاتصالات مع مختلف المؤسسات والهيئات المحلية لأخذ تصورها ودمجها في الاستراتيجية التي تعد خارطة طريق ترسم معالم وتطورات القطاع السياحي للسنوات المقبلة.
سياحة خارج الدوحة :
وتشير المعلومات المتاحة من المصادر أن الاستراتيجية ستعتمد بشكل أساسي على كيفية النهوض بالأماكن السياحية الموجودة خارج الدوحة من أجل تطويرها بشكل نموذجي لتكون بمثابة مزارات سياحية سواء كانت مواقع تراثية أو ترفيهية أو مطلة على الخليج العربي، مع إيلاء الاهتمام لسياحة التنزه والاستجمام دون إغفال تطوير سياحة رجال الإعمال والمؤتمرات.
3 مراحل :
وعلمت «العرب» إن التركيز في الاستراتيجية الجديدة لن يقتصر على الفئة الوافدة إلى قطر من أجل السياحة أو المؤتمرات أو المنافسات الرياضية، ولكنها ستراعي حاجيات المواطنين والمقيمين. كما أن الجدول الزمني الذي ستخرج به الاستراتيجية سيكون على 3 مراحل الأولى قصير المدى والثاني بعيد المدى والأخير متناسق مع استراتيجية الدولة لعام 2030 والتي تسير عليها الدولة من قبل الحصول على مونديال 2022 وهو ما يؤكد أن هناك رغبة قوية من كافة الجهات على التعاون مع الهيئة للنهوض بالسياحة داخل قطر من قبل الحصول على شرف تنظيم المونديال.
قطاع السياحة العالمي:
وشهد العالم عام 2012 تحقيق رقم قياسي في عدد الزوار في العالم حيث وصل إلى مليار سائح وهو ما يعتبر إنجازا حقيقيا لقطاع السياحة لم يتحقق من قبل في أي عام مضي وبالتالي تبرز أهميته في المجال الاقتصادي.
سياحة الدول النامية :
ووفقا للأسلوب العلمي الدقيق المتبع في عملية إعداد الاستراتيجية الجديدة كما علمت «العرب» فإن التركيز على المدى البعيد في الاستراتيجية سيكون على كيفية نجاح قطر في النهوض بسياحة الدول النامية في مواجهه الدول المتقدمة خاصة أن آخر الإحصائيات تشير إلى أن هناك %55 من السياح يتوجهون إلى السياحة في الدول المتقدمة والباقي إلى سياحة الدول النامية وأن التوقعات تشير إلى أن الأسواق السياحية النامية ستزيد خلال السنوات المقبلة بنسبة من 20 إلى %30، ما دفع القائمين على استراتيجية السياحة القطرية للتركيز على هذا الشأن.
مطار حمد والمترو:
ويعتبر مطار حمد الدولي الجديد من المشاريع الضخمة التي ستساعد على عملية تنشيط السياحة في قطر خلال الأعوام المقبلة حيث يعتبر من أضخم وأفضل المطارات في الشرق الأوسط ويندرج تحته الخطوط الجوية القطرية التي تعتبر أسرع طيران ينمو في الخدمات على مستوى العالم بشهادة جميع الهيئات المتخصصة في هذا المجال. كما يعتبر مشروع المترو الجديد من المشاريع الهامة للغاية لتنشيط العملية السياحية في المستقبل وبالتالي فإن استغلال كل هذه المشاريع لتنشيط السياحة في دولة قطر ضروري ومهم للغاية. ومن المؤكد أن الاستراتيجية الجديدة ستكون أحد الروابط بين كل هذه المشاريع لخدمة الهدف الذي تسعى إليه الدولة من خلال الهيئة العامة للسياحة.
مراحل عمل الاستراتيجية:
وبدأ العمل بالاستراتيجية بنهاية العام الماضي ومتوقع الانتهاء منها قبل منتصف العام الحالي، وربما عقب اعتماد الميزانية الجديدة للدولة حيث سيبدأ التفعيل الرسمي لها هذا العام. وتمر الاستراتيجية بمرحلة التحليل وهي الأولى وتمثلت في عملية التواصل مع الجهات المختصة لوضع اليد على المشاكل وتحليل الوضع الحالي للقطاع والمنافسة ودراسة الوجهات السياحية الأخرى في العالم لمعرفة ما هو مناسب منها إلى قطر.
والمرحلة الثانية تتمثل في تحليل السلوك الشخصي للسياح وتحديد ممكنات الإقبال السياحي مع تحديد نوعية المشاريع والخدمات السياحية لجذب الشريحة الموجودة والمناسبة للوضع السياحي في قطر. والمرحلة الثالثة تتمثل في مراجعة هيكلة الهيئة ووضعها المؤسسي وتحديد التأثيرات الاقتصادية مع تحديد ملامح الهيكلة الملائمة للاستراتيجية وذلك من خلال مخطط تشغيلي غيري تفصيلي للهيئة وتحديد خطة تنفيذ الاستراتيجية وتحديد خريطة قطر السياحية.
والمرحلة الرابعة والأخيرة تتمثل في الاستراتيجية الداخلية للهيئة والمخطط التشغيلي التفصيلي وهو ما يعتبر المرحلة الأخيرة التي تعتمد بشكل أساسي على الوضع الداخلي للهيئة الذي سينتج بكل تأكيد من خلال جميع المراحل السابقة.