«أسبوع أبوظبي للاستدامة» يحدد الأجندة العالمية في قطاع الطاقة النظيفة
أبوظبي "ادارة التحرير" … استمراراً لمساعيها في استضافة اللاعبين الأكثر تأثيراً في مجالي الطاقة والاستدامة، نظمت «مصدر» خلال الفترة من 13 إلى 17 يناير الماضي، الدورة الأولى من «أسبوع أبوظبي للاستدامة» الذي شكل أكبر تجمع بشأن التنمية المستدامة في تاريخ الشرق الأوسط، إذ ضم خمسة مؤتمرات كبرى متكاملة، بما في ذلك الدورة السنوية السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل.
وقبل خمس سنوات، عندما عقدت «مصدر»، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة، الدورة الأولى من القمة العالمية لطاقة المستقبل، لم يتوقع الكثيرون أن يغدو هذا الحدث مناسبة سنوية رئيسية في الأجندة العالمية لقطاع الطاقة والتنمية المستدامة حسب الاتحاد.
وشهد أسبوع أبوظبي للاستدامة نقاشات مهمة حول مجموعة واسعة من التحديات المترابطة، بما في ذلك تعزيز الانتشار العالمي لحلول الطاقة المتجددة والأمن المائي والتنمية المستدامة.
وحضر الفعاليات ما يزيد على 31 ألف شخصية من 161 دولة، بما في ذلك رؤساء دول وكبار المسؤولين التنفيذيين والأساتذة وقادة الفكر، كما عزز المكانة المتقدمة لدولة الإمارات كوجهة عالمية لتسليط الضوء على التحديات والحلول اللازمة لتسريع نشر حلول التنمية المستدامة على مستوى العالم.
وخلال الافتتاح الرسمي لأسبوع أبوظبي للاستدامة، ألقى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند كلمة أشاد فيها بجهود دولة الإمارات في مجال التنمية المستدامة، وباستضافتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
وقال «علينا جميعاً التعاون لنشر استخدام الطاقة المتجددة في العالم، إذ علينا المحافظة على كوكبنا لتتمكن أجيال المستقبل من العيش فيه. وتقدم لنا دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يقتدى به في هذا المجال».
مؤتمرات وفعاليات
وضم «أسبوع أبوظبي للاستدامة» لعام 2013 خمسة مؤتمرات وفعاليات، بما فيها الاجتماع الثالث للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)؛ والدورة السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل؛ والقمة العالمية الأولى للمياه؛ والحفل السنوي لتوزيع «جائزة زايد لطاقة المستقبل» في دورتها الخامسة؛ والمؤتمر الدولي الخامس للطاقة المتجددة.
وشملت الفعاليات الأخرى التي أقيمت خلال الحدث، الاجتماع الأول لوزراء الطاقة في الدول العربية ودول أميركا الجنوبية.
وكان اجتماع الجمعية العامة الثالث للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، يومي 13 و14 يناير، أولى فعاليات “سبوع أبوظبي للاستدامة”.
وأقيم حفل افتتاح فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة” يوم 15 يناير بالتزامن مع انطلاق الدورة السادسة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، والدورة الأولى من القمة العالمية للمياه والدورة الخامسة من المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة.
ويمثل “أسبوع أبوظبي للاستدامة” امتداداً للنجاح الكبير والمكانة المتميزة التي تحظى بها “القمة العالمية لطاقة المستقبل”، الملتقى السنوي العالمي الأبرز المعني بتشجيع تطور تقنيات طاقة المستقبل وتعزيز كفاءة الطاقة والتقنيات النظيفة، والتي تستضيفها “مصدر” منذ عام 2008.
والتقي في الدورة السادسة من “القمة العالمة لطاقة المستقبل” خلال الفترة 15 إلى 17 يناير الحالي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك”، نخبة من أبرز قادة القطاع والمسؤولين الحكوميين والوزراء وخبراء التكنولوجيا والزوار، لمناقشة مستقبل الطاقة المتجددة في المنطقة وخارجها.
وشهد “المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة”، الذي أقيم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة نفسها، إطلاق تقرير شبكة سياسة القرن الحادي والعشرين للطاقة المتجددة (REN21) الذي يستعرض أهم التوجهات على صعيد السياسات العامة وفرص الاستثمار المتاحة في مختلف أنحاء منطقة الخليج.
صنع السياسات
وهذا العام اختار القائمون على المؤتمر، الذي يعقد مرة كل سنتين، العاصمة أبوظبي لتكون المدينة المضيفة لهذا الحدث المهم الذي يلتقي خلاله نخبة من القادة الحكوميين ورجال الأعمال لاستعراض أحدث التطورات وأفضل الممارسات في مجالات صنع السياسات والتمويل والأعمال ضمن قطاع الطاقة المتجددة. واستعرض القادة الحكوميون وصانعو القرار والمنظمات غير الحكومية خلال الدورة الأولى من “القمة العالمية للمياه”، الترابط بين المياه والطاقة، كما تناقش عدد من أبرز خبراء المياه أهم القضايا المتعلقة بالمياه في المناطق القاحلة، والطرق التي يمكن من خلالها تعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتحديد السياسات اللازمة لتشجيع جهود المحافظة على المياه ومعالجة مشكلة ندرتها.
وشهد حفل توزيع جوائز الدورة الخامسة لجائزة زايد لطاقة المستقبل، الذي أقيم في فندق قصر الإمارات يوم 15 يناير، تكريم المبدعين الذين قدموا ابتكارات متميزة في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، ضمن الفئات الخمس للجائزة، بما فيها فئة المدارس الثانوية التي تشجع أجيال المستقبل على الانخراط في جهود الاستدامة.
واحتفالاً بأسبوع أبوظبي للاستدامة، قامت مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، بتركيب “ويندي”، الهيكل المعماري الفني الحائز على العديد من الجوائز على كورنيش أبوظبي، وذلك بالتعاون مع مصدر.
ويتميز هذا الهيكل، الذي صممته شركة (ماتياس هولويتش ومارك كوشنر)، بتكوينه المصنوع من النايلون المغطى بطبقة من جسيمات التيتانيا المبتكرة متناهية الصغر، حيث يقوم بتنقية الهواء بفعالية من خلال إزالة الملوثات المحمولة جواً.
ويوفر نظام “ويندي” الذي تتولى “مصدر” إمداده بالطاقة عبر الألواح الشمسية في الموقع، للسكان فرصة التفاعل مع الأعمال الفنية الوظيفية التي توفر في الوقت نفسه فوائد بيئية. ويشكل “أسبوع أبوظبي للاستدامة” حدثاً تاريخياً بالنسبة لإمارة أبوظبي، حيث يوفر منبراً يلتقي من خلاله نخبة من قادة القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء العالم لبحث أفضل الحلول الكفيلة بتحقيق التنمية المستدامة وتحسين القدرة على الوصول إلى الطاقة النظيفة والمياه.
ويهدف أسبوع أبوظبي للاستدامة أيضاً إلى تعزيز الوعي بين أبناء المجتمع وتشجيعهم على المشاركة بصورة أوسع في جهود حماية البيئة.
ومن بين الفعاليات الأخرى التي أقيمت خلال “أسبوع أبوظبي للاستدامة” الاجتماع الأول لوزراء الطاقة في الدول العربية ودول أميركا الجنوبية، واجتماع مجلس “المعهد العالمي للنمو الأخضر”.