اهتمام مغربي بالسياحة البيئية
الرباط " المسلة " … قال وزير السياحة المغربي لحسن حداد إن استراتيجية وزارته، المسماة رؤية 2020، تطمح لتحويل المغرب إلى مرجعية عالمية للسياحة البيئية، وترمي هذه الإستراتيجية إلى إحداث نهضة وتطوير سياحي واسع بالبلاد. وأوضح حداد -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- خلال مشاركته بافتتاح جناح بلاده في الدورة السابعة والأربعين لبورصة برلين الدولية للسياح، أن الاهتمام بالسياحة البيئية في بلاده "يمتد لجميع المقاصد السياحية ويأتي من خلال الالتزام بالمعايير البيئية العالمية، ومنها عدم تغيير طبيعة مكان النشاط السياحي، وضمان التأثير الإيجابي لهذا النشاط على سكان منطقته، وري الملاعب الرياضية بمياه يعاد استخدامها، وبناء المشاريع السياحية على مسافة مناسبة من البحر".
وأشار الوزير المغربي إلى أن الاهتمام بالمعايير البيئية في الأنشطة السياحية يتم بموازاة تطوير وجهات طبيعية بموصفات بيئية، أولها في الصحراء جنوبي المغرب على الحدود الموريتانية، وأوضح أن هذا يجري من خلال التركيز على تحويل مدينة الداخلة إلى مقصد للرياضات البحرية، ومشاريع تربط البيئة الصحراوية هناك بالبحر. ولفت حداد إلى أن تطوير السياحة البيئية يشمل جبال الأطلس الصغير والمتوسط والأودية الموجودة في المنطقة الشرقية للمغرب.
مقاصد جديدة:
وقال الوزير إن التطوير السياحي بالمغرب يستهدف ثلاثة مقاصد جديدة، إضافة للمقاصد التقليدية الجاذبة لأعداد كبيرة من السياح في مراكش وأكادير، وأوضح أن واحدة من المقاصد الجديدة هي الواقعة حول مدينتي فاس ومكناس وتعود عمرها في الأولى إلى 12 قرنا خلت، وفي الثانية إلى أربعة قرون. وأشار إلى أن هذه المنطقة تحتوي على معالم ثقافية ومعمارية وصناعات تقليدية وخلفية طبيعية تؤهلها لتكون وجهة سياحية متجانسة.
ولفت حداد إلى أن التوجه لمقاصد سياحية جديدة يمتد أيضا شمالا، ويستهدف تطوير منطقتي تطوان وطنجة ومدن أصيلة وشفشاون والعرائش بما يتفق مع طبيعتها الأندلسية وتراثها المعماري العريق، وأوضح أن تطوير هذه المناطق يركز على الطابع البحري لتطوان وطنجة وإقامة أنشطة سياحية فاخرة في مدينة العرائش.
وتسعى وزارة السياحة المغربية إلى استغلال المواصفات الثقافية الموجودة بمدن الرباط والدار البيضاء وسلا وأزمور والجديدة لتحويل المنطقة الواقعة بها إلى مقصد سياحي جديد، واعتبر حداد أن "إدراج الرباط ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني ووجود مدينة القراصنة العائدة للقرن السادس عشر بمدينة سلا ومشروع أبي رقراق الجديد يؤهل هذه المنطقة لتكون وجهة سياحية مهمة". ونفى وزير السياحة المغربي التصور السائد عن بلاده كمقصد لسياحة الفقراء، قائلا إن المغرب يعد أكبر مقصد لسياحة الأغنياء في شمال البحر المتوسط، ونوه إلى أن خطط وزارته للتطوير السياحي تركز على التنويع بين السياحة الراقية وسياحة الرحلات وسياحة الميزانيات الضعيفة.
أحداث مؤثرة:
وعن تأثير ثورات الربيع العربي على السياحة المغربية، قال لحسن حداد إن هذه الأحداث أثرت سلبا على السياحة في بلاده، وذلك "من خلال اختلاط الصورة لدى سياح في الغرب بين المغرب وما جرى من أحداث دموية في دول مجاورة، وهذا ما تجاوزناه عن طريق التواصل"، وأشار إلى أن الربيع العربي أثر إيجابياً من جهة أخرى من خلال تحويل سياح رحلاتهم من دول عربية غير مستقرة إلى المغرب.
ونفى الوزير المغربي وجود تأثيرات سلبية للمواجهات العسكرية الدائرة بمالي المجاورة على السياحة المغربية، وقال إن هذا ظهر له من خلال الإقبال على الأجنحة المغربية في معارض سياحية زارها مؤخرا في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا. وبشأن مشاركة المغرب في بورصة برلين للسياحة الدولية، ذكر حداد أن هذه المشاركة ضمت نحو ثلاثين شركة سياحية، وتهدف لتدعيم مكانة المغرب في الأسواق السياحية التقليدية وفتح أسواق جديدة تساعده على تحقيق أهداف إستراتيجيته السياحية. وتهدف الإستراتيجية السياحية للمغرب إلى زيادة عدد السياح من عشرة ملايين سائح إلى عشرين مليونا، ومضاعفة إيرادات قطاع السياحة التي تبلغ حاليا سبعة مليارات دولار. وأشار إلى أن هذه الإستراتيجية تسعى أيضاً لرفع عدد السياح الألمان البالغ عددهم 200 ألف فرد سنويا بنسبة 16% بحلول 2026.
المصدر : الجزيرة