معرض برلين الدولي: حضور عربي لإعادة الاعتبار للسياحة
برلين "المسلة" …. تعد المشاركة في معرض برلين الدولي للسياحة، الذي يعد أكبر معرض للقطاع السياحي في العالم، فرصة للعديد من المستثمرين والمشرفين على قطاع السياحة العرب للترويج لإمكانيات بلادهم السياحية. DW جالت في أروقة المعرض الدولي.
يوم استثنائي عرفته برلين في يوم انطلاق فعاليات معرض برلين الدولي للسياحة 2013، فبعد أيام متوالية من الصقيع المتواصل كانت الشمس مشرقة والجو كان دافئا. ولعل الشمس هي إحدى عناصر الجذب السياحي الأساسية التي تقدمها الدول العربية في المعرض للسياح والمستثمرين الأجانب. خاصة دول الخليج التي تركز في دعايتها السياحية على المناطق الصحراوية.
حضور عالمي مكثف من مختلف بقاع العالم ومن 180 دولة، وكأن المعرض كرة أرضية صغيرة، حيث نصادف في أروقة وممرات المعرض كل الأجناس البشرية، بالإضافة إلى الأزياء والأطعمة والفنون المختلفة، فالمعرض أكبر تظاهرة دولية لقطاع السياحة في العالم.
طرق حديثة وتقليدية للترويج للمنتج السياحي
اختلفت طرق العارضين العرب في الترويج لبلدانهم ومنتجاتهم السياحية، حسب إمكانيات كل بلد عربي. فبلد كالإمارات العربية المتحدة، شارك بأروقة متعددة وخاصة ببعض الإمارات، كإمارات الشارقة ودبي وأبو ظبي، إلى جانب رواق خاص بشركة طيران الإمارات، التي خصصت زاوية على شكل جزء من مقعد طائرة للترويج لرحلاتها. حيث يجلس الزائر وكأنه في الطائرة وتقف إلى جانبه مضيفة الطيران وتشرح له الخدمات التي تقدمها الشركة، وهي وسيلة عملية لتوضيح مميزات الطائرة والخدمات التي تقدمها الشركة.
إضافة إلى مثل هذه الطرق الدعائية الجديدة، سادت في الأروقة العربية وسائل ترويجية تقليدية، منها تقديم العروض الفولكلورية الخاصة بكل بلد. ففي الرواق المصري قدم راقص مصري لوحة فنية تنتمي لرقصات "الدراويش" والتي عادة ما نشاهدها في "الموالد" المصرية. أما الرواق المغربي فاحتفى بموسيقى "كناوة" وهي الموسيقى ذات الرافد الإفريقي. واختارت إمارة الشارقة أيضا أن تخلق جوا من الحماس في رواقها بفضل إحدى الفرق الموسيقية الشعبية، والتي قدمت عروضا متكررة في مساء يوم انطلاق الفعاليات.
تراجع أعداد السياح في دول الربيع العربي
وإذا كانت الفنون عناصر جذب تحظى بإعجاب الزوار، فإن تقديم المعلومات السياحية، يعد أيضا خدمة هامة يحرص كل رواق على تقديمها. خاصة بالنسبة للدول العربية التي شهدت ثورات وتوثرا سياسيا في الآونة، حيث يحاول العارضون والمشرفون على القطاع السياحي في هذه البلدان على طمأنة السياح والمستثمرين الأجانب.
فحرصت دول كمصر وتونس على تقديم صورة جميلة عن الأوضاع فيها، نظرا لتراجع عدد السياح الذين يقبلون على زيارة هذه الدول. تقول زائرة ألمانية متواجدة في الرواق المصري: "عندما يكون هناك توتر سياسي في البلاد فأنا لا أريد أن أعرض حياتي للخطر. كما أني مريضة وصحتي مرتبطة بتناول الأدوية. إذا ضاع مني الدواء قد لا أتمكن من الحصول عليه مرة أخرى. الخطر بالنسبة لي عال جدا." وتضيف السيدة الألمانية: "كما أن وضع المرأة في مصر لا يشجع على زيارة البلد، كامرأة لا أشعر أني آمنة هناك."
عن مثل هذه التصورات السلبية السائدة عن مصر يقول وزير السياحة المصري هشام زعزوع لـ DW: "هناك انطباع مختلط نتيجة ما يحصل في بورسعيد والقاهرة، لكن مُدنا كالأقصر، وأسوان، والغردقة، ومرسى علم، أوضاعها جيدة وهناك طيران مباشر لهذه المناطق السياحية." كما يتوقع الوزير تحسنا في أرقام السياحة في مصر هذه السنة.
محاولة لطمأنة السياح والمستثمرين الأجانب
لدحض هذا الانطباع السائد عند الكثير من السياح والمستثمرين الألمان والأجانب يحاول العارضون المصريون أن يروجوا صورة مغايرة عن الوضع السياحي في مصر. ففي الرواق المصري نُصبت شاشة كبيرة تبث بشكل مباشر صورا من منطقة البحر الأحمر لإحدى القرى السياحية في الغردقة. ويبدو في الصور الجو مناسبا لأي زائر يرغب في الاستجمام في منطقة مناخها دافئ. ميريت رحمي مسؤولة عن إحدى المؤسسات السياحية المصرية في الغردقة تقول: "منطقة البحر الأحمر منطقة آمنة وبعيدة عن التوترات، نحن بحاجة إلى الدعم والدعاية لكي تصل هذه الصورة للسياح والمستثمرين."
بالإضافة إلى التوترات السياسية التي تشهدها مصر، فإن وجود الإخوان المسلمين في السلطة، يجعل العديد من المستثمرين الأجانب يطرحون السؤال عن مدى مساحة الحرية التي من الممكن أن توفرها مصر للسائح الأجنبي. تقول ميريت رحمي بهذا الخصوص: "يوجد دائما مخاوف من أي حكومة سواء حكومة الإخوان أو غيرها، لكن ما ستقوم به هذه الحكومة هو الذي سيجعلنا نحكم". وتضيف ميريت رحمي: "الإخوان يؤكدون دائما أن السياحة من أهم موارد الدخل القومي في مصر. حتى الآن لم يحدث شيء ينفي هذا الشيء".
في الرواق المصري أيضا يقول زائر ألماني حول الوضع السياحي في مصر: "الأمر يتوقف على أي مكان تذهب إليه في مصر. لا ينبغي بالضرورة الذهاب إلى القاهرة وميدان التحرير. يمكن الذهاب مثلا إلى الميناهاوس." ويضيف: "حين أفكر في القيام بعطلة مخصصة لرياضة الغوص، فسأقضيها في مصر كما كنت أفعل في السابق. المناطق السياحية في مصر آمنة، بل ومناسبة من ناحية الأسعار."