الطفيلة …. تعيد مديرية الآثار في الطفيلة، ترميم موقع قرية غرندل الأثري، الذي يقع جنوب المدينة (23 كم)، ويتميز بتعدد الآثار القديمة، التي تعود إلى الفترة النبطية الرومانية، حيث سيتم تزويده بكرافان لخدمة الحرس القائمين عليه، وتنظيف شامل للموقع من الأعشاب، وكذلك إزالة أشكال الاعتداءات خصوصا النفايات، وفق مدير الآثار في الطفيلة عماد الضروس.
وقال الضروس لـ الغد إن غرندل التي عرفت في الفترة الرومانية باسم أرانديلا (arindla) أو "عرندل" في الفترة الإسلامية المتأخرة "المملوكية "نطق اسمها يعرف بغرندل إلى الآن، تتألف من خمسة طبقات أثرية ترجع إلى الفترة النبطية في أغلبها.
ويشير الضروس إلى أن الموقع يعتبر من التنقيبات الأثرية التي جرت في العام 1994 من قبل مديرية آثار الطفيلة، واحتوت على بناء مستطيل الشكل وضمن عدة أعمدة حجرية متوازية ما زالت قائمة، حيث تأكد أنها كنيسة بيزنطية معمدة تعود للقرن الخامس الميلادي، بنيت على الطراز البازليكي بثلاثة أروقة، أرضية الرواق الأوسط مبلط ببلاط حجري مربع الشكل 40 سم في 40 سم، فيما الرواقين الشمالي والجنوبي، فتغطي أرضيتهما مكعبات فسيفسائية ملونة وتتضمن أشكالا هندسية مختلفة.
ولفت إلى أنه في العامين 1997-1998 قام فريق آثار أسترالي من جامعة سدني باستكمال التنقيبات في الكنيسة والتنقيب حول الجدار الضخم الممتد من الجهة الشمالية إلى الجنوبية منها، ويتعامد مع جدار الكنيسة الجنوبي، حيث كشفت تلك التنقيبات عن أن هذا الجدار يشكل الواجهة الأمامية لمعبد نبطي أبعاده 15 م في 30 م، ويحتوي على بوابة كبيرة تم إغلاقها في فترات لاحقة بقواعد أعمدة حجرية ضخمة اسطوانية الشكل مندمجة والتي شاع استخدامها في الفترة النبطية.
وللكنيسة بوابة رئيسة عرضها 120 سم تقع وسط الجدار الغربي وعلى جانبيها بوابتان صغيرتان، عرض الواحدة منها 90 سم ، وتم إغلاقها في فترات لاحقة.
وأشار إلى وجود خمسة أعمدة دون تيجان، ما زالت قائمة على قواعدها، وآخرين ساقطين عن القواعد على أرضية الكنيسة فيما آخر مفقود وفق نظم عدد الأعمدة، التي تشكل بمجموعها ثمانية أعمدة تحمل سقف الكنيسة، إضافة إلى الركب والدعامات الحجرية.
وبين أن مديرية الآثار تعمل على إعادة ترميم متكامل للموقع ، لافتا إلى القيام بعملية تنظيف للموقع من الأعشاب وإزالة أشكال الاعتداءات خصوصا النفايات التي تلقى فيه.
وقال الضروس إن المديرية قامت بترميم موقعي غرندل والرشادية، وما زال العمل بهما مستمرا للآن ، فيما جرت عملية ترميم لموقع بصيرا الآدومي بالتعاون مع جامعة بيركلي الأميركية.