عبود: قطاع السياحة فى لبنان خسر 300 ألف سائح سنوياً بسبب الاحداث في سوريا
الكويت "المسلة" …. اكد وزير السياحة فادي عبود "اننا في لبنان لم نر من دول الخليج، وتحديدا من الاخوة الكويتيين إلا الخير على مر التاريخ"، لافتا الى أنهم وقفوا الى جانبنا ابان الحرب الاهلية وبذلوا جهودا كبيرة لوقفها، ولم يتركونا في عام 2006 خلال العدوان الاسرائيلي.
وشدد عبود، في حديث الى صحيفة "الانباء" الكويتية، "اننا لا ننسى فضل الكويت على لبنان"، مؤكدا أنه "ليس كل من يتحدث أو يعطي رأيه أو يقدم نصيحة يتحول الى تدخل في الشؤون الداخلية".
واشار الى أن ما من أحد يريد بأي شكل من الاشكال التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، معتبرا أن قانون الارثوذكسي يفتح المجال والباب للمزيد من صحة التمثيل، وربما لمرحلة انتقالية لنصل بلبنان كله الى دائرة واحدة على أساس النسبية، مشددا على التمسك بالحوار.
ولفت عبود الى أن رفض الحوار هو بين الاعداء وليس بين الاخوة، داعيا "رجال الدين دون استثناء الى تحريم بشكل شرعي التقاتل الداخلي والحرب الطائفية والمذهبية"، منبها الى أن "عدوتنا إسرائيل تسعى الى استغلال نقاط ضعفنا لإحداث تقاتل بيننا في لبنان".
وقال: "ان العام 2010 كان الأهم في تاريخ السياحة في لبنان. ففي العام 2011 كانت قد بدأت الاحداث الاقليمية في سورية، وبما يسمى بالربيع العربي، وبالتالي كان هناك تأثير مباشر على السياحة في لبنان، خصوصا بعد النصيحة لرعايا الخليج بعدم الحضور الى لبنان، أنا أشعر كمواطن لبناني ومسؤول منفتح على العالم العربي، بأنه ربما قد يكون يطغى على هذا الموقف السياسة أكثر مما هو موضوع أمني."
وأضاف: "نحن نسعى للسيطرة على الأمن قدر الامكان في لبنان، حيث ان مدينة بيروت مازالت من أكثر مدن العالم أمنا، في العام 2011 تراجعت نسبة السياحة مقارنة مع العام 2010 الى 17%، وفي العام 2012 تراجعت النسبة. ان المشكلة السورية لها انعكاسات سلبية على السياحة في لبنان بسبب إقفال الحدود البرية بين سورية ودول الخليج بفعل الاحداث، فقد خسرنا برا أكثر من 300 ألف سائح سنويا، من الاردن وايران ودول الخليج الذين يملكون المنازل في لبنان، فالعائلات الخليجية كانت تقصد لبنان بالبر عن طريق سورية، كانت هناك حركة برية نشيطة، الا انها توقفت بسبب الاحداث في سورية.
لقد قمنا بسلسلة من الاجراءات للتعويض عن الخسائر في السياحة، فتم تخفيض أسعار تذاكر السفر مع دول الخليج، وهذه الامور ضرورية عندما تكون لدينا مشكلة في الحدود البرية، ولكن مازال الموضوع الأمني والنصيحة بعدم زيارة لبنان، له الاثر السلبي على الموسم السياحي في العام 2012، واننا نأمل أن تتغير الامور بأسرع وقت ممكن. اننا نود القول الى أهلنا في الخليج ان عدم المجيء الى لبنان ليس من مصلحة أحد، نحن نحبهم ونريدهم ولا نريد أن يأخذ أحد مكانهم، وهذا الكلام موجه بشكل خاص الى الاخوة الكويتيين، فالسائح الخليجي يشكل أكثر من نصف دخل السياحة في لبنان، خصوصا السعوديين والكويتيين."
وأشار عبود الى أن الوضع الأمني هو الأساس والمؤثر على السياحة، وقال: "نحن في بلد لسنا من لون واحد، بل ديموقراطي ومتعدد المذاهب والطوائف والاديان، فجمال لبنان وميزته يتمثلان في تعدديته. نحن لسنا على رأي واحد بالنسبة للوضع السياسي، بل هناك عدة آراء ووجهات نظر، واننا لا نريد أن يتحول هذا الامر الى لعنة، بل اننا نعتبره نعمة، لذلك نقول لاخواننا في الخليج انه ليس كل من تحدث أو أعطى رأيه أو قدم نصيحة يتحول الى تدخل في الشؤون الداخلية، نحن متعودون في لبنان الكلام بحرية، ولكن ما من أحد يريد بأي شكل من الاشكال التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج.
نحن لم نر من دول الخليج إلا الخير وتحديدا من الاخوة الكويتيين، فهم وقفوا الى جانبنا في الحرب الاهلية وسعوا الى ايقافها، ولم يتركونا في العام 2006 خلال العدوان الإسرائيلي، بالاضافة الى تعاملهم الاخلاقي والاخوي والانفتاحي والمحب والشريف للبنانيين من كل الطوائف المقيمين في الكويت، لذلك نحن لا ننسى فضل الكويت على لبنان، واللبناني ليس معروفا عنه أنه ناكر للجميل، اننا نريد أن يكون كل اخواننا الخليجيين في لبنان مرتاحين، فليست هناك حكومات تحبهم وحكومات تحبهم أقل، كلنا نحبهم ونريدهم، والنصيحة بعدم المجيء الى لبنان نتمنى أن تكون غيمة صيف وانتهت، لأننا في النهاية لا نعتبرهم سواحا، بل هم في بلدهم الثاني. وعلى سبيل المثال عندما كنت أدرس في مدرسة الشويفات، كان نصف صفي من الكويتيين، وكانت لهجتهم كلهجتنا وعاشوا في لبنان، لذا نعتبرهم أهل البيت، فنحن نعول كثيرا على الاخوة الخليجيين بالنسبة للسياحة."
وتعليقا على موقف بعض دول الخليج ردا على تصريحات النائب ميشال عون بالنسبة للبحرين، وسط المخاوف التي تخيم على اللبنانيين في الخليج من ترحيلهم، قال عبود: "لا ان دول الخليج من المعروف عنها أنها تحترم حقوق الانسان والرأي الآخر، فهي دول وليست ميليشيات، وإذا كان هناك عتب، فقد أدلى العماد ميشال عون برأيه وقدم نصيحة، ولم يكن هناك موقف أو دعوة لمحاربة شيء ما أو تدخل في الشؤون، فقد أعطى رأيا ليس إلا، ان الحكم على الناس بالنوايا هو من أيام حمورابي، فلم يكن هناك من نية عدائية تجاه أي دولة عربية، والانسان الذي له رأي لا يعني أنه اتخذ موقفا ضد الدولة."
وختم: "أود أن أوجه كلمة واحدة لأصدقائنا واخواننا في الكويت اننا اشتقنا لكم في لبنان".