مساعٍ فلسطينية لإدراج قرية بتيير على قائمة اليونسكو
بتيير " المسلة " وكالات … تنشط الأوساط الشعبية والرسمية الفلسطينية مؤخرا لوضع لمساتها الأخيرة لملف طارئ يطلب من منظمة اليونسكو للتربية والعلم والثقافة التابعة للأمم المتحدة بإدراج مواقع قرية بتيير الأثرية والتاريخية ومشاهدها الطبيعية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وحمايتها من أوامر المصادرة الإسرائيلية لأراضيها لصالح الاستيطان والجدار الإسرائيلي.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية الـ "بي بي سي"، أينما تدير وجهك ترى مناظر طبيعية وأثرية تروي قصة قرية "بتيير" غربي مدينة بيت لحم. وأكد الفلسطينيون في القرية أن مواقعها الأثرية تعود بالتاريخ لأكثر من خمسة ألاف عام مثل آثار القلعة الكنعانية الموجودة بها. وقد استخدم الرومان أكثر من عشرين مليون حجر لتشييد مساطب في القرية حفاظا على تربتها.
ويقول الفلسطينيون في القرية إنهم تلقوا منذ عام 2006 وحتى الآن عددا من الإخطارات الإسرائيلية لمصادرة أكثر من 3500 دونم من أراضي البلدة لصالح بناء مستوطنة جديدة تسمى "جيفعات يائيل" وكذلك لبناء جزء جديد من الجدار الإسرائيلي على أراض مليئة بالآثار والمواقع التاريخية والمشاهد الطبيعية الخلابة.
وأكد سكان البلدة أن المسار الجديد للجدار الإسرائيلي، وإذا طبق بالفعل على الأرض، فانه سوف يمر من برك رومانية تعمل بنظام قديم وفريد منذ أكثر من ألفين وخمسين عاما، ومياه ينابيع هذه البرك تروي أكثر من اثني عشر دونم من أراض مزروعة بآلاف من أشجار الزيتون
وتسعى الأوساط الفلسطينية للحفاظ على ممتلكات القرية وآثارها من خلال إدراج مواقع هذه البلدة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.وقال رئيس المجلس القروي لبلدة "بتيير" أكرم بدر: "إن المواقع الأثرية والتاريخية في القرية والتي تعود إلى أكثر من خمسة آلاف عام في التاريخ اليوم هي مهددة بالتدمير لإقامة الجدار والاستيطان على أرض تعبق بتاريخ وهوية عربية تعود جذورها لآلاف السنين".
وأضاف السيد بدر: "أقدم مواقع هذه القرية هي القلعة الكنعانية التي يقدر عمرها بخمسة آلاف عام وهناك كذلك الآثار الرومانية منها الينابيع والحمام والبرك الرومانية والقبور والقصور الرومانية بالاضافة الى المشاهد الطبيعية التي تنفرد فيها أراضي هذه البلدة". وأشار السيد بدر إلى أن القرية حصلت عام 2011 على جائزة اليونسكو "ميلينا ميركوري" كأفضل موقع طبيعي وثقافي من ضمن مائة وأربعين موقعا عالميا رشح لهذه الجائزة .
وحصلت في حينه القرية كذلك على مبلغ خمسة عشر ألف دولار لتأليف كتاب من 500 صفحة للتعريف بماضي وحاضر ومستقبل القرية التاريخية . شيد أهالي بلدة "بتيير" مؤخرا طريقا وسط القرية يعتقدون أن النبي إبراهيم سلكه وهو في طريقه الى مدينة الخليل. ويعمل مجلس القرية المحلي ضمن فريق فلسطيني بإشراف وزارة السياحة والآثار لدولة فلسطين لإعداد ملف طارئ سيتم طباعته قريبا ويطالب بإدراج مواقع قرى "بتيير" و"الخضر" و"حوسان" على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
وقال الدكتور طه حمدان وكيل وزارة السياحة الفلسطينية: "إن إعداد هذا الملف يأتي استمرارا للجهود الفلسطينية بعد نيل فلسطين العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو وبعد أن أصبحت فلسطين عضوا موقعا على الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمي لعام 1972 وتكريسا للحقوق الفلسطينية في المجال الثقافي كدولة أسهمت في التراث الإنساني، وهناك الاعتبار الأهم وهو الحفاظ على المشهد الثقافي الفلسطيني".
وأشار طه إلى أن الملف الطارئ لقرية "بتيير" هو جزء من المقترح الوطني المسمى "فلسطين أرض العنب والزيتون، ضمن لائحة تمهيدية وطنية لدولة فلسطين تتضمن نحو عشرين موقعا أثريا ومدينة تاريخية ومشاهد ومسارات طبيعية وثقافية في الضفة الغربية وقطاع غزة تسعى الجهات الرسمية الفلسطينية لإدراجها على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر".
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن القرار يعود لمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للبت في الطلب الفلسطيني حول إدراج قرية "بتيير" من عدمه على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر . وأشارت الوزارة الإسرائيلية في رد مكتوب حول هذه القضية إلى أن مسار الجدار الجديد في أراضي قرية "بتيير" تجنب الإضرار بالسكة الحديدية القديمة الواصلة ما بين القدس ويافا وأنه أخذ بعين الاعتبار عدم المساس بالمدرجات الرومانية الزراعية في القرية الفلسطينية.