لازم لـ «إيه»!
بقلم : محمود كامل
يتصور الزعيم «حازم لازم» أو «لازم حازم»، لا أدرى أيهما أقرب إلى «التخلف العقلى»، أنه مبعوث العناية الإلهية للشعب المصرى لهدايته، وإبعاده عن «الغواية الوطنية» التى نحن جميعاً غارقون فيها، بإرشاده إلى طريق الجماعات الإسلامية التى ينتمى إليها فى تصور شديد البلاهة بأن مصر الآن تحت «سنابك خيل المتأسلمين»، مع أن أغلب من نراهم من تلك الفصائل ينتمون إلى «دائرة البغال» التى جاء بشأن استخدامها نص قرآنى شريف!
ولأن أياً من سلطات الدولة لم يتهمه بإثارة الشغب، وتحريض المواطنين على تخريب الأملاك الخاصة والعامة، وبالتالى لم يقدم إلى النيابة العامة لحسابه عما يقترف، فقد تصور الرجل وبطانته إمكانية فرض ما يريدون على كل فصائل الشعب المصرى «بالبلطجة الدينية»، مع أن الإسلام دين رحمة، وتعاطف وليس دين فرض ما لا يريده الناس.. على الناس!
وفيما نراه من حولنا – طبقاً لما جرى فى مقر حزب الوفد وجريدته، وما كان ينتظره قسم شرطة الدقى – نكتشف أننا نتعامل مع «عصابات إجرامية» مسلحة بما يسمح لها – باستخدام المولوتوف – بحرق أى مكان تريد بما فى ذلك البشر الذين يحرسون تلك المقار، وبينهم جحافل الأمن المركزى التى ليس لدى وزيرها سوى النصح بضبط النفس ليتلقى جنوده الغلابة القادمون من أعماق الريف المصرى «طوب وطلقات رصاص ورش» أفراد تلك العصابات دون رد، إعمالاً لنصيحة الوزير الذى دفع بهم إلى «مواقع الديكور» إبطالاً لنص قرآنى يحث المسلمين على رد العدوان بالقدر الذى تم به ضمن حق «الدفاع عن النفس» المكفول لكل خلق الله، ومنهم أفراد الأمن المركزي!
ولعل ما يحزّ فى نفس كل المصريين، هو ذلك «الهوان الشرطى» الذى نراه فى كل مكان تتواجد فيه قوات للشرطة الملتزمة تماماً بنصيحة وزير الداخلية، وهو الهوان الذى أدى إلى استدعاء كل قوات شرطة محافظة الجيزة التى هى بالآلاف مع تحصين قسم الدقى بكل ما تيسر من مدرعات مع اغلاق كل الشوارع المؤدية إلى القسم خوفاً من «إشاعة» أن قوات الزعيم حازم لازم فى الطريق إليه، والذى أنكر – بعد تمام التحصينات الخائفة من وصوله – أنه أعلن أو حتى فكر فى «غزوة للدقى» بقسم شرطتها الشهير بما يفصح عن قول لم ينطق به: وضحكت عليكم!
وأذكر أن الفترة التالية لسقوط مبارك شهدت إعلاناً من وزارة الداخلية بأن هناك «إعادة هيكلة» لكل قوات الشرطة وأجهزتها – التى كانت جهنمية طوال عصر مبارك – بما يعيد الوئام بين الشعب المصرى، وقوات الشرطة، وهو ما لم يتم، وإنما الذى حدث بعد ذلك «بالقيادات الغريبة» التى تولت الأمر بعد الثورة، هو «سقوط كامل» لذلك الجهاز لدى الشعب المصرى، حيث نتج عن إعادة الهيكلة الوهمية التى أعلن عنها اختفاء كامل لكل تلك القوات من الشوارع المصرية تاركة «الجمل بما حمل» للبلطجية وأفراد عصابات القتل، والسرقة.. وقطع الطريق، يفعلون بنا ما يشاءون قبل أن تدركهم «قيادة الإخوان للدولة» بما «زاد الطين.. بلة»، كما يقولون، حيث لم يتبق لإعادة الهيكلة التى أُعلن عنها علنيا سوى السماح لضباط الشرطة – بما طلبه البعض – بتربية أذقانهم ليتحول الأمر بعد ذلك – فى حالة الموافقة – إلى أن يصبح الجلباب القصير، و«شبشب الزنوبة» هما الزى الرسمى لشرطة الإخوان، وكذلك تطلق رتب جديدة تضاف إلى الرتب الشرطية لتصبح مثلاً: اللواء الشيخ فلان مدير أمن كذا، وبعده العميد الشيخ والعقيد الشيخ مع قصر رتبة «العارف بالله» على معالى وزير الداخلية، والداعية اللواء فلان على كل مساعديه، مع تحويل المساجد لأقسام شرطة!
إن ما نحن فيه مع تلك الشرطة الضعيفة والمتهافتة، يمثل لنا مصيبة تضاف إلى آلاف المصائب الأخرى المقبلة إلينا فى رئاسة الجمهورية، ورئاسات أخرى تحتها فى اخفاء كامل، ومعه انكار كامل، بأن يكون مكتب المرشد هو مصدر كل التعليمات بما فى ذلك مقر الرئيس، عملاً بإخوانية «السمع.. والطاعة» ليتبقى لنا بعد ذلك فرج الله الذى هو دائماً قريب من المحسنين!