سياحة السعودية تنهى برنامج تدريبى للارشاد السياحى بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز
الرياض "المسلة" … اختتمت في الرياض ورشة عمل بعنوان "طريق التوحيد.. الخرج – الرياض"، التي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز والهيئة العامة للسياحة والآثار، في قاعة الاجتماعات الرئيسة بالدارة في الرياض، وذلك ضمن برنامج تدريب الإرشاد السياحي للمواقع التاريخية الذي تنفذه الهيئة، بمشاركة (20) مرشداً سياحياً من مناطق المملكة المختلفة.
وتحدث في الورشة خبراء ومختصون في مجال السياحة والتاريخ والجغرافيا، حيث ألقوا أربع محاضرات على المرشدين ومنظمي الرحلات السياحية الذين شاركوا في الورشة، تناولت المقومات السياحية والتاريخية الخاصة بالمواقع العمرانية والأماكن التاريخية، وقد تخلل المحاضرات مداخلات وأسئلة من الحاضرين أجاب عليها المحاضرون.
ويأتي برنامج التدريب للإرشاد السياحي ضمن اتفاقية التعاون العلمي بين الدارة والهيئة لرصد المواقع التاريخية في المملكة وتوثيقها، بهدف تزويد السياح بالمعلومات المهمة لتعريفهم بالبعد الحضاري للمملكة، واستثمار التاريخ الوطني في تعزيز السياحة الوطنية.
وشهدت الورشة في يومها الأول محاضرتين، الأولى بعنوان "المواقع التاريخية في المصادر التاريخية"، قدمها الأستاذ عبدالله الشايع، وتناول خلالها رحلة الملك عبدالعزيز آل سعود – يرحمه الله – من الكويت إلى الرياض، وتطرق إلى الأماكن الواقعة على طريق استعادة الرياض وتوحيد البلاد، وجميع مظاهر الطريق، وملابسات الرحلة وما صاحبها من مشاق، حتى تكللت بتوحيد البلاد.
وخلال المحاضرة الثانية التي حملت عنوان "الإرشاد السياحي: مبادئ وقواعد عامة"، تحدث المحاضر سمير قمصاني، عن صفات المرشد السياحي، وأسس ومبادئ عمل الارشاد السياحي.
وأكد قمصاني أن الثقافة الواسعة والتراكم المعرفي يمثلان أهم عوامل نجاح المرشد السياحي في أداء مهامه، إضافة إلى الدراية الكاملة بالمواقع التاريخية وبيئاتها ومناخاتها من حيث التاريخ والجغرافيا والأحداث، بل ومعرفة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه المواقع، إلى جانب قدرة المرشد على السرد القصصي المشوق للسائح، بما يحقق أهداف الرحلة السياحية.
وتطرق إلى معوقات عمل المرشد السياحي وكيفية التغلب عليها، إضافة إلى محاور أخرى ذات علاقة بعمل المرشدين السياحيين.
وفي اليوم الثاني للورشة قدم الدكتور محمد الربدي، محاضرة بعنوان "الطبيعة الجغرافية للمواقع التاريخية"، تناول خلالها مسار رحلة التوحيد وشواهدها، مع توضيح المواقع الأثرية على طريق رحلة التوحيد، كما تحدث عن أهمية معرفة معالم الطريق، والتزود بعناصر السلامة والحماية ومتطلبات الرحلة.
وقدم الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي، نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز المحاضرة الثانية في اليوم الختامي للورشة، والتي جاءت بعنوان "الإطار التاريخي للمواقع التاريخية"، حيث عرض لمحة عن تاريخ الدولة السعودية الأولى والثانية، وركز على مرحلة تأسيس وتوحيد المملكة التي بدأت برحلة التوحيد.
وتحدث الجيهمي عن أبعاد وعناصر رحلة التوحيد التي أدت إلى نجاحها، ومنها قوة الشخصية والسمات القيادية للملك عبدالعزيز، إضافة إلى حكمته وذكائه وشجاعته، ودرايته بأحوال الجزيرة العربية، والبادية وظروفها المناخية.
وأشار إلى أن كثيراً من الأحداث التي تخللت رحلة التوحيد لم يتم تدوينها أو توثيقها، داعياً المرشدين السياحيين إلى استلهام النمط التاريخي لسيرة الملك عبدالعزيز، مؤكداً استعداد دارة الملك عبدالعزيز لتزويدهم بالمعلومات والمصادر العلمية الموثقة التي تعينهم على أداء مهامهم.
بدوره أكد فهد السبيعي مدير مشروع سياحة الثقافة والتراث بالإدارة العامة للبرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه سيتم التنسيق بين الهيئة ودارة الملك عبدالعزيز بالرياض على عقد دورة ثانية قريباً من البرنامج التدريبي (التدريب للإرشاد السياحي للمواقع التاريخية) بهدف صياغة مشروع مسار تاريخي سياحي يوثق منجزات الموحد الملك عبدالعزيز بعنوان "طريق التوحيد" ويشتمل المسار على عدة مواقع وهي: قصر الملك عبدالعزيز التاريخي بالخرج وحديقة المناخ "الشقيب" وقصر المصمك.
وأوضح أن البرنامج يسهم في تعريف الزوار من المواطنين والأجانب على الدور المفصلي للملك عبدالعزيز في استرداد الرياض وتوحيد المملكة العربية السعودية، ويتيح الفرصة أمام منظمي الرحلات السياحية لتنظيم برامج سياحية خاصة على هذا المسار التاريخي السياحي وإقامة الفعاليات الثقافية والتراثية، كما أنه يدعم الأدلاء السياحيين بالمعلومات التاريخية المهمة عن مكونات السياحة التاريخية من المواقع والمآثر العمرانية والأماكن التاريخية، بجانب إسهامه في خدمة أبناء المجتمعات المحلية التي يمر بها المسار القريبة من تلك المواقع التاريخية.
