سياحة الفجيرة تتزين بتدشين أكبر قرية تراثية مارس المقبل
الفجيرة "المسلة" …. تشهد الفجيرة تطوراً على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياحية كافة، تماشياً مع حركة النهضة التي تعيشها الدولة، وتقوم الإمارة بتنشيط الحركة السياحية، وتبذل جهوداً كبيرة للتنقيب عن آثارها القديمة ومورثها الشعبي. وبحسب رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار أحمد خليفة الشامسي، فإنه يجري العمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة بمنطقة المضب، لتدشين أكبر قرية تراثية في الإمارة خلال مارس المقبل.
عن الهدف من إقامة تلك القرية، قال رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إن الهدف من إقامة تلك القرية، استقطاب المزيد من السياحة المحلية والعالمية للاطلاع على التراث المحلي والموروث الشعبي، حيث من المتوقع افتتاح القرية أمام السياح أوائل مارس المقبل، ويصاحب ذلك برنامج أسبوعي يومي الخميس والجمعة لاستقطاب أكبر عدد من محبي السياحة الأثرية.
وكشف مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار لـ الاتحاد عن أن الفجيرة نجحت خلال العام الماضي 2012 في استقطاب ما يقارب 1.2 مليون سائح بزيادة تقدر بحوالي 200 ألف سائح عن العام الذي سبقه، بينما وصلت عام 2010 إلى حد 750 ألف سائح من مختلف إمارات الدولة ودول العالم، لاسيما من بريطانيا وروسيا وايطاليا وغيرها، مشيراً إلى أنه من بين تلك السياحة الوافدة إلى الفجيرة، السياحة التراثية والشعبية، التي تزخر بها الفجيرة، حيث تبدأ فترة السياحة التراثية، من نوفمبر حتى مارس من كل عام، ويصل عدد السياح الأجانب المقبلين على آثار الفجيرة من قلاع وحصون ومناطق شعبية قديمة إلى ألف سائح أسبوعيا بينهم 800 قادمين عبر ميناء الفجيرة البحري.
وعن الأماكن الأثرية في الإمارة، قال مسؤول الآثار في الهيئة صلاح علي حسن: من القلاع والحصون التي تمتلكها الفجيرة وتعد محطة مهمة في الجذب السياحي المحلي والدولي، قلعة الفجيرة الشهيرة وتقع على الشمال الغربي لقرية الفجيرة القديمة وعلى تل صخري صغير يرتفع قرابة 20 متراً، وتمتد القرية ذاتها على النصف الشمالي من السهل الساحلي خلف بساتين النخيل وعلى بعد 2 كيلو متر تقريبا من البحر، موضحاً أن تلك القلعة تتميز بتصميمات هندسية فريدة وتعد أكبر وأهم قلعة بالمنطقة، ويقدر بناء تلك القلعة ما بين 1500- 1550م وأعيد بناؤها ما بين 1650- 1700م ثم قامت الهيئة بعد ذلك بترميمها.
وأشار إلى أن قلعة البثنة، تعد هي الأخرى من أهم القلاع في الفجيرة، وتقع في منطقة البثنة على وادي حام الممتد ما بين الفجيرة وحتى وادي السيجي عبر الجبال في قرية البثنة الحديثة على بعد 13 كيلو مترا تقريبا غرب مدينة الفجيرة وللقلعة برجان للمراقبة على الواجهة الغربية للقلعة، التي شيدت من الحجر والطين والصاروج ويقدر أهالي المنطقة تاريخ إنشاؤها 1735 م.
وتم اكتشاف مواقع أثرية عديدة حول موقع القلعة، أما حصن ومربعة الحيل فهو عبارة عن قصر يتكون من وحدة بنائية تمثل مجمعاً سكنياً كبيرا، يحتوي على قاعات استقبال واجتماعات وغرف نوم ومخازن ومطبخ والقصر محاط بسور حصين، مزود بفرجات وفتحات لرمي الأسلحة الكبيرة والصغيرة وعلى جدرانه زخارف وديكورات بديعة، وعلى الجدران توجد «كوات» عديدة وعلى قمة الجبل المطل على قصر ومربعة الحيل يوجد برج المراقبة يطل منه على القصر والقرية، ويقدر بناء مربعة وحصن الحيل إلى عام 1830.
وقال: من القلاع الشهيرة أيضا وذات الأهمية التاريخية قلعة أوحله، وتقع إلى الجنوب من مدينة الفجيرة وبالقرب من الحدود مع سلطنة عمان، وتضم قلعة تاريخية مهمة أخرى تقف على الضفة اليمنى لمجرى وادي الحلو بإمارة الشارقة، وكشفت المكتشفات والحفريات الأثرية التي أجرتها الهيئة مع بعثة الآثار الاسترالية بان القلعة الإسلامية قد بنيت من فوق بقايا مبنى دفاعي محصن يعود تاريخه إلى فترة عصر الحديد في الألف من الأول قبل الميلاد وتم ترميم القلعة وإعادة تأهيلها بين عامي 2066 إلى 2011. وأضاف: من الآثار المهمة في الفجيرة وتستقطب أعدادا كبيرة من السياح العرب والأجانب مسجد البدية الأثري الواقع على طريق الفجيرة /خورفكان/ دبا، في منطقة البدية على بعد 31 كيلو مترا شمال مدينة الفجيرة.
ويمتاز المسجد بانه أقدم مسجد في الفجيرة، ويعود تاريخه بناء المسجد إلى عام 1446، وتم ترميمه عام 2003، وللمسجد شكل معماري مميز وفريد، ويضم سقفاً، من أربع قباب، تستند على عمود وسطي واحد وله محراب ومنبر صغير. وعن دور الفعاليات في زيادة إقبال الزوار، قال المدير التنفيذي لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام إبراهيم علان: من الفعاليات التي تستقطب أكثر من 30 ألف متابع على المستويين المحلي والدولي، مهرجان الفجيرة الدولي لمسرح المونودراما، الذي يقام في شهر يناير كل عامين، وتنظمه الهيئة بالتعاون مع الهيئة الدولية للمسرح وغيرها من المنظمات، ويستمر لمدة عشرة أيام متواصلة، يجوب فيها ضيوف المهرجان مناطق الفجيرة السياحية والأثرية، ويزورون إمارات الدولة الأخرى.
وأضاف: نقوم كذلك بتنظيم ملتقى الفجيرة للإعلام كل عام ونستقطب العديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية، حيث يتابع هذا الملتقى ما يزيد عن 2000 شخصية، ومن المهتمين بالشؤون الإعلامية من الدولة وخارجها، كذلك ملتقى الربابة، الذي ننظمه في شهر فبراير من كل عام، ويستقطب عدداً من الجماهير النوعية المحبة لهذا الفن، مشيراً إلى حرص الهيئة على تنظيم العديد من الفعاليات والزيارات للقرى التراثية والمناطق الأثرية، لتعريف ضيوف الفعاليات بتاريخ الفجيرة وحضارتها وتاريخ دولة الإمارات بشكل عام. وتابع: نقوم بتنظيم مهرجانات وأيام ثقافية وتراثية في الخارج، منها أيام الفجيرة في باريس، وقد اصطحبنا معنا 150 فرداً ممثلين لمختلف المهن والحرف التراثية والفنية، بهدف تقديم الإمارة للفرنسيين والعرب المقيمين بها، وقد نجحت الأيام في إحداث تفاعل بين الثقافتين، أثمر عددا من الاتفاقيات بين المؤسسات الثقافية والإعلامية والتراثية.
قال مسؤول الآثار في هيئة الفجيرة للسياحة والآثار صلاح علي حسن إن الفجيرة تمتلك العديد من المقومات الأثرية والتراثية الكبيرة، التي تدفع أعدادا من السياح المحليين والعرب والأجانب إلى زيارتها سنوياً، إلى جانب المهرجانات، التي تقام سواء المسرحية أو الفنية الأخرى أو المنتديات الإعلامية وغيرها.