اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

ارتفاع التكاليف وتراجع القدرة على الإنفاق يقلصان الخيارات السياحية أمام المواطنين

 

 

ارتفاع التكاليف وتراجع القدرة على الإنفاق يقلصان الخيارات السياحية أمام المواطنين

 

عمان "المسلة" … الإجازة طويلة وما في مكان نروح عليه إلا ولازم ندفع شيء وشويات"، بهذه الكلمات عبرت منى النتشة عن عدم قدرة عائلتها على قضاء العطل سواء في الأردن أو خارجه نتيجة ارتفاع تكاليف السفر وتراجع القدرة الشرائية.

 

وتضيف النتشة، ربة الأسرة لعائلة مكونة من 6 أفراد، أنها في حال فكرت بالخروج من البيت مع عائلتها في أيام العطلة فإنها تحصر الخيارات في الزيارات العائلية فقط لعدم توفر المال اللازم للذهاب في رحلة.

وتشير النتشة (35 عاما) الى أن زوجها موظف في القطاع العام وراتبه محدود ولا يستطيع التوفير منه لأجل الترفيه عن النفس في ظل ضغوطات الحياة، لافتة إلى أن الخروج والاستمتاع بالوقت في الخارج أمر مهم للهروب من جو العمل والمنزل ولاعادة النشاط.

 

وتضيف "في حال قررنا الذهاب الى البحر الميت أو العقبة أو اي مكان سياحي في البلد، فيجب أن نفكر في أجرة الطريق والمبلغ لدخول الشط وفي حال فكرنا المبيت هناك علينا توفير مبلغ كبير للفندق وهذا أمر مستحيل في ظل ظروفنا الاقتصادية."

 

وترى النتشة أن الأمر كذلك "ينطبق في حال فكروا بالسفر الى أحد البلدان السياحية المجاورة كمصر مع أنها أرخص تكلفة مقارنة مع الأردن".

 

وتتجاوز تكاليف السياحة الداخلية على المواطن الأردني 100 % مقارنة بتكاليف السياحة الخارجية، ويحد هذا الارتفاع في التكاليف من إقبال المواطنين الأردنيين على الأماكن السياحية الداخلية، رغم جماليتها واستقطابها للعديد من السياح العرب والأجانب، ويدفعهم ارتفاع الأسعار إلى تفضيل السياحة الخارجية الأقل تكلفة.

 

بدوره، يقول أحمد العرموطي، الموظف في القطاع الخاص لـ الغد، إن أطفاله وزوجته دائما يطلبون منه في حال صادفت إجازة طويلة أن يخرجوا إلى مكان سياحي للاستمتاع بالوقت معا الا أنه لا يستطيع تلبية طلبهم لعدم توفر المال.

 

ويقول العرموطي "يا دوب الواحد صار يقدر يوفر الحاجات الأساسية لبيته في ظل هذا الغلاء الفاحش وبقاء رواتبنا مثل ما هي.. فكيف بدنا نوفر لحتى نرفه عن نفسنا؟".

 

ويشير العرموطي إلى خلو المملكة من مكان سياحي ذي أسعار منخفضة، مؤكدا أنه حتى لو فكر في الذهاب الى منتزه عام فإن عليه التفكير في أجرة الطريق والغداء والألعاب للأطفال في حال رغبوا بركوب الحصان الذي يستخدمه مواطنون للاسترزاق من زوار المنتزه.

 

وكان وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز أكد أن تكلفة السياحة في الأردن مرتفعة مقارنة مع الدول المنافسة لها في كل من مصر وتركيا ولبنان، الأمر الذي يشكل تحديا كبيرا للقطاع.

 

بدوره، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور قاسم الحموري إن خيارات المواطن الأردني لقضاء العطل محدودة ويفضل فيها انهاء الواجبات الاجتماعية وزيارة الأقارب فضلا عن قضاء الوقت خارج المنزل لعدم توفر المال الكافي لذلك.

 

ويضيف الحموري أنه حتى يقام قطاع سياحي ناجح لابد من اقتناع المواطن الأردني بالسياحة الداخلية وأن تزدهر به كي نستطيع اقناع السائح الأجنبي بها، لافتا ان هذا للأسف لا يحصل في الأردن.

ويشير الى أن السبب الرئيسي هو ارتفاع كلفة السياحة في الأردن وعدم تناسبها مع الخدمة المقدمة مقارنة بتلك التي في المقاصد السياحية المجاورة.

 

ويرى الحموري أن المواطن الأردني يستطيع أن يتوجه لبعض البدائل السياحية المتوفرة داخليا، ولكن في حال ابتعد عن فكرة المبيت في أحد الفنادق والتي تعد ذات أسعار عالية.

 

ويلفت الى أن العديد من الدراسات الأجنبية تربط بين ارتفاع أسعار البنزين والسياحة؛ حيث لوحظ أنه كلما ارتفع السعر تتراجع السياحة، مشيرا الى أن ذلك يدخل ضمن حسابات الأردنيين أيضا فهم يفكرون في أجرة الطريق.

 

وأخيرا يرى الحموري أن على القائمين على القطاع السياحي المحلي أن يضعوا مقومات جديدة للسياحة الداخلية وأن يبذلوا الجهد ويتعاونوا كي تزدهر.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله