انطلاق مهرجان المأكولات العالمية بالرياض
الرياض "المسلة" … أطباق عالمية من المأكولات.. مهرجان شغل أشهر فنادق العاصمة كبيرها وصغيرها، لكن لم يعره السعوديون اهتماما، هذا ما استشعر من عرس المأكولات العالمي (أو الذي يراد له أن يكون عالميا) والذي تنظمه هيئة السياحة والآثار هذا الأيام.. إذ إن صيته لم يظهر محليا – وفق كثير من سكان الرياض وأنا أحد زائريه.
أحد المواطنين يقول لـ واس إنه علم بالمهرجان عن طريق المصادفة حين حضر لأحد الفنادق لحضور منتدى علمي، ملقيا باللوم على الإعلام المحلي في إلقاء الضوء على هكذا مناسبات لا تحصل كثيرا، غير أن فهد اليوسف لا ينفي أنه سبق له قراءه شيء من هذا القبيل لكنها قراءة لم تلفت انتباهه لحقيقة وجود مهرجان مختلف، حتى وإن عابه طغيان الجانب المادي على الجانب الثقافي المعنوي في تقريب الثقافات من بعضها البعض، إذ تتوزع أشهر المطابخ العالمية من عشرة بلدان وثقافات مختلفة خلال هذا الشهر على عشرة فنادق من كبريات فنادق العاصمة السعودية.
أما من داخل الحدث فقد لا تفاجأ وأنت في قلب الرياض بالأجواء الهندية في محيط تسيطر عليه العمالة القادمة من شبه الجزيرة الهندية ودول وسط وجنوب آسيا، لكن الأمر المفاجئ ربما هو أن تدخل إلى فندق مخصص لرجال الأعمال في تلك الجهة الغارقة في الأسواق ولا تجد سوى الطعام الهندي سيدا للموائد فيها، ومحتفى به في عرس المأكولات العالمية في فنادق الرياض.
الأجواء الإسبانية تحضر أيضا في وسط العاصمة من خلال ركن للطعام الإسباني في فندق ماريوت تحيط به اللوحات المعبرة عن ثقافة بلاد يعشق أبناؤها رياضة لا يميل لها سواهم هي مصارعة الثيران، إذ تظهر صور الصراع المثير بين الثور المصارع والمصارع الإنسان لتكشف ميل البشر لخلق أعداء جدد إن شعروا يوما بالأمان.
تنتشر في الركن الإسباني إلى جانب اللوحات المعبرة ألوان من الخضراوات والفاكهة التي تشتهر بها بلاد الأندلس، فيما يشير محمد أحمد الموظف في الفندق إلى طبخات إسبانية محببة للسعوديين ليس من بينها بالطبع الأخطبوط البحري المطبوخ على الطريقة الإسبانية، لكن الطرق المختلفة لشواء الطيور والدجاج بنكهاتها المميزة هي ما يجذب الجمهور المحلي إلى جانب وجبات (البابايا).
إيطاليا تستحوذ أيضا على أجواء فندق آخر يقدم المكرونة الإيطالية إلى جانب الأشكال المميزة للبيتزا العريقة التي عرفها المطبخ الإيطالي كأيقونة أضيفت لأيقونة المكرونة الإيطالية – الطعام الأشهى عند جمهور الإيطاليين – فيما أعلام إيطاليا تزين جدران المطعم.
وفي المطبخ الهندي المقام في فندق لرجال الأعمال في قلب الرياض تكمن صور شتى للثقافة الهندية تجسدها الملابس التقليدية لمقدمي الطعام والأضواء الخافتة التي يسيطر عليها اللونان الأخضر والبرتقالي – لونا الخضرة والحياة والتوقف والعبور وهما لونا العلم الهندي، فيما يشير خلدون الصمادي المسؤول في الفندق إلى طاقم هندي كامل أدار العمل باقتدار وصولا إلى اجتذاب الجمهور خصوصا أولئك المحبين للثقافة الآسيوية.
وفي شمال الرياض قد تشعر في لحظات أنك دخلت في أجواء اليونان حيث البحر الأبيض المتوسط والألوان السماوية والزرقاء تزين الجدران مصحوبة بخلفيات صوتية تقرب الصورة الذهنية مع روائح الطهي اليوناني المشابه كثيرا للمطبخ العربي، خصوصا في بلاد الشام كما يقول خالد يحيي المسؤول الفندقي الذي يشير إلى تشابه الأطعمة اليونانية مع الأطعمة العربية، خصوصا فيما يتعلق بالشاورما والسلطات والحلويات حيث لقمة القاضي تسمى لديهم "قراسيوس".