أرقام مرسى الوهمية والقرارات الإستعراضية الحكومية تربك القطاع السياحى
أخر تناقضات حكومة قنديل تقرر تشكيل لجنة وزارية لتنمية القطاع السياحى .. وتفرض ضرائب جديدة على النشاط !!
الخبراء يتسألون: كيف تزداد المعدلات السياحية.. والإحتياطى الأجنبى يتآكل !!
القاهرة " المسلة " سعيد جمال الدين … وصف خبراء الاقتصاد والسياحة الموقف الاقتصادي لمصر بـالحرج مؤكدين تراجع معدلات الاستثمار بنسبة 15% وارتفاع البطالة إلى 13%، وكذلك وصول معدلات الفقر إلى 25% على مستوى الجمهورية و50% فى الصعيد، إضافة إلى تراجع السياحة الوافدة خلال 2012 إلى 33.2% مقارنة بـ 2010، .. يأتي هذا فى الوقت الذى أكدت فيه حكومة الدكتور هشام قنديل أنه ليس أمامها سوى فرض المزيد من الضرائب بما فيها على السلع الإستراتيجية أو الخدمية التى تقدمها المنشآت السياحية بالرغم من الركود الذى يواجهه صناعة السياحة ، أو ترشيد النفقات و زيادة الإيرادات أو الاقتراض للخروج من الأزمة.
الطريف فى الأمر أن الحكومة التى تقوم بفرض المزيد من الضرائب وتزيد من الأعباء الضريبية على القطاع السياحى نجدها تقوم بتشكيل لجنة وزارية أشبه بتشكيل المجلس الأعلى للسياحة وتؤكد أن هذه اللجنة التى تضم فى عضويتها وزراء السياحة، والطيران، ،والدولة لشؤون البيئة، والتنمية المحلية، والاستثمار، والنقل، والقوى العاملة والهجرة، تعمل على التنمية والارتقاء بقطاع السياحة !!!!
الغريب أيضاً أن الأرقام التى دلل عليها الرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية فى خطابه بمجلس الشورى عن السياحة وما حققته من نجاحات فى خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية أرقام كشفت أن هناك إنفصال بين الأرقام الحقيقية للسياحة وبين الأرقام المعلنة من قبل الحكومة وكأن الحكومة تتحدث عن السياحة فى بلد أخر غير مصر وما تعانيه من كوارث ومشاكل فادحة والتى تكبده خسائر تقدر بنحو 267 مليون دولار أسبوعياً.
وكما قالوا من قبل الأرقام لا تكذب ولا تتجمل فقد كشف هشام زعزوع وزير السياحة عن تراجع عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2012 مقارنة بالفترة نفسها من عام الذروة 2010 بنسبة 33.2%، بينما تراجعت الليالى السياحية بنسبة 22.9% وتراجعت الإيرادات بنسبة 30.9%، وهو ما يؤكد أن حكومة قنديل فى وادى.. والحقيقة فى واد آخر !!
خبراء السياحة والإقتصاد أعربوا عن تعجبهم من هذا التناقض الغريب من حكومة قنديل حيث وصف عادل شعبان رئيس مجلس إدارة شركة الأمريكتين للسياحة أن خطاب الرئيس محمد مرسى الأخير كان يفتقر لدقة البيانات إلى حد كبير فالقطاع السياحى فى حالة انهيار وعدد السائحين الوافدين لمصر لا يتعدى 5 ملايين لان بيانات الجهاز المركزى تعتمد على الجوازات لا الغرض من الزيارة الذى يميز السائح عن غيره ونصح الرئيس بالإعتماد على بيانات إدارة السياحة الخارجية بوزارة السياحة فى تقدير عدد السياح القادمين، مطالباً الرئيس مرسى بسرعة إعلان قرار جمهورى يضمن عدم المساس بالسياحة من خلال مؤتمر يعقده بمدينة السلام "شرم الشيخ"
وبالنسبة لقرار قنديل وصفه عادل شعبان " بالضعيف وأنه افلح أن صدق " فالمعروف أن اللجان فى النظام الإدارى المصرى لا تحقق أية فائدة بل على العكس فالروتين والبيروقراطية كفيلين بهدم أى انجاز أو نجاح ، وأكد أن أرباب المهنة قادرين على النهوض بالقطاع من عثرته بشرط دعم الحكومة وتلبية مطالبهم التى تتلخص فى سرعة إحلال الأمن وعودة الاستقرار السياسى للشارع المصرى واصفا السياحة المصرية بأنها تنزف منذ شهور الأمر الذى ادخلها مرحلة الاحتضار.
فيما يرى الدكتور إبراهيم عبد الطيف الخبير الاقتصادي إن الموقف الاقتصادي المصرى حرج، ونسبة النمو خلال العامين الماضيين بلغت 2% وهذا يعنى أن متوسط دخل الفرد لم يرتفع، فضلاُ عن أن معدل الاستثمار تراجع بنسبة 15% وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 13% وهو ما قابله إرتفاعاً فى معدلات الفقر بلغت 25% وفى بعض محافظات الصعيد وصلت 50% بل إن قرى الصعيد تصل فيه نسبة الفقر 80%،
و لفت عبد اللطيف النظر إلى أن عجز الموازنة البالغ 167 مليار جنية حتى الآن من المنتظر أن يرتفع، موضحاً أن هذا العجز يمثل 10.8% من إجمالى الناتج المحلى، موضحاً أن الحلول التى أمامنا هى ترشيد النفقات وزيادة الإيرادات القطاعات الحيوية وأهمها السياحة باعتبارها الأكثر مرونة وقدرة على التعافى السريع وتحقيق فائض يسمح بنهضة اقتصادية كبرى وأخيرا اللجوء للاقتراض الخارجى.
وقال أن أسلوب العمل البيروقراطى لن يناسب قطاعا كالسياحة تحتاج إلى سرعة اتخاذ القرارات والاهتمام المستمر الأمر الذى يضعنا أمام أهمية انعقاد المجلس الأعلى للسياحة لمناقشة مشاكلها واخذ قرارات فورية وعاجلة ونافذة لإنقاذ القطاع ..
فيما اكد حسام العكاوى عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات أن قرارات الحكومة باتت متخبطة ولا تصب فى مصلحة القطاع فرفع الدعم وزيادة الضرائب والسماح لوسائل الإعلام بتداول تصريحات بعض الرموز الإسلامية المتشددة جميعها تعوق العمل السياحى وتوقف تقدمه أخرها تصريحات هشام العشرى رئيس هيئة الأمر بالمعروف الذى أعلن وقوف هذه الهيئة بأعضائها ومنهم صلاح أبو إسماعيل فى منع السياح من التدخين وشرب الخمر ولبس المايوهات وعمل المساج وكثير من الأمور الشخصية التى لا تتعلق بالدين فالسائح يأتى للترفيه والاستجمام لا للحجر على تصرفاته ثم أن السياح اغلبهم لا يدينون بالإسلام فكيف نفرض عليهم تحفظات الإسلاميين كل هذه الأمور تجعل السائح يفكر ألف مرة قبل القدوم لمصر بما يعنى توقف الحركة الوافدة وما يستتبعها من توقف العمل السياحى المطلوب من الحكومة فى هذه المرحلة الانتقالية بث رسائل طمأنه بأنه لا مساس بحرية السائحين أو معتقداتهم وعودة الأمن والاستقرار السياسى فى أسرع وقت وتوحيد جهات إصدار القرارات الخاصة بالسياحة بتفويض المجلس الأعلى لها وإعطائه الصلاحيات التى تمكنه من حماية القطاع والعاملين به.
سيطرت الأزمات التى تواجه صناعة السياحة من عدم إستقرار سياسى وأمنى ، وإنخفاض فى حركة السياحة الوافدة وتدنى نسب الإشغال الفندقى على إجتماع شعبة أصحاب شركات السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالقاهرة برئاسة عمارى عبد العظيم عمارى رئيس الشعبة التى ناقشت خطاب الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أمام مجلس الشوري الذي أثار لغط بين الأوساط السياحية التى رأى البعض أنه يحمل الكثير من الأرقام غير الحقيقة عن السياحة ، وكأن الأزمة التى أصابت صناعة السياحة منذ إندلاع ثورة يناير 2011 .
قال عماري عبد العظيم العمارى رئيس شعبة أصحاب شركات السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالقاهرة أن القرارات الأخيرة الصادرة عن الحكومة المصرية أو عن رئيس الجمهورية لا توصف سوي بأنها قرارات غير مدروسة لم تنتج عن الهرم الوظيفي بمصر وعلي رأسها قرار زيادة الضرائب ورفع أسعار بعض المواد والسلع ورغم تجميد بعض القرارات إلا أنها ستطبق عاجلا أم آجلا الأمر الذي يتطلب ضرورة التكاتف لمواجهة مثل هذه القرارات غير المدروسة العواقب خاصة علي القطاع السياحي الذي بات في مهب الريح لكل قرار حكومي جديد.
أضاف عماري إن خطاب الرئيس محمد مرسي أمام مجلس الشوري اعتمد علي أرقام وبيانات غير دقيقة خاصة فيما يتعلق لقطاع السياحة إلي جانب أن الرئيس المستمر في مقارنته بالأعوام التي تلت الثورة المصرية لا بالأعوام التي سبقت الثورة وشهدت رواجا سياحيا هائلا كنا نرجو مضاعفته لولا أحداث الثورة الأليمة التي أطاحت بأحلام العاملين بالسياحة وهو ليس عدلاً وأي إنجاز في العام الماضي 2012 لا يعد نجاحا مقارنة بالأعوام السابقة لعام 2010 «عام الثورة» بل ربما يكون 2012 هو الأسوأ علي الإطلاق.
أشار رئيس شعبة أصحاب شركات السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالقاهرة إلى أن السياحة تعاني الآن من الشلل التام وفيما يتعلق بأعداد السائحين الوافدين فإن الرئيس احتسب أعداد الوافدين لمصر سواء للسياحة أو غير ذلك وعندما أشار لقدوم العرب بالأخص حيث شهدت مصر وفود عربية تقدر بملايين والذين لم يأتوي بهدف الزيارة أو السياحة بل كلاجئين بسبب ثورات الربيع العربي في كل من تونس وليبيا وسوريا .
وأعرب العمارى عن مخاوفه من أن إن مصر تقف الآن علي حافة الهاوية في انتظار من ينقذها. و تساءل فتحي غازي نائب رئيس الشعبة كيف تزيد السياحة بنسبة 30% في الوقت الذي يتآكل فيه الاحتياطي النقدي الأجنبي وهلي تستطيع قناة السويس سد هذا العجز والتراجع؟ الإجابة بالطبع إذا السياحة مهمة وأحد الركائز التي يعتمد عليها الاقتصاد في مصر ورغم ذلك تتجاهل الدولة حتي رئيس الجمهورية بنظر للموارد الإستراتيجية دون غيرها وكذلك أين دور قطاع السياحة في ظل متخذي القرار ؟!!!!!