المليونيات والتناحر السياسى "كرسى فى كلوب " حفلات الكريسماس ورأس السنة
الفنادق تفشل فى جذب الرواد والنزلاء للإحتفال رغم التخفيضات المغرية
100 مليون دولار إيرادات ضائعة من القطاع السياحى المصرى بسبب إلغاء حفلات رأس السنة
القاهرة " المسلة " سعيد جمال الدين …. لعلها ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة .. ولكن الآمال كلها ترجو ألا تتكرر هذا الصورة مرة أخرى فى هذه الأوقات داخل مصر المحروسة .. هذه هى الصورة للفنادق المصرية التى كانت تضيء أنوارها وتتزين بأجمل اللوحات الفنية المبهجة وتنشر بين أروقتها أشجار عيد الميلاد .. كما يكون هناك أكثر من شخصية ترتدى شخصية بابا نويل يشيعوا البهجة والسعادة على المترددين للفنادق ومنحهم الهدايا ..
كل هذه الصور إعتادت الفنادق تقديمها لروادها من المصريين والأجانب خلال الإحتفالات التى تقيمها بمناسبة أعياد الكريسماس وليلة رأس السنة الميلادية ولكنها هذا العالم أختفت من العديد من الفنادق وربما كان الأغلب منها نتيجة لحالة التردى التى تشهدها الفنادق بإنخفاض نسب الإشغال بها لدرجة لم تحدث من قبل .. وهذا يرجع إلى حالة عدم الإستقرار الأمنى والسياسى فى مصر نتيجة المليونيات والاشتباكات التى تصل إلى حد الموت والإصابة بين التيارات السياسية المتصارعة .. كل هذه الأسباب كانت وراء إغتيال إحتفالات الفنادق بالكريسماس ورأس السنة الميلادية بفعل فاعل وهو التناحر السياسى .
حجم الإيرادات ويمكن القول إنها خسائر لم تتحصل عليها الفنادق فى مختلف المناطق السياحية سواء التى ألغت هذه الحفلات لعدم الإقبال عليها أو التى أقامتها على إستحياء وذر الرماد فى العين بلغت أكثر من 100 مليون دولار على الأقل حالة إقامتها وأن يصل حجم الإقبال عليها لنسب تزيد عن 85% .. الفنادق والقرى والمنشآت السياحية مازالت تعانى وتتحمل وتتكبد المزيد من الخسائر من تراجع نسب الإشغال الفندقى إلى جانب إضطرار الكثير منها إلى التدنى بأسعار الإقامة والخدمات من أجل البقاء والوجود وأن يظل أسم الفندق أو المنشأة مضيئة بالنيون.
القاهرة الساحرة والتى كانت تجذب السائحين الراغبين فى قضاء عطلة الكريسماس والعام الجديد بين أحضانها تحولت بفعل الأحداث السياسية إلى كتلة من الظلام بفنادقها لما يحيط بها من أحداث عاصفة ..فلم نشهد فندق سميراميس إنتركونتننتال القاهرة يعلو مبانيه أشكال النجوم والهلال والأنوار الملونة وكادت إدارة الفندق أن ترفع بدلاً منها علم الحزن لما أصابه من غلق للشوارع المحيطة به لقربه من ميدان التحرير والسفارة الأمريكية وهو نفس الحال لفندق شبرد القاهرة المواجهة لسميراميس فاختفت كل مظاهر البهجة والفرحة بقدوم العام الجديد …
وليت الأمر توقف على فنادق وسط المدينة التى كساها لون السواد وخفضت فى الكثير من أنوارها معلنة عدم دخولها فى هذه المنافسة التى لم تعد ترقى للفنادق حتى الواقعة فى أطراف المدينة وباتت أغلبها – إن سمحت لها الظروف – أن تقيم حفلة يحييها أحد نجوم الغناء لتكون هى الحفلة الرئيسية لها وأرتضت لنفسها أن تكون الأفضل على الأقل هذا العام من خلال هذا النشاط.
إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية قال الأحداث الأخيرة أدت إلى إلغاء احتفالات الكريسماس وضربت موسم رأس السنة ، حيث ألغت عدد كبير من الشركات الدولية حجوزات الموسم فى سيناء والقاهرة والمناطق السياحية الأخرى، مشيراً إلى أن هذه الاحتفالات قائمة على جزءين مهمين الأول هو نسبة السياحة الموجودة فى الفندق، والثانى على الإقبال الجماهيرى من القاهرة، وللأسف الاثنان غير متوافرين نهائياً، خاصة فى الفنادق الموجودة بمنطقة وسط البلد، فكان من الطبيعى أن تلغى نهائياً حفلات رأس السنة.
فيما كشف المهندس احمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال عن مخاوف اللجنة من تأثير تراجع إيرادات قطاع الفنادق على السياحة مشيرا إلى انه برغم وجود توقعات بارتفاع نسبى فى نسبة الإشغالات خلال موسم أعياد الكريسماس إلا أن ذلك الارتفاع يعود إلى انخفاض أسعار البيع بنسبة تتراوح بين 40-50 % وقال أن هذه التخفيضات إنما تجذب شريحة من السائحين من منخفضى الدخل وهو ما يعنى انخفاض معدل الإيرادات فى ظل الظروف الراهنة بما يهدد بدخول الفنادق السياحية مرحلة الخطر بعد أن أصبحت اقتصادياتها لا تكفى لسد حاجة التشغيل بها.
وقال محمد أبو العينين رئيس غرفة الشركات السياحية بجنوب سيناء أن الاحتجاجات في التحرير والاتحادية ألغت رحلات القاهرة وحذر من استمرار تلك الاحتجاجات والعنف فى الشارع مما يؤدى إلى زيادة خسائر أصحاب الشركات والفنادق السياحية ، حيث أن الاحتجاجات متزامنة مع موسم الكريسماس الذى كان ينتظره جميع من ترتبط أعمالهم بالسياحة .
وأشار هشام على رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء أن معظم الفنادق معرضة للإغلاق ، مشيراً إلى توقف الحركة السياحية بنويبع وطابا والقرى السياحية التي تخلو من أي سياح بسبب عدم الإستقرار السياسي مؤكدا أن السياحة تأثرت بشكل كبير في سيناء ليس من المظاهرات والاحتجاجات فقط بل من سياسة الحكومة التي لا تنمى وتسوق للسياحة وذلك يهدد بهروب الاستثمار.
قال علي الحلواني رئيس غرفة المنشآت الفندقية بالبحر الأحمر أن الحجوزات السياحية الجديدة شبه توقفت من مختلف الأسواق الأوربية علي البحر الأحمر و أن شركات السياحة الألمانية تلقت الآلاف من إخطارات إلغاء الحجوزات السياحية التي كانت مؤكدة من قبل للسفر للبحر الأحمر خلال الكريسماس حيث تم إلغاء هذه الحجوزات و وأضاف الحلواني أن نسبة الحجوزات المتوقعة بالفنادق والقري السياحية خلال أعياد الميلاد والكريسماس انخفضت بشكل كبير نتيجة الأحداث السياسية والاضطرابات التي تمر بها مصر .
ولأول مرة تشهد أسوان أعياد الكريسماس ورأس السنة دون احتفالات أو زينات بل أن معظم الفنادق الكبرى اعتذرت عن تنظيم أى احتفالات فى هاتين المناسبتين والسبب هو عدم وجود زبائن وهو ما أكده أمير حسين نائب مدير السياحة بأسوان أن نسب الإشغال فى الفنادق الثابتة المسجلة بالوزارة تتراوح ما بين 15 %إلى 20 % وان هناك العديد من الفنادق الخمس والأربع نجوم اعتذرت عن تنظيم أى احتفالات فى الكريسماس أو رأس السنة هذا العام بسبب ضعف الإشغال فيها.
وأضاف هشام فتحي مدير احدي الفنادق العائمة أن نسبة الإشغال في الفنادق العائمة لا تتعدى 15 % نصفهم مصريين وهى اقل نسبة تشهدها الفنادق العائمة منذ قيام الثورة ففي مثل هذا التوقيت من العام الماضي مثلا كانت النسبة تتعدى ألـ 60% وكنا نأمل هذا العام أن نتخطى تلك النسبة لكن الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد أدت إلى تراجع نسب الأشغال لأدنى مستوياتها وأضاف أن هذا العام لن يتم تعليق زينات أو تنظيم برنامج خاص سواء في الكريسماس أو رأس السنة والسبب هو عدم وجود زبائن بالفنادق.