السياحة بالبحر الأحمر..دعم للاقتصاد أم مدخل للفساد؟؟
البحر الاحمر "ادارة التحرير" …. مع اقتراب احتفالات ليلة رأس السنة : السياحة بالبحر الأحمر ما بين رفض وقبول يتواصل برنامج مهرجان السياحة والتسوق السادس بولاية البحر الاحمر ،ورغم مضي ست سنوات على بداية تدشين والي الولاية محمد طاهر ايلا استراتيجيته الرامية للاستفادة من المميزات السياحية التي تزخر بها الولاية الساحلية لتشكل مورداً اقتصادياً اضافياً ،الا ان التباين في وجهات النظر مايزال قائما ،ولم تفلح السنوات الست في اقناع المنهاضين للفكرة بجدوى توجيه موارد الولاية ودعم الشركات للسياحة فقط ،ويعتبر اصحاب الرأي المعارض لسياسة الوالي السياحية ان هناك اولويات كان يجب ان توجه لها الاموال وان الرهان على السياحة فقط كمورد اقتصادي كسراب بقيع يحسبه الظمآن ماء ،وذهب هؤلاء بعيدين معتبرين ان السياحة باتت مدخلا للفساد الاخلاقي بالولاية وانها تشكل ضربة قوية لقيم وتقاليد مجتمع الشرق المحافظ،وعلى الضفة الاخرى من (البحر) يؤكد مؤيدون لفكرة ايلا ان السياحة هي المخرج الوحيد لدعم اقتصاد ولاية تشكو الفقر والمرض والجهل ،رافضين دمغها بالتسبب في الفساد الاخلاقي،ومع اقتراب احتفالات ليلة رأس السنة يتجدد الجدل حول مهرجان السياحة ويبرز مجددا التساؤل الذي يتمحور في (هل السياحة بالولاية مدخل للفساد ام دعم للاقتصاد)؟
حقائق
يتفق خبراء الاقتصاد ان السياحة باتت موردا مؤثرا في دعم خزائن الكثير من الدول ،ويشيرون الى ان الاهتمام بها من شأنه ان يسهم في تحريك جمود الاقتصاد السوداني وانقاذه من شبح الانهيار الذي بات يحدق به منذ خروج بترول الجنوب ،ويؤكد مختصون في مجال السياحة ومنهم الدكتور محمد عمر ان كل ولايات السودان تمتلك امكانيات سياحية ضخمة غير مستغلة من جانب الدولة ،ويرى ان جبل مرة وحضارة كرمة والاهرامات وشلالات النيل وجبال النوبة وسواحل البحر الاحمر وغيرها من الممكن ان تتحول لمزارات سياحية عالمية اذا ماحظيت باهتمام من الدولة وبارحت البلاد محطة الحروب الاهلية ،الا انه يعتبر تراجع دخل السياحة في العام الماضي الى 400 مليون دولار فقط مؤشر سالب يشي بعدم قدرة السودان على المنافسة في هذا المجال وانه ليس وجهة مفضلة للسياح ليس لعدم امتلاكه مقومات السياحة ولكن لاسباب مختلفة ابرزها عدم الاستقرار الامني وضعف البنية التحتية وعدم وجود خطوط طيران منتظمة بين اوربا ومطارات البلاد.
اذا السياحة وبشهادة الخبراء تعد موردا اقتصاديا هاما ،وهذا يعضد من حجة والي البحر الاحمر ،ولكن مايضعف موقفه بحسب اقتصاديين تحدثوا (للصحافة) ان ولاية البحر الاحمر تمتلك موارد اخرى كان يجب ان تحظى بالاهتمام وتوجيه الموارد نحوها مثل تأهيل دلتا طوكر واعادة الحياة للمشروع العملاق الذي قامت مدينة بورتسودان على اكتافه ،ويشيرون الى انه كان سيشكل دعما حقيقيا وسريعا للاقتصاد ويوفر فرص عمل واسعة ،ويرون ان انشاء مصانع لتعليب الاسماك والتصدير ايضا يبدو من ناحية اقتصادية اكثر جدوى ،ويقول الخبير الاقتصادي حسن السيد ان الاهتمام بالسياحة بولاية البحر الاحمر جاء على حساب موارد اخرى تعتبر اكثر فعالية ،من ناحيتها تؤكد حكومة البحر الاحمر او فلنقل الوالي محمد طاهر ايلا ان السياحة هي المخرج الوحيد للولاية من ازماتها الاقتصادية .
وبعيدا عن الاقتصاد يؤكد مناهضون للفكرة لـ النيلين ان برنامج السياحة الذي تنفذه حكومة الولاية القى بظلاله السالبة على قيم وعادات مجتمع الشرق ويستدلون على ذلك بالكثير من الظواهر السالبة التي بدأت تغزو الولاية وبروز ثقافات غير مألوفة خاصة لدى الشباب ،ويشيرون الى احتلال الولاية المرتبة الاخيرة في التعليم بالسودان وارتفاع نسبة الاطفال مجهولي الابوين ومايحدث خلال ليلة رأس السنة وارتفاع نسبة الاصابة بالايدز كلها حقائق تؤكد ان السياحة في مجتمع فقير لاتتوفر له ادنى مقومات الحياة بالريف والحضر من شأنها ان تعود بنتائج سلبية وقاتلة .
مهرجانات مكشوفة
بعيدا عن آراء الخبراء ،سعت (الصحافة) لفتح ملف السياحة بولاية البحر الاحمر لمعرفة دعاوي الرافضين وتوضيحات المؤيدين للفكرة ،وكانت البداية بمستشار والي البحر الاحمر للثقافة والاعلام الصادق علي حسين المليك الذي طرحنا عليه السؤال الذي يتردد (هل السياحة بولاية البحر الاحمر مدخل للفساد ام دعم للاقتصاد)؟،فأبدى تعجبه من الذين يقولون ان مهرجان السياحة مدخل للفساد الاخلاقي ،ويرى ان الهدف من الليالي الثقافية الترويح واستقطاب دعم الشركات الراعية ،لافتا الى ان المهرجانات تقام في اماكن عامة ومفتوحة ولاتشهد اعمالاً منافية للقيم والاخلاق والتقاليد السودانية ،مؤكدا على ان الفساد موجود في اي مكان ربما يكون حتى في المسجد ولكن لمن يبحث عنه ،وزاد: مهرجان السياحة تصاحبه العديد من الانشطة الاقتصادية الهامة مثل المؤتمرات والمعارض وهي وسيلة لاستقطاب الشركات الكبرى للاستثمار في الولاية ،وحتى من ناحية اقتصادية فقد ثبت ان مهرجان السياحة يسهم في تحريك عجلة اقتصاد الولاية وتستفيد منه الكثير من الجهات مثل الفنادق والكافتريات ووسائل المواصلات بل حتى الباعة الصغار ،ويؤكد انه يوفر فرص عمل لاعداد كبيرة من الايدي العاملة ،وقال ان شكل بورتسودان الذي شهد تغيرا كاملا بات يجذب سياحاً من كل مدن السودان وهذا يؤكد ان لمهرجان السياحة فوائد اقتصادية لاتحصى.
إدعاءات غير موضوعية
من ناحيته يرفض وزير السياحة بالبحر الاحمر عبد الله كنه دمغ المهرجان بأنه مدخل للفساد ،مشيرا الى ان الفنانين الذين يشاركون في المهرجان هم من يظهرون في القنوات الفضائية السودانية ويصدحون في حفلات الاعراس الخاصة ،وتساءل اين الفساد في ظل اقبال الاسر مجتمعة على ليالي المهرجان ،مبديا تعجبه من احد ائمة المساجد وهجومه المتواصل على المهرجان وأردف:هذا الامام قال ان هناك تعري وزي غير لائق اشبه بالملابس الداخلية ترتديه الفتيات في ليالي المهرجان،هذا الداعية في تقديري لايفرق بين الملابس الداخلية والخارجية ،وحديثه غير موضوعي ،ويجب عدم اطلاق الاحكام وتعميمها لان مثل هذه الاتهامات تترك اثراً نفسياً سيئاً ،وينفي وزير السياحة ان تكون هناك خلاعة وفوضى اخلاقية في المهرجان خاصة في ليلة رأس السنة ،مؤكدا عدم تعليق القوانين في هذا اليوم او خلال ايام المهرجان ،وقال ان القائمين على امر المهرجان جهات محترمة لايمكن ان تسمح بممارسات تتنافى مع قيم الشعب السوداني ،لافتا الى ان البعض يحتكر الحديث عن الاخلاق والفضيلة ويجرد الآخرين منها ،وقال ان وجود ستة الف بائع متجول يوضح ان مهرجان السياحة وفر فرص عمل جيدة للمواطنين.
الفساد موجود
(مالله لله وما لقيصر لقيصر) هكذا بدأ رجل الاعمال محمد البصيري تعليقه على مايثار حول مهرجان السياحة ،ويعتبر الرجل من اكثر الداعمين للمهرجان ويتأهب لافتتاح فندقه الخاص الذي قال انه يستهدف من تشييده استقطاب السياح للولاية ،ويشير الى ان من اراد الفساد فهو موجود ومن اراد الهداية فهي ايضا موجودة ،رافضا ان يعمد البعض على ان يكونوا اوصياء على الآخرين ،وزاد:مجتمعنا بالولاية متماسك ومترابط ولانه محدود فالجميع يتعارفون لذا لايمكن ان يرى احد منكراً ويسكت عليه ،معلوم ان مجتمع البحر الاحمر محافظ ومتمسك بقيمه ولايمكن ان يتخلى عنها ،لذلك لايعقل ان نقول ان السياحة تعد مدخلا للفساد ومن يصرح بذلك فهو واهم وغير مدرك لاهمية السياحة التي تشكل موردا للكثير من الدول المحافظه ،مؤكدا ان مهرجان السياحة يطور من المفاهيم والثقافة العامة ولايهدم الاخلاق كما يروج البعض ،كاشفا عن انه كتاجر ان لم يكن على ثقة من جدوى المهرجان لما قام باستثمار امواله فيه ،مجددا التأكد على انهم يحترمون رجال الدين في ذات الوقت يرفضون الاتهامات التي تقدح في المهرجان والتي لاوجود لها على ارض الواقع .
مورد هام
ويرى المرشح الاسبق لمنصب الوالي بالبحر الاحمر القانوني هاشم كنه ان السياحة تعد احدى احدث الصناعات في العالم وان العديد من الدول تعتمد عليها في مكونها الاقتصادي ،ويقول ان هذا يعني ضرورة الاهتمام بالسياحة خاصة وان السودان يتمتع بامكانيات سياحية هائلة ،وقال ان ولاية البحر الاحمر تمتلك مقومات جذب سياحي كبيرة تتمثل في ساحل البحر الاحمر ،ويجب الاهتمام بهذا المكنون الضخم حتى يستفاد منه ماديا ونحمي عبره سواحلنا من الاعتداءات ،وعن مهرجان السياحة بالولاية يقول هاشم كنه انه لايزال يدور في فلك السياحة الداخلية،الا انه يقر بانه قد احدث حراكا ،بيد انه يشير الى ان تطبيق السياحة كمنهج اقتصادي يحتاج لما هو اعمق من المهرجانات المرحلية والوقتية ،وزاد:السياحة نشاط حيوي هام ولكن مايحدث حاليا يحتاج لاعادة نظر وذلك لان السياحة يفترض ان تعتمد على المكنون المحلي في انشطتها وبرامجها وليس الثقافات الوافدة والمستجلبة لان ذلك يتوافق مع قيم المجتمع ،ويرفض القانوني كنه تحريم السياحة ويعتبر ذلك دعوة غير سليمة ،الا انه ينتقد النظرة الى السياحة والسياح بتوجس ومن منظار امني واخلاقي ،وقال ان القوانين والتدابير الامنية تحد من انطلاقة السياحة وقال انه ليس من المنطق ان يحاكم قانون النظام العام بالولاية سائحة اجنبية لانها تغوص داخل البحر وسط اسماك القرش وهي لاترتدي الزي الشرعي ،وقال ان ترسيخ الفكر السياحي في المجتمع امر هام وضروري لانجاح فكرته وجعله موردا للاقتصاد.
ضبابية
ويعتقد المصرفي والامين السياسي لمنبر السلام العادل بالبحر الاحمر ناصر الطيب ان هناك ضبابية تحيط بمنصرفات وعائدات مهرجان السياحة بالولاية ،ويستبعد امكانية تحديد ارقام توضح ان هناك عائدات توازي مايصرف على المهرجانات ،وزاد:حكومة الولاية ترفض الكشف عن الارقام ولاتريد توضيحها وتضرب عليها سياجا من السرية وهو امر غريب يدعو للشك والريبة ،فهي تقول ان الاموال تأتي من شركات ،اذا لماذا لاتكشف عنها حتى يتمكن الجميع من معرفة الجدوى الاقتصادية لمهرجانات السياحة وهل يضخ اموالا في خزينة حكومة الولاية ام لا ،معتبرا ان الاقبال على احتفالات رأس السنة وحفل طيور الجنة لايصلحان ان يكون نموذجا يوضح نجاح المهرجان اقتصاديا،وقال ان هناك آثاراً اجتماعية سالبة لمهرجانات السياحة ،مطالبا بضرورة وضع القيم والمثل والاخلاق اولوية على كل شئ.
تحفظات
والحديث عن الفساد الذي يعتقد البعض انه ظل يصاحب مهرجانات السياحة وخاصة ليلة رأس السنة لم يقتصر على المواطنين او المعارضين لسياسة والي الولاية السياحية ،فأئمة المساجد بمدينة بورتسودان ظلوا يوجهون من خلال منابرهم سهام النقد نحو مهرجان السياحة ،وهنا يؤكد امام مسجد بوارث بحي الخليج الشيخ اسامة ختم ان كل عمل له ايجابيات وسلبيات وان الاصل في الاشياء الاباحية بعد رؤية ومعرفة المحتوى ،وزاد:بصورة عامة مهرجان السياحة بالولاية له ايجابيات انعكست بصورة واضحة على شكل مدينة بورتسودان الذي تغير نحو الافضل وانها باتت مدينة جاذبة ،ورغم العمل الذي تم على صعيد تأهيل البنية التحتية للمدينة فهناك من له رأي سالب ،كما اننا نعتقد ان هناك عائداً يستفيد منه الكثيرون من دخل الانشطة السياحية ،ويقول الشيخ اسامة ختم ان تحفظاتهم واضحة وصريحة تذهب ناحية ضرورة ان يكون هناك تنوع في برامج احتفالات السياحية وان تراعي الجوانب الفكرية والدعوية في مناشطه ،معتبرا ان 90% من فقرات مهرجان السياحة تعتمد على الغناء والطرب ،مبديا تحفظهم على هذا العدد الكبير من الحفلات ،كاشفا عن مناشدتهم اكثر من مرة السلطات بضرورة تكثيف الرقابة على المنتجعات الساحلية والفشقق ،وقال ان مطالبتهم تأتي من واقع وجود الطالح والصالح في المجتمع ،معتبرا ان تفريض الجهات المسؤولة عن فرض الانضباط يعتبر مشكلة حقيقية تضر بالمجتمع،مشيرا الى انه مثلما تم تكوين لجنة وقوة من الشرطة في حفلة فرقة طيور الجنة بالخرطوم للحفاظ على الارواح ،يجب تكوين لجنة امنية وشرطية للحفاظ على الاخلاق في ليلة رأس السنة ،وقال انهم كدعاة يريدون ان تشيع الفضيلة وان يكون هناك انضباط والا يحدث تجاوز للخطوط الحمراء حتى لايخل بقيم المجتمع ويتنافى مع ضوابط الدين.
أموال مهدرة
ويعتبر امام وخطيب مسجد كلية الهندسة بجامعة البحر الاحمر ،الشيخ محجوب مصطفى من اكثر الائمة الذين ظلوا يوجهون نقدا لاذعا لحكومة الولاية بسبب مهرجان السياحة ، وقال في احدى خطب الجمعة ان مايحدث هو اهدار لاموال طائلة في مهرجان السياحة والتسوق الذي اعتبره قد اصبح مدخلا للفساد ،وطالب بتعيين مراجع مالي للاموال التي بددت في الاحتفالات الواهية ،على حد قوله،وقال ان الولاية ظلت على مدى 3 أشهر تعج بالحفلات بالقرب من شواطئ البحر الاحمر قبيل انطلاقة احتفالات رأس السنة دون محاسبة من اية جهة ،واضاف لسنا من دعاة التخريب ولكن سنسعى للاطاحة بهؤلاء الاشخاص دون ان يسميهم .
معارضة عبر الفيس
ونشط عدد من الشباب في الدعوة عبر الفيس بوك لمقاطعة احتفالات مهرجانات السياحة بالبحر الاحمر ،معتبرين ان مايحدث فساد مالي واخلاقي يأتي على حساب الكثير من القضايا التي تهم المواطن ،ويشير الشاب محمد احمد ناضلا الذي انشئ حسابا في الفيس تحت اسم ناهضوا مهرجان السياحة الى ان مايحدث ضرب من الالهاء والعبث ،وقال ان حكومة الولاية تركت الاولويات والضروريات التي تهم المواطن وركزت جل جهدها على برنامج ليس له جدوى اقتصادية ،معتبرا احتلال الولاية المركز(الطيش) في الشهادة السودانية يوضح حجم الازمة التي تعانيها في التعليم الذي لاتهتم به حكومة الولاية،واردف:هناك معاناة في التعليم والصحة والمواطن في الريف يموت جوعا ومرضا وجهلا ورغم ذلك تقيم حكومة الولاية الحفلات والمهرجانات التي لايستفيد منها المواطن،لذلك سنظل نحاربها حتى يستقيم الامر،ونناشد الاخوة في الصحف القومية الا تخدعهم حكومة الولاية بالدعوات الرئاسية الفخمة للاستمتاع بالكورنيشات وحضور الحفلات الغنائية وتناول اشهى الاسماك بالسقالة ثم يعودون الى الخرطوم ويكتبون ان بورتسودان جميلة واهلها في رفاهية.
مفارقة غريبة
وفي مفارقة تبدو في غاية الغرابة يعترف عضو تشريعي ولاية البحر الاحمر حامد ادريس بعدم معرفة النواب بتفاصيل مهرجان السياحة ،وقال انه رغم الاستقطاعات التي تخصم من المرتبات فان المجلس لاعلاقة له باموال المهرجان ولايعرف كم تبلغ التكلفة والعائدات من المهرجان ،وقال ان دعم الشركات للمهرجان يأتي على حساب بند الدعم الاجتماعي الذي يفترض ان توجهه نحو المواطن في شكل خدمات ،وزاد:الرسوم الباهظة التي تفرض على الشركات والمرتبات وغيرها يتضرر منها المواطن ،والادهى والامر ان وزارة المالية لاعلاقة لها بأموال المهرجان التي لاتتم مراجعتها بواسطة المراجع العام ،ويفجر عضو التشريعي مفاجأة من العيار الثقيل حينما يشير الى ان وزير السياحة وفي خطابه اخيرا امام برلمان الولاية نفى علاقة وزارته بمهرجان السياحة ،ويعتبر عضو التشريعي ان هذا امر غريب ،وقال ان مراجعة اموال المهرجان ضرورة تنبع من انها باتت اموالاً عامة وليست ملكاً لشخص محدد.
سياسة خاطئة
وينظر الفريق عثمان فقراي الى سياسة ولاية البحر الأحمر الرامية الى جعل السياحة موردا رئيسا لاقتصادها من زاوية رافضة لهذه السياسة التي اعتبرها خاطئة،وقال انه كان يستوجب ان تكون السياحة موردا مساعدا وليس اساسيا ،مشيرا الى ان الولاية ومنذ ان كانت محافظة شهدت اقبال من السياح عليها لكنها لم تعمد على دخل السياحة ،معتبرا ان تركيز والي الولاية على تجميل المدينة فقط يعد خللا كبيرا له آثار اقتصادية غاية في الخطورة على مستقبل الولاية وذلك لأن العائد من السياحة لايغطي التكلفة الباهظة التي صرفت عليها ،لافتا الى ان حكومة الولاية اهملت الكثير من القضايا الهامة وركزت جل جهدها على السياحة فقط التي اعتبرها موسمية وترويحية لاترقى لمستوى مفهوم السياحة الحقيقي ،وقال الفريق عثمان فقراي ان مايسمعونه في الخرطوم حول ان بورتسودان في ليلة رأس السنة تتحول الى مدينة لاتطبق فيها القوانين ويرتفع فيها سقف الحريات امر في غاية الخطورة ،مبينا ان الكثير من الذين يمارسون مايخالف الاخلاق والدين والقيم يفضلون الذهاب الى بورتسودان كما يتردد ،معتبرا ان هذا يعتبر مدخلا للفساد الاخلاقي ومدعاة للفوضى والانحراف السلوكي.