الديوان يحمّل الحجاج مسؤولية الفشل
تقرير أسود عن موسم الحج على مكتب الوزير الأول
الجزائر "ادارة التحرير" …. أنهى الديوان الوطني للحج والعمرة، أمس، التقرير المفصل حول سير موسم الحج الفارط، الذي تضمن أهم النقائص المسجلة، وفي مقدمتها مسألة تزوير الدفاتر الصحية لعدد كبير من الحجاج، ما أدى إلى وفاة 20 حاجا في البقاع المقدسة. وجدد التقرير تخوفه من مشكل ارتفاع تكلفة الموسم القادم بأكثر من أربعة ملايين سنتيم لتصل إلى 36 مليونا بدل 32 مليونا الموسم الفارط.
وحذر التقرير الأسود، الذي سيسلم للوزير الأول قريبا، واطلعت ”الخبر” على أهم محاوره، من الاستمرار في حالة ”التراخي” والتزوير التي تمس اللجان الطبية الولائية، حيث يتم تزوير المحاضر الطبية لعدد كبير من الحجاج من أجل تمكينهم من أداء الركن الخامس، على الرغم من إصابتهم بأمراض مزمنة وخطيرة.
وبيّن نفس التقرير بأن ”نسبة معتبرة” من 36 ألف حاج وحاجة لا يحق لهم أداء مناسك الحج، بالنظر إلى قائمة الأمراض الممنوعة والمحددة من طرف وزارة الشؤون الدينية، حيث يتطلب ”الوضع الراهن تشديد الرقابة الصحية وإجراء فحص إضافي على مستوى الولايات حتى بعد قبول وتأشير اللجنة الطبية على دفتر الحاج”.
وأشار إطارات الديوان الوطني للحج والعمرة لـ الخبر إلى أن ”التوعية الخاصة بالحجاج لم تعد ترقى إلى المستوى المطلوب، وهو ما يتسبب في مشاكل على مستوى الشعائر، حيث يكثر الازدحام ولا يدرك الحاج بأن عليه استكمال أركان الحج”. كما أن عددا معتبرا من الحجاج يعودون وهم لم يؤدوا المناسك على أحسن وجه، ما يتطلب إعادة النظر في اختيار إطارات وزارة الشؤون الدينية على مستوى الولايات لتقديم نصائح وإرشادات ميدانية.
الأكثر من هذا، فإن حالة التسيب، التي تسبب فيها عدد من أصحاب الوكالات السياحية الخاصة خلال نفس الموسم، ”شوّهت” صورة الجزائر في المملكة العربية السعودية، حيث قامت وزارة الحج هنا بإعداد تقرير عن البعثة الجزائرية، حيث كانت مصالحهم تتدخل في كل مرة لتقديم المساعدة لحجاج جزائريين لم يتمكنوا من الحصول على النقل والإيواء سواء في مكة أو المدينة المنورة.
ودعا التقرير الذي يحوله وزير الشؤون الدينية والأوقاف على الوزير الأول عبد المالك سلال، إلى أن يعتمد رئيس الجمهورية على نفس النهج لتقديم الدعم لتغطية فارق، ارتفاع تكلفة أداء موسم الحج، حيث سترتفع الموسم القادم بأكثر من أربعة ملايين سنتيم لتصل إلى 36 مليونا بدل 32 مليونا الموسم الفارط. ويطرح مسألة تأجير الأفرشة والخيم في المشاعر الكثير من المشاكل، حيث تكبد الديوان الوطني للحج والعمرة خسائر مادية معتبرة بسبب إتلاف عدد كبير منها من طرف الحجاج.