المهندي: إطلاق إستراتيجية السياحة خلال 6 أشهر
نظمت الهيئة العامة للسياحة جولة تفقدية شملت بلديات أم صلال والخور والظعاين للتعرف عن قرب على مقومات السياحة في تلك المناطق ومتطلبات تطوير القطاع السياحي بجميع البلديات بحيث تتواجد في إستراتيجية السياحة، وتأتي تلك الجولة كمرحلة أولى يتبعها جولات لبلديات الوكرة والريان والدوحة والشمال، ويقوم الوفد بلقاء مسؤولي البلديات للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم حول أدوات التطوير السياحي.
ورافق مسؤولي البلديات الوفد المشارك في الجولة للتعرف على المواقع الأثرية وكيفية إعادة تأهيليها وتطويرها بما يساهم في تعزيز التنمية السياحية، وأبدت البلديات تفاؤلها الشديد بتطوير القطاع السياحي خلال السنوات القليلة المقبلة عبر إستراتيجية السياحة، وتعمل هيئة السياحة على دمج جميع الآراء والاقترحات في إستراتيجية السياحة.
وقال السيد عيسي بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة إن أهداف البرنامج تتلخص في إشراك قطاعات الدولة والمجتمع في صياغة مستقبل السياحة، وتقييم واقع السياحة والمقومات السياحية في الدولة، مشيراً إلى أن الهيئة تعكف على إعداد استراتيجية للسياحة للنهوض بالقطاع السياحي في دولة قطر.
أضاف :"من خلال هذه الزيارات سيتم الاطلاع على واقع السياحة والمقومات السياحية في هذه البلديات وما تحتاجه من مشاريع وبنى تحتية لتصبح أماكن جذب للسياحة المحلية والخارجية على حد سواء وتأتي هذه الزيارات جزاء من المرحلة الأولى من الاستراتيجية وهي مرحلة تقييم للوضع الراهن والوقوف على أهم التحديات التي تواجه صناعة السياحة في الدولة وستقوم الهيئة بعد إكمال هذه البرنامج بدراسة الاحتياجات ووضع الحلول والفرص الاستثمارية بالتعاون مع أصحاب العلاقة في الدولة".
وأوضح المهندي أن الهيئة العامة للسياحة تعتبر البلديات من الشركاء الرئيسيين إلى جانب مؤسسات الدولة المختلفة وأداة مهمة في قياس مدى فعالية تطبيق الاستراتيجية السياحية الجديدة.
وأشار إلى أن برنامج الهيئة العامة للسياحة سيعمل على التواصل مع شركاء اخرين وممثلين عن المجتمع المحلي الى حين الانتهاء من مرحلة تقييم واقع السياحة والوقوف على أهم التحديات التي تواجه صناعة السياحة في الدولة ومن ثم صياغة استراتيجية متكاملة للتغلب على هذه التحديات بعد الانتهاء من مرحلة التقييم.
مقومات سياحية:
وقال المهندي إن الزيارة تهدف إلى التعرف على المواقع التراثية في بلديات الدوحة وكيفية تأهيليها وتطويرها بالإضافة إلى العمل على دمج جميع المقومات السياحية في البلديات في الاستراتيجية الجديدة، مشيراً إلى أن الاسترتيجية ستعمل أيضا تعزيز مقومات القطاع السياحي.
أضاف :" نحاول أن نتعرف من خلال هذه الزيارات على التحديات التي تواجه القطاع السياحي في بلديات الدوحة والعمل على إيجاد حلول لها في إستراتيجية السياحة الجديدة والمتوقع صدورها خلال النصف الأول من العام المقبل". وأشار إلى أن هيئة السياحة تحرص على التعرف على جميع الآراء والوضع الحالي لبلدية أم صلال التي تأتي ضمن أولي جولات هيئة السياحة على بلديات قطر، مشيراً إلى أن الزيارة تستهدف دمج آراء مجتمع أم صلال في إستراتيجية السياحة الجديدة.
وأوضح المهندي أن أم صلال تمتلك مقومات سياحية كبيرة ولعل أبرزها القلاع الأثرية، مشيراً إلى أن أم صلال كانت تتميز في الماضي بالبساتين نظراً لجودة الأراضي الزراعية وتجمع الأمطار، منوهاً إلى أن بعض المزارع مازالت موجودة. وقال إن إشراك بلديات دولة قطر في إعداد وتنفيذ إستراتيجية السياحة الجديدة يتوافق مع رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى الخاصة باستراتيجية السياحة.
ولفت إلى أن بلدية أم صلال تتمتع بالطراز المعماري المميز، مشيراً إلى أن السياحة المعمارية تلقى إقبال كبيرا وتعتبر جزءا من تنشيط القطاع السياحي، مشيداً بتجربة قطر في تطوير وتأهيل سوق واقف ، معرباً عن تطلعاته بتطوير وأحياء التراث المعماري والهندسة المعمارية العريقة في بلدية أم صلال.
الإرشاد السياحي:
وأشار المهندي إلى أن إستراتيجية السياحة تسعى إلى دعم القطاع السياحي من قبل سكان البلديات بما يصب في إنجاح السياحة، مشيراً إلى أن السائح قد يحتاج إلى مساعدة و ترحيب من الأهل بما يساهم بدور إيجابي في تنشيط القطاع السياحي. أضاف:" إبراز المناطق السياحية لسكان المنطقة شيء مهم لأنهم فيما بعد سيكونوا مرشدين سياحين، ويجب أن تقوم البلدية بتوفير اللوحات الإرشادية خلال المراحل الحالية لتسهيل تنقل السياح الوافدين إلى المعالم السياحية في بلديات قطر".
وأشار المهندي إلى أن الاستراتيجية السياحية متوافقة مع رؤية دولة قطر، موضحاً أن الاستراتيجية تمتد من الآن وحتى عام 2030 وتنقسم إلى عدد من المراحل تتطرق إلى مراحل التنفيذ لخطط التطوير السياحي. وقال:" إعداد الإستراتيجية يتم من خلال كوادر متخصصة، ندرس الإستراتيجيات السياحة في الدول الأخري لتفادي الأخطاء ونتطلع أن تتلائم الاستراتيجية مع الوضع الاجتماعي، ولم ننسخ تجارب أخرى حيث ستكون إستراتيجية قطر صناعة قطرية تراعي خصوصية المجتمع القطري".
ويتلخص دور الهيئة العامة للسياحة في إدارة عملية تطوير صناعة السياحة في قطـر فضلاً عن تمثيل وترويج دولة قطـر بوصفها وجهة سياحية متميزة لرجال الأعمال والدارسين والرياضيين والسياح الباحثين عن الراحة والترفيه والاستجمام، وتشارك الهيئة العامة للسياحة بصورة فعالة في تنظيم الفعاليات والأنشطة الترويجية العالمية التي تعكس عملية تطور البلاد كوجهة سياحية نشطة تقدم كافة الخدمات التي تتطلبها صناعة السياحة في القرن الحالي.
المعالم التراثية:
ومن جهته قال محمد لحدان الكعبي مدير إدارة الرقابة والمدير التنفيذي لبلدية أم صلال أن بلدية أم صلال مسؤولة عن المنطقة الشمالية التابع لها منطقة الخريطيات وأم صلال محمد وأم صلال على وأم العمد، مشيراً إلى أن هذه المناطق الشمالية أغلب قاطنيها من القبائل القطرية ولهم أثار كبيرة على مدار العصور.
أضاف أن بلدية أم صلال غنية بالمعالم التراثية ولعل أبرزها قلعة برزان وهي أبرز القلاع المتواجدة في البلدية بجانب الاماكن الأثرية الخاصة بتجمع المياه والتي كانت تستخدم كخزنات في الماضي، بالإضافة إلى بعض المزارع القديمة والتي مازالت على وضعها القديم، مشيراً إلى أن هذه المعالم تحتاج إلى الترميم والتأهيل.
وأشار إلى أن بلدية أم صلال تسعى إلى مواكبة التطور الحضاري والعمراني في دولة قطر من خلال إنشاء عدة حدائق في مناطق مختلفة تابعة لبلدية أم صلال لزيادة الرقعة الزراعية والتي تستخدم كمتنفس للمقيمين والمواطنين في المنطقة، مشيراً إلى أن خطة الدولة تشمل وضع بلدية أم صلال في الحزام الأخضر.
وأوصي الكعبي بضرورة تأهيل وتطوير المناطق السياحية الموجودة في بلدية أم صلال من خلال الجهات المختصة، مشدداً على ضرورة إصدار دليل سياحي خاص بكل بلدية لتعريف المواطنين والمقيمين والسياح الوافدين بالمواقع التراثية والسياحية. وأشار إلى أن بلدية أم صلال تعمل على الحفاظ على التراث المعماري القديم بما يساهم في تعريف السياح بمراحل تطور دولة قطر.
التسهيلات والحوافز:
وتهتم دولة قطر بالقطاع السياحي وتمنحه كافة التسهيلات والحوافز اللازمة لمواكبة النمو الذي تشهده القطاعات الأخرى في البلاد، وتهدف السياسة العامة للسياحة في البلاد إلى تنظيم القطاع السياحي وتنميته والترويج للمعالم السياحية داخلياً وخارجياً، والإشراف والرقابة على جميع أوجه النشاط السياحي في البلاد.
وفي السنوات الأخيرة تضاعف اهتمام الدولة بالقطاع السياحي على نحو لافت، سيما بعد أن أصبحت الدوحة عاصمة إقليمية لمنتديات السياسة والفكر والاقتصاد والإعلام فضلاً عن تنظيمها واستضافتها المستمرة للفعاليات الفنية والدورات الرياضية العالمية، وسوى ذلك من فعاليات ومعارض دولية ومهرجانات تسوق تتطلب توفير خدمات سياحية متميزة لزائري قطر من شتى بقاع الأرض.
وفي هذا الإطار شهدت الصناعة الفندقية في قطر تطوراً بارزاً لتلبية الاحتياجات السياحية، وكذلك الحال بالنسبة لخدمات السفر والطيران، حيث أصبحت قطر من الدول الرائدة على صعيد العالم في توفير أفضل الخدمات السياحية على أسطولها الجوي الحديث. وتُعد تجربة السياحة في قطر مزيجاً نادراً من المغامرة والمتعة بالتقاليد والأجواء العربية، من قيادة سيارات الدفع الرباعي على قمم الكثبان الرملية إلى الرياضات المائية مروراً بالتجول في المتاحف والتسوق في الأسواق التقليدية.
وتعتمد السياحة في قطر بشكل عام على البحر والصحراء، اللذين شكلا منذ القدم مصدر عيش وإلهام للقطريين، ولايزالان حتى وقتنا الحاضر يشكلان عماد السياحة في قطر. البحر بشواطئه الوادعة ومياهه الدافئة، والصحراء بامتدادها على مرمى البصر وما فيها من جماليات بصرية وما صنعته يد الإنسان.
هذا وسجلت دولة قطر نموا واضحا بقطاع السياحة خلال العامين الماضيين لا سميا في عدد الغرف الفندقية والزوار كما ازدادت أعداد القادمين من دول مجلس التعاون. وتستضيف الهيئة العامة للسياحة وتنظم العديد من المعارض والمؤتمرات على مدار العام ما أدى إلى زيادة عدد الزائرين من مختلف أنحاء العالم وخصوصا دول المنطقة كما تهدف الهيئة إلى زيادة عدد المعارض المتخصصة.
المصدر : الراية