Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

السياحة بمصر.. هل دخلت غرفة الإنعاش؟

 

السياحة بمصر.. هل دخلت غرفة الإنعاش؟

 

القاهرة "ادارة التحرير" ….في مثل هذه الأوقات من العام واقتراب احتفالات رأس السنة، كانت أفواج السياح تتدفق على مطار القاهرة من كل أرجاء المعمورة، ثم تتوزع على المواقع السياحية في مصر التي تحوي ثلثي الآثار في العالم، وذلك بفضل السمعة الكبيرة التي راكمها هذا القطاع منذ منتصف ستينيات القرن الماضي.

 

لكن السياحة اليوم وبعد عامين من عدم الاستقرار تعيش واقعا مأساويا، فقد ذكر الجهاز المركزي للإحصاء أن عدد السياح القادمين إلى مصر انخفض بشكل ملحوظ خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ لم يتجاوز 2.8 مليون سائح مقارنة بـ3.6 ملايين لنفس الفترة من عام 2010.

 

أسباب التراجع

ويعزو العاملون في السياحة هذا التدهور إلى عدم الاستقرار السياسي والأمني، فقد تبددت الآمال في توظيف ثورة 25 يناير ومشاهد الالتحام الجماهيري في ميدان التحرير على مدى أيام الثورة الـ18 لخدمة السياحة، بعدما تحول الميدان نفسه منذ أحداث أبريل/نيسان الماضي وما تلاها إلى أحد عوامل تكدير صفو السياحة، حيث عاش هذا المكان القريب من المتحف المصري والمناطق التاريخية الأخرى وسط القاهرة أجواء متوترة ولا يزال، جعلت منه منفرا ومخيفا للسياح.

 

ويتفق أغلب العاملين بالسياحة الذين يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين يعولون أكثر من 18 مليون شخص، أن ما يعانيه القطاع ليس بسبب الثورة وإنما بسبب غياب الأمن الذي يعتبرونه العدو الأول لهذا القطاع.

 

ويقول محمد أمين  لـ الجزيرة -وهو مرشد سياحي بدوام جزئي- إن عدم استتباب الأمن أصاب السياحة المصرية في مقتل، وأضاف "كانت العروض تنهال علي أسبوعيا للإشراف على الأفواج السياحية والسفر معهم في رحلات إلى أقصى جنوب البلاد، وهذا يوفر لي دخلا شهريا إضافيا يتجاوز أحيانا خمسة آلاف جنيه".

 

ويشتكي أمين أن المستوى المعيشي الرفيع الذي كان يرفل فيه مع أسرته قد تلاشى، فهو اليوم لا يكاد يستطيع دفع الرسوم الدراسية لأولاده، وأضاف "طلبت من المدرسة أن تؤجل لي الرسوم على أمل أن ينفرج الوضع".

 

إجازة إجبارية

العديد من الفنادق والقرى السياحية سرحت عددا كبيرا من العاملين لديها، بينما فقدت العمالة المؤقتة في هذا القطاع أي فرصة للعمل، ودخل منتسبوه في إجازة إجبارية مفتوحة يملؤهم الغضب الشديد تجاه القوى السياسية في الحكم والمعارضة لما يعتبرونه عجزا منهم عن تسوية خلافاتهم.

 

أما هشام الخبير السياحي الذي يتحدث الألمانية فقد كان محظوظا، إذ اتصلت به شركته لأول مرة منذ تسعة أشهر لمرافقة فوج سياحي إلى منطقة أبو سنبل جنوب مصر، وسيبقى هناك نحو عشرة أيام، فهو يقول "أشعر بفرح كبير لأني لم أذهب للعمل منذ شهور، وكنت أحرك سيارتي من أمام المنزل لأقنع نفسي بأن حياتي بخير، ولولا وجود رصيد مالي لديّ ما كنت أدري كيف أتصرف".

 

أما ممدوح المرشد السياحي باللغة الإنجليزية فقد علق مراسم زواجه لأجل غير مسمى بسبب عدم قدرته على توفير مستلزمات حياته الجديدة، ويقول "عرضت سيارتي الخاصة لإيجار شهري حتى أستطيع أن أصرف على نفسي، لأن كل ما وفرته في الفترة السابقة دفعته في الشقة".

 

وفي منطقة الهرم السياحية المشهورة بالقاهرة يشتكي العاملون هناك من تراجع أعداد السياح الوافدين إليهم بشكل ملحوظ، على عكس ما كان في الماضي. ويقول عماد مؤجر الجمال للسياح "كان ربحي الصافي في اليوم الواحد ما لا يقل عن 1500 جنيه، ولكن اليوم لا أكاد أوفر علفا لهذه الجمال".

 

فبعدما كان أرخص مشوار على الجمل حول الأهرامات يكلف نحو 350 جنيها، لا يتعدى السعر حاليا مائتي جنيه، ويتنافس على السائح الواحد العشرات من أصحاب الجمال والأحصنة.

 

ونفس المشكلة تنطبق على وكالات السياحة خاصة في المنطقة القريبة من ميدان التحرير، فقد تراجع نشاطها بشكل واضح بسبب ما يقول أصحابها إنه إلغاء من منظمي الرحلات السياحية لحجوزاتهم في مصر، وهذا أدى بدوره إلى شغور الفنادق وتراجع أسعار الغرف من نحو مائة دولار إلى خمسين لليلة الواحدة، وينسحب هذا على نحو 70 صناعة أخرى مرتبطة بالسياحة.

 

ورغم هذا الوضع يتفاءل المسؤولون قائلين إن السياحة في مصر تمرض ولكنها لا تموت.

 

وكانت مصر قد استقبلت عام 2011 نحو عشرة ملايين سائح بتراجع بلغ 33% عن عام 2010 الذي وصل عدد السياح فيه إلى 14.5 مليونا. ويقدر الدخل السنوي من السياحة حسب إحصاءات وزارة السياحة لعام 2010، قرابة 13 مليار دولار بما يمثل 12% من الناتج المحلي.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله