المحميات الطبيعية مواقع سياحية فريدة يقصدها الأجانب ولا يفضلها الأردنيون
عمان "ادارة التحرير" …. لا تستهوي فكرة زيارة المحميات الطبيعية في الأردن أحمد العضايلة الذي يفضل اصطحاب عائلته إلى البحر الميت أو العقبة لقضاء العطلة.
ويقول العضايلة الموظف في القطاع العام "المحميات لا تجذب المواطنين الذين يبحثون عن حاجات سياحية محددة توفرها مناطق البحر الميت والعقبة..، في حين أن السياح الأجانب تستهويهم تلك المحميات".
ويضيف العضايلة (38 عاما) أنه لا يفضل التخييم مع أطفاله الأربعة وزوجته في المحميات، على عكس المبيت في العقبة أو البحر الميت التي تتوفر فيها الفنادق المناسبة لعائلته.
ويشير إلى أنه رغم قلة تكلفة الرحلة الى تلك المحميات مقارنة بالنزول الى البحر، الا أن ذلك لا يكون بالحسبان.
وبرأي خبراء في القطاع السياحي، فإن العضايلة يمثل العديد من المواطنين الأردنيين الذين يسقطون فكرة زيارة المحميات الطبيعية في الأردن من حساباتهم مفضلين الذهاب الى المقاصد التقليدية.
وتشهد المحميات في الأردن إقبالا من قبل السياح الأجانب؛ وخصوصا الأوروبيين، حيث تستقبلهم على مدار العام، وخصوصا في فصل الربيع.
وتنتشر نحو سبع محميات طبيعية في أنحاء المملكة وتوفر تنوعا طبيعيا لا مثيل له في العالم؛ وهي محمية ضانا، محمية الأزرق، محمية الموجب، محمية عجلون، محمية الشومري، محمية وادي رم، وغابة دبين.
بدوره، يقول رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر سمير الدربي "إن غياب الوعي والثقافة السياحية لدى العديد من المواطنين الأردنيين هو السبب وراء عدم زيارة الأردنيين المحميات مقارنة بالأجانب".
ويرى الدربي أن تثقيف الناس سياحيا بكنوز بلادهم هو العامل المهم لزيادة أعداد المواطنين الذين يقصدون تلك المحميات.
ويضيف أن معظم السياح الأجانب يهتمون بدراسة المحميات الطبيعية والطيور والحيوانات التي تعيش فيها الى جانب حبهم للمغامرة والتخييم.
ويقول الدربي لـ الغد "سياحة المغامرات والاستكشاف موجودة لدى السياح الأجانب بشكل أكبر مقارنة مع المواطنين الذي يتوجهون الى مقاصد تقليدية كالبحر".
ويرى أن السائح الأجنبي مستعد لقطع مسافات طويلة ودفع التكاليف لزيارة هذه المحميات، ولكن المواطن رغم انخفاض تكاليف زيارتها وقربها منه، إلا أن فكرة التوجه اليها لا تستهويه.
ويقول إن تراجع الحركة السياحية المحلية على المقاصد غير التقليدية يعود الى حصر الأردنيين غاياتهم السياحية في التسوق في المولات والبحر.
ويشير الدربي الى أن محمية وادي رم لم تكن معروفة جدا للأردنيين قبل نحو 10 سنوات، الا أن هنالك العديد منهم يقصدونها للتمتع بمناظرها والتخييم بها، لافتا الى أن التسويق الجيد والإعلام يستطيعان توعية الناس بشكل أكبر.
وتعد محمية ضانا التي تأسست العام 1989 أكبر محمية أردنية تغطي 320 كيلومترا مربعا من الجبال الخلابة والأودية وهي موطن لـ600 نوع من النباتات و37 نوعا من الثدييات و190 نوعا من الطيور.
وبحسب برية الأردن، تحتوي محمية ضانا على ثلاثة مخيمات سياحية؛ وهي مخيم بيت الضيافة ومخيم نزل فينان ومخيم الرمانة.
أما محمية الأزرق فتعد فرصة لمحبي مشاهدة الطيور، وتوفر مجالا للتمتع بمشاهدة ومراقبة الطيور المهاجرة، عبر الإقامة في نزل يمزج بين الحداثة والتراث حاملا معه تاريخ الصحراء الشرقية والصخور والصبار الصحراوي ليدخل السائح الى عالم صحراوي فريد.
وكان "نزل الأزرق" في الأربعينيات مستشفى عسكريا بريطانيا تم تحويله وأعيد ترميمه وإعادة هيكلته وصممه المهندس عمار خماش ويدار من قبل "برية الأردن" التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة وخدماتها صديقة للبيئة.
في حين تتميز محمية الموجب، الممتدة على طول 24 كيلومترا على شاطئ البحر الميت وبمساحة تبلغ 212 كيلومترا مربعا، بوجود نهر جار وحيد في المملكة، إضافة الى كونها نقطة لجذب الطيور المهاجرة، بحسب برية الأردن.
أما بالنسبة لمحمية عجلون، فهي تضم أماكن للتخييم، إضافة الى أكواخ خشبية أقيمت مؤخرا وسط الغابة العجلونية محاطة بأشجار السرو والفراولة مع شرفات خاصة تطل على مناظر جميلة في المحمية كلها تدار من قبل برية الأردن التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
ومحمية الشومري التي تقع على بعد 15 دقيقة للجنوب من الأزرق في منطقة وادي الشومري، تعد منزلا للأحياء البرية الأكثر ندرة في الشرق الأوسط، إضافة الى أنها تحتوي على حديقة للحيوانات مناسبة للأطفال ولطلبة المدارس، بحسب الموقع الإلكتروني للجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
وبالوصول الى محمية وادي رم، فإنها توفر لزائرها تجربة فريدة مليئة بالمغامرة، فتسلق الجبال العالية ذات الصخور الملونة مغامرة ممتعة ولكنها محفوفة بالصعوبة والخطر واكتشاف الصحراء المحيطة بالجبال العالية توفرها سيارات الدفع الرباعي أو ظهور الجمال أو الخيول؛ حيث تمتد الصحراء أمام المغامر واسعة برمالها الذهبية الرائعة، ويمكن اختيار جمال الطبيعة في وادي رم عبر الإقامة في خيم منصوبة هناك يستطيع الزائر مشاهدة السماء الصافية بنجومها وليلها الهادئ، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة السياحة والآثار.
أما غابة دبين التي تقع الى الجنوب من المدينة الرومانية في جرش وتبلغ مساحتها 8 كم، فهي تحتوي على أنواع من الأشجار؛ مثل أشجار الصنوبر والبلوط والفستق والإجاص، التي ينمو بعضها في المناخات الجافة التي تمتاز بها هذه الغابة.