ارتفاع الأسعار يحول دون وصول المواطنين للمواقع السياحية الشتوية في المملكة
عمان "المسلة" … تشعر ملاك الجعبري بالاكتئاب عند قدوم فصل الشتاء، معتبرة أنه فصل سبات في ظل غياب الأماكن الرخيصة التي بالإمكان أن تزورها لقضاء وقت ممتع مع العائلة أو الأصدقاء في الهواء الطلق، دون الالتزام بمكان مكتظ بالناس كالكوفي شوبات والمراكز التجارية.
وتقول الجعبري (25 عاما) والموظفة في القطاع الخاص إن النشاط الترفيهي للعائلة خلال فصل الشتاء يقل، ويضطرون للبقاء في البيت في عطل نهاية الأسبوع بقرب المدفأة عوضا عن الخروج إلى الأماكن السياحية والترفيهية.
وترى الجعبري أن المملكة تفتقر لمقاصد سياحية شتوية رخيصة ومن يرغب بالخروج اليها في الشتاء عليه أن يتكبد مصاريف باهظة للاستمتاع بوقت العطلة بعيدا عن المنزل.
وتضيف "يوجد لدينا البحر الميت والعقبة وحمامات ماعين، ولكن ارتفاع الكلف يمنع ذوي الدخل المحدود من التوجه إليها نتيجة ارتفاع اسعار الغرف الفندقية والخدمات هناك".
وتشير الجعبري الى أن منطقة الأغوار تعتبر المتنفس الوحيد غير المكلف للمواطن الأردني؛ حيث يستطيع الذهاب الى هناك في عطل الاسبوع مع العائلة لافتراش الأرض وقضاء وقت ممتع.
ويعتبر الأردن من البلدان التي تتوفر فيه جميع المقومات السياحية الشتوية عبر توافر المنتجعات الشتوية التي تؤمن الخدمات اللازمة للسائح من فنادق وشاليهات شتوية للإقامة والتي يمتد موسمها من شهر كانون الاول (ديسمبر) وحتى نيسان (أبريل)، ومن أهم تلك المقاصد البحر الميت، وحمامات ماعين، والمحميات الطبيعية، العقبة، والحمة وغيرها من المقاصد.
من جانبه، يقول أحمد جادالله لـ الغد "في الصيف تستطيع الانتشار الى أي مكان ولكن في الشتاء أنت محصور ولكي تستمتع بوقتك مع اصدقائك عليك الدفع والدفع والدفع للاقامة في احد فنادق تلك المنتجعات الشتوية".
ويضيف جادالله "اذا صدف وكان الجو مشمسا قليلا في إحدى عطل الاسبوع في فصل الشتاء نتفق مع الاصحاب للذهاب الى الأغوار التي يعتبر جوها دافئا مقارنة بعمان ونقوم بشواء اللحم بدلا من الذهاب لتلك المقاصد مرتفعة الاسعار".
ويرى أن المواقع السياحية الشتوية في الأردن تضاهي تلك الموجودة في بلدان العالم المختلفة، بتميزها كالبحر الميت وحمامات ماعين ولكن تكاليف خدماتها مرتفعة خلافا لتلك البلدان، ما يقلل من فرص الأردنيين لزيارتها.
وتعد الأغوار من الوجهات السياحية الشتوية التي تلائم السياحة في ذلك الفصل البارد، إلا أنها تفتقر لاهتمام الجهات المعنية لها للنهوض بالسياحة المحلية والارتقاء بها.
يذكر أن السياحة الشتوية في الأردن غالبا ما تميل للاعتماد على الزائر الأوروبي والأميركي، بالإضافة إلى الآسيوي أحياناً، بينما تشهد تراجعاً في إقبال السياح العرب، مع وجود استثناءات للأغراض العلاجية.
بدوره يقول أستاذ التسويق السياحي، الدكتور أسعد أبورمان إن الأردن يتميز بمقاصده السياحية الشتوية كالبحر الميت، وحمامات ماعين إلا أنها غير مستغلة بشكل يخدم السياحة المحلية ويلبي متطلبات المواطنين ذوي الدخول المحدودة.
واعتبر أبو رمان أن ارتفاع أسعار الفنادق في تلك المناطق وتوجيه خدماتها لفئة معينة من الناس عائق أمام زيادة أعداد السياح.
ولفت الى ضرورة تعاون الحكومة والقطاع الخاص من اجل استغلال تلك المقاصد وتوفير أماكن بأسعار مناسبة تستقطب السياح المحليين.
وأشار أبورمان إلى أن مناطق الغور مهملة وغير مستغلة لأغراض السياحة الشتوية، رغم ما تتميز به من مقوماتها طبيعية.
وأكد أهمية عمل برامج سياحية تنشط هذا النوع من السياحة وتمكن السياح من الإقامة فيها لأيام عديدة، بدلا من اقتصار الزيارة على التظلل تحت الأشجار الموجودة في الأغوار وتناول الطعام والشراب في أرجائها.