عدد السياح يتراجع 15% في 10 أشهر.. والإشغال الفندقي 20% فقط
اطلق وزير السياحة فادي عبود تطمينات وهمية حول سلامة القطاع الذي يهتم به، فقال ان "لبنان أكثر بلد آمن في العالم".
لكن أرقام وزارة السياحة عن عدد الوافدين الى لبنان تدحض مزاعم "معاليه"، خصوصاً وأنّ انتكاسات الوضع السياحي، ولا سيما على مستوى قطاعي الفنادق والمطاعم، هزّت صورة السياحة اللبنانية، علما ان الحكومة الميقاتية مارست دور التعمية عن الوضع الفعلي للسياحة، إضافةً الى السجال السياسي والأمني، الذي وصل الى ذروته في عهد هذه الحكومة.
الفضيحة ليست في الأرقام بأعداد الوافدين الى لبنان، بل بالإشغال الفندقي في لبنان، حيث بلغت مستوياتها الدنيا بوصولها الشهر الماضي الى 20 في المئة مقارنة مع 70 في المئة مع الفترة نفسها من العام الماضي، فيما تراجعت مداخيل القطاع 50 في المئة، كما يقول مدير أحد أشهر فنادق الخمسة نجوم في بيروت، ويضيف أنّ هناك عمليات صرف جماعية للموظفين غير الثابتين في القطاع الفندقي ولا سيما أولئك غير المثبتين، لافتاً الى انهيار هذا القطاع نتيجة السياسات الخاطئة للقطاع السياحي عموماً، والتي لا ينفعها أيُّ "ترياق كلامي" بل بحاجة الى إعلان حال طوارئ سياحية، توقف انهيار القطاع. وقال "نحن هنا نتحدث عن القطاع الفندقي في بيروت، في جبل لبنان الوضع رديء جداً، أما في المناطق فالسياحة عدم شرعي، الى الآن بلغ عدد المصروفين في القطاع الفندقي نحو 20 في المئة، والأهم أنّ أصحاب الفنادق باتوا ينفقون المصاريف من جيوبهم".
وفي هذا الوقت، أعاد نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي بول عريس، دق ناقوس الخطر، وأبدى تشاؤماً في ما لو استمر الوضع على حاله، وقال "سنشهد اقفالات كبيرة في العام 2013، الآن الوضع كله خسائر واصحاب المؤسسات السياحية يدفعون من جيوبهم حتى لا يقفلوا أبوابهم"، وأضاف عريس في اتصال مع "المستقبل"، "خسائرنا بملايين الدولارات، بعد تراجع نسبة السياح العرب الينا، وهذا ما جعل الكثير من المؤسسات تصرف عمالاً لديها، ولكن لا احصاءات دقيقة لدينا، علماً أن التراجع بلغت نسبته في القطاع المطعمي نحو 50%.
وعلى أيّ حال، فإن القراءة الرقمية للسياحة حتى الشهر العاشر، أي تشرين الأول (أوكتوبر) الماضي، تدل على مؤشر سلبي، فقد بلغ عدد الوافدين للأشهر العشرة الأولى من العام 2012 نحو 1،178 مليون، بتراجع نسبته 36،33 في المئة مقارنة مع العام 2010، حيث بلغ عدد السياح خلال نفس الفترة نحو 1،400 سائح، لينسحب هذا التراجع بالمقارنة مع نفس الفترة من العام 2011، حيث بلغت نسبته 15،83، حيث بلغ عدد السيّاح آنذاك 1،851 سائح.
وفي شهر تشرين الثاني بلغ عدد السياح نحو 92،640 سائحاً بتراجع نسبته 25،65 في المئة، بالمقارنة مع الشهر المماثل من العام 2011، حيث وفد الى لبنان نحو 124،601 سائح، وهذا إن دلّ فإنّه يدل على مستوى التدهور في القطاع، واللافت أيضاً في تشرين الأول نسبة التراجع في عدد الوافدين العرب بنسبة 33،35 في المئة، حيث بلغ عددهم 30،372 زائراً، مقارنة مع 45،575 سائح جاؤوا خلال تشرين الأول 2011. ويأتي الشهر العاشر بسلبيته السياحية استكمالاً للشهر الذي سبقه أيلول (سبتمبر) حيث هبط عدد السياح الى 33،3 في المئة، وهو ما يفهم منهُ أن مداخيل القطاع السياحي التي كانت تحسب بـ10،5 مليارات دولار، ستتراجع الى ما دون الـ3 مليارات دولارات، فقطاع السياحة تضرر بسبب الاحداث الامنية القائمة في لبنان، وخصوصاً جريمة اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وتفجير الأشرفية، كانت لها تداعيات سلبية، فضلاً عما سبق من قطع طريق المطار وعمليات الخطف، مما أدّى الى تراجع الحركة السياحية، اضافة الى حظر دول الخليج زيارة لبنان على مواطنيها، الذين يشكلون نسبة كبيرة من الاستهلاك السياحي، فعدد الوافدين في الأشهر التسعة الأولى من العام 2012 يبلغ مليوناً و86 ألفا و319 زائراً، مقابل مليون و276 ألفاً و110 زوار في الفترة نفسها من العام الماضي، أي تبلغ نسبة التراجع 14,87 في المئة. أما مقارنة مع العام 2010، فتبلغ نسبة التراجع 35,89 في المئة، إذ وصل عدد الوافدين الإجمالي إلى مليون و694 ألفاً و662 زائراً. فيما لم تتخط الحجوزات الفندقية لعيد الأضحى 50 في المئة.
وإذا كانت الأوضاع السياسية والأمنية تفعل فعلها بما تبقى من سياحة، فإنّ هناك مشكلات لا تتعلق بهذا الموضوع تحديداً، بل بوضع استراتيجية تتلاءم والمناخ السياسي السائد في لبنان وبامكانها إعطاء ضمانات للسائح، وبتفعيل السياحة الداخلية على الأقل، عبر استراتيجية طويلة الأمد، فالاستثمار في هذا القطاع الحيوي ينبغي أن يكون وفقاً لدراسة جدوى اقتصادية، والسؤال الذي يطرحه المعنيون بالقطاع السياحي ولا سيما المستثمرون منهم، هو "أين هي هذه الدراسات التشجيعية والتحفيزية للاستثمار في القطاع السياحي؟، ليس لديهم اهتمام، رغم كل المعطيات التي تخولنا للاقلاع بالقطاع السياحي، فنحن بيئة تنافسية من المعيب أن نشعر أن قدرتنا التنافسية قد اصبحت ضعيفة بسبب هذا الاهمال، فأين هي الحوافز التي تشجع المستثمر والسائح، فإذا كانت الأرضية موجودة لما هذا الاهمال؟".
مقارنة ما بين الأشهر العشرة في 2011 و2012
– في كانون الثاني 2011 بلغ عدد السياح نحو 97، 921 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في كانون الثاني 2012 نحو 95،816 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 2،15 في المئة.
– في شباط 2011 بلغ عدد السياح نحو 107،058 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في شباط 2012 نحو 97،567 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 8،87 في المئة.
– في آذار 2011 بلغ عدد السياح نحو 135،691 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في آذار 2012 نحو 120،471 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 11،22 في المئة.
– في نيسان 2011 بلغ عدد السياح نحو 134،864 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في نيسان 2012 نحو 123،636 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 8،33 في المئة.
– في أيار 2011 بلغ عدد السياح نحو 120،764 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في أيار 2012 نحو 119،698 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 0،88 في المئة.
– في حزيران2011 بلغ عدد السياح نحو 177،916 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في حزيران 2012 نحو 157،361 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 11،55 في المئة.
– في تموز 2011 بلغ عدد السياح نحو 219،653 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في تموز 2012 نحو 157،171 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 28،45 في المئة.
– في آب 2011 بلغ عدد السياح نحو 123،888 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في آب 2012 نحو 114،929 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 13،15 في المئة.
– في أيلول 2011 بلغ عدد السياح نحو 149،355 سائحاً، ليبلغ عدد السياح في أيلول 2012 نحو 99،670 سائحاً، وبذلك تكون نسبة التراجع 33،27 في المئة.
المصدر : المستقبل