عبود: المواد الاولية للسياحة موجودة في لبنان لكننا بحاجة الى الاستقرار
بيروت "المسلة" … حاور وزير السياحة فادي عبود طلاب البريفيه في مدرسة سيدة الجمهور، في اللقاء الذي جمعهم في وزارة السياحة، في حضور مستشاره رامز بو نادر واستاذ مادة التاريخ في المدرسة رولان نعمة.
وأعرب عبود عن سروره "لهذا الحوار مع شباب المستقبل الذين من المفروض ان يتسلموا مقاليد البلد في السنوات المقبلة، وان يتمكنوا من تغيير الصورة غير الايجابية عن لبنان وحروبه وفوضاه وبيروقراطيته".
واعتبر ان "الصيفية التي مرت كانت عاطلة سياحيا بسبب الاحداث المحلية والاقليمية، وان السياحة الناجحة بحاجة الى الاستقرار والامن والطمأنينة".
وأوضح ان السياحة في لبنان تشكل 22 في المئة من الدخل القومي، وكان الانفاق السياحي في العام 2010 حوالي 8 مليارات دولار وعدد السياح مليونان و160 الف سائح، كما ان السياحة توظف 150 الف شخص يرتفع عددهم خلال فصل الصيف الى اكثر من 200 الف، ويتمتع لبنان بأربعة فصول سياحية ويعتمد على صيفية مميزة وسياحة شتوية تجذب السائح العربي خصوصا هواة التزلج، اضافة الى مطبخه المتنوع وشعبه المضياف وتنوع سياحته من دينية الى ثقافية الى طبيعية الى بيئية الى صحية وغيرها".
ورأى عبود ان أهم مميزات السياحة في لبنان اعتمادها على موارده البشرية والحياة المشتركة لابنائه من مختلف الطوائف، والتي نحاول إبرازها ايجابا لمصلحة السياحة، في ظل تمتع لبنان بسياحة دينية مميزة، ان على الصعيد المسيحي او على الصعيد الاسلامي، وقد وضعنا خطة تسويقية في هذا المجال في ال"يوروسبور" وال"CNN"، لكننا اوقفناها بسبب الاحداث التي حصلت خلال فصيل الصيف، لكننا نعمل على جذب السائح الاوروبي والتركي والايراني في هذا الخصوص، مع العلم ان هناك اكثر من 280 مذبحا لكنائس مار شربل في المكسيك، وفي لبنان هناك أمكنة دينية باستطاعة السائح ان يبات ليلته فيها مع ترويقة ب15 دولار اميركي".
وقال ان "علاقة اللبناني مع البحر الابيض المتوسط عمرها آلاف السنين، ويقال ان الكنعانيين والفينيقيين وصلوا قبل كريستوف كولمبوس الى اميركا، علاقة اللبناني مع البحر علاقة حميمة لكننا تعدينا عليه خلال السنوات الماضية، وبالتالي من واجبنا تنظيفه اذا كنا حقيقة نريد جذب السائح الذي يهوى البحر والشمس والطبيعة. ونحن نقول: "اعمل منيح وما تكب في البحر". نريد اجيالا صالحة تهتم بالبحر والبيئة وتمنع التلوث، وبالتالي ما نفع قانون منع التدخين اذا كان المسؤولون في لبنان لا يتقيدون به، حتى في مجلس الوزراء يدخنون ولا يتقيدون بالقانون". أضاف انه "يجب التركيز على المدارس لخلق جيل يحترم القوانين ويتقدي بها".
وردا على سؤال قال عبود: "نريد إعادة ايام العز الى لبنان، وان نتمكن من تنويع سياحتنا كالسياحة الثقافية حيث كان السياح يأتون ببواخر تشارتر الى لبنان لحضور مهرجانات بعلبك الدولية، خصوصا بعد التراجع العربي الذي حصل في ظل الحظر الخليجي على رعاياه لزيارة لبنان وخسارة اكثر من 300 الف سائح عربي أغلبهم من الاردن بسبب صعوبة الوصول برا الى لبنان عبر سوريا، وعدم تمكننا من تأمين السعر المناسب لهم في الرحلات الجوية لان الطيران في لبنان محتكر لشركة واحدة، خدمات المطار محتكرة، التاكسي فيه محتكر، والاحتكار والحصرية هما شر مطلق والتنافس هو الاساس".
ورفض "وجود ملاه ليلية في الاماكن السكنية في الجميزة"، مؤكدا انه طالب ب"نقلها الى أماكن صناعية في لبنان".
وقال ان البيروقراطية "متفشية في الادارة، لكنه منع السرقة والرشاوى في وزارته"، مطالبا ب"إعادة سياحة ال"ويك اند" في لبنان وسياحة العطل، كعطلة التزلج وعطلة الشتاء، عن طريق تعطيل العمل يومي السبت والاحد وزيادة دوام العمل حتى الخامسة مساء، مع العلم ان مركزنا الجغرافي وتاريخنا وحضارتنا ومميزاتنا وعاداتنا تساعدنا على ذلك".
واعتبر ان "المواد الاولية للسياحة موجودة في لبنان، ولدينا كل الامكانات لكي يكون بلدنا ناجحا سياحيا، لكننا بحاجة الى الاستقرار والى مجتمع موحد والى قرار باننا بلد لا نريد ان نختلف مع احد وان نحترم القوانين وان نفصل السياسة عن السياحة في لبنان".
وأكد ان وزارة السياحة "تركز اليوم على السياح في العراق، غانا، نجيريا، روسيا ودول الاغتراب اللبناني، حيث سنقوم بزيارة الى البرازيل الاسبوع المقبل بهذا الخصوص، اضافة الى اوستراليا في بداية العام المقبل وافريقيا"، معتبرا ان "مكتب باريس السياحي ليس الطريقة المثلى لجذب السائح الاوروبي، واعتقد انني ساتخذ قرارا باقفاله في السنة المقبلة، خصوصا ان تكلفته تبلغ مليونين و100 الف يورو سنويا، وهناك طرق عدة لجذب السائح".
واستغرب "الضجة التي أثيرت حول اقفال ملهى "بودبار" في الوقت الذي تم فيه افتتاح اكثر من 22 مطعما جديدا"، معلنا "اطلاق المجلس اللبناني للترويج الذي عمل عليه اكثر من 3 سنوات ويلعب القطاع الخاص دورا مهما فيه".
كما أكد ان "سوليدير" تعتبر "فضيحة كبيرة مثل "سوكلين"، اشتروا المتر ب700 دولار ويباع اليوم بآلاف الدولارات بعدما أكلوا حقوق اصحاب الارض والمحلات".
وفي نهاية الحوار قدم الطلاب لعبود درع المدرسة.
المصدر: ليبانون نيوز
