المخيمات الربيعية في الكويت.. فنادق ملكية 5 نجوم
دبي " المسلة " … تتسابق شركات "الخيام" في الكويت على حجز الأماكن الاستراتيجية في الصحراء مع بداية شهر نوفمبر من كل عام، في ظل قانون الحكومة السماح لبناء "المخيمات الربيعية" مع مطلع شهر نوفمبر إلى نهاية شهر أبريل.
وعلى الرغم من أن الأسر الكويتية ارتبطت بشكل كبير مع تلك المخيمات، إلا أن الغالبية اليوم يفضلون تأجير مخيمات جاهزة بدل شراء خيام واللوازم الأخرى مثل مولد الكهرباء وبناء المطبخ ودورات المياه. في السابق كان كل شيء بسيطا، لكن خلال السنوات الأخيرة تغير مفهوم المخيمات في الكويت، وأصبحت هنالك مخيمات "5 ستارز"، حيث يشعر المستأجر للوهلة الأولى بأنه في "شاليه" أو استراحة ملكية.
فقد بدأت شركات في الكويت إعداد مخيمات أطلق عليها "مخيمات ملكية" وبعضها "مخيمات 5 ستارز"، باعتبارها مخيمات فاخرة جدا، مفروشة بالكامل ومؤثثة بغرف النوم الملكية ومجهزة بأحدث الجلسات والحمامات الإفرنجية، بالاضافة إلى أن أرضية الكثير من تلك المخيمات من السيراميك أو الرخام الإيطالي الفاخر.
يقول مطلق العجمي وهو صاحب شركة لتحضير الخيام إن الكثير من الأسر الكويتية بدأت تبحث عن الراحة، وتطلب مخيما متكاملا، مضيفا في تصريح لـ"العربية.نت" أن الأسر تطلب غرف نوم ملكية، بالإضافة إلى صالة كبيرة ومجلس رجالي خاص، وخيمة كبيرة للأطفال.
وأشار إلى أن تحضير المخيم مكلف جدا خصوصا إذا ما كان "ملكيا"، فنحن في الشركة نقوم بنصب مخيمات مختلفة بعضها عاد جدا، وهي التي تحتوي على خيمة كبيرة وأخرى للنوم ولوازمهما مثل المطبح ودورة للمياه.
ويضيف "لكن في المقابل نقوم بعمل مخيمات فاخرة، متكاملة، فدورات المياه تحتوي على مسابح ساخنة خصوصا في ظل الشتاء القارص خلال موسم البر، بالإضافة إلى تدفئة الخيام والأثاث الفاخر والأجهزة الإلكترونية مثل تحضير شاشات سينمائية، كما أن البعض يفضل جلسات أرضية لكن آخرين يفضلون الجلسات الحديثة، إضافة إلى أن بعض الأسر تطلب أن يكون مستوى الخيام مرتفعة عن الأرض خوفا من دخول الزواحف".
وعن قيمة تأجير المخيمات، قال العجمي إن أسعار المخيمات تبدأ من 50 دينارا كويتيا (170 دولار) لليلة الواحدة إلى 500 دينار (1700 دولار ) كما أن نهاية الأسبوع قد تتضاعف الأسعار.
وبين أن هنالك طلبات إضافية، فبعض الأسر تطلب توفير الدراجات النارية و"البقيات" وغيرها من السيارات الصغيرة لأولادهم، مؤكدا أن الشركة تحاول توفير كل الخدمات بما فيها تأجير الخيول. وأوضح العجمي أن الكثير من الأسر في الكويت اعتمدت على تأجير المخيمات باعتبار ذلك أقل كلفة من بناء مخيم ووضع حارس وتكاليف أخرى.
وعن وجود مخيمات للحفلات، قال العجمي إن هنالك أفرادا متمكنين ماديا قاموا بعمل مخيمات أشبه بصالات وقاعات للافراح، حيث يقوم البعض بعمل حفلات غنائية وسمرات من خلال الاتفاق مع مطربين. مبينا أن الداخلية في الكويت كشفت أكثر من مرة مخيمات قامت ببناء "ديسكوات"، كان الدخول إليها بشراء "تذاكر" مخصصة، مؤكدا أن بعضهم قام ببناء صالات تحت الأرض وعمل سراديب، حيث تدخل الخيمة لتكتشف أن بداخلها درجا سفليا يؤدي إلى سرداب.
من جهتها، قالت "أم ناصر" إنها تفضل وزوجها وأولادها تأجير مخيم جاهز في نهاية الأسبوع، مؤكدة أنه بسبب طبيعة عملها وزوجها لا يستطيعان النوم بشكل يومي في المخيم، وهو ما يجعلها تفضل التأجير.
وشددت على أن بعض الشركات بدأت تبالغ بالأسعار خصوصا في ظل بناء مخيمات هي أشبه بالقصور في وسط الصحراء، منوهة إلى أن بعض المخيمات لا تشعرك بأنك في الصحراء ولا تشعر بمتعة البر، لما تحتويه من أرضيات خشب أو سيراميك وخيام أشبه بأجنحة فندقية.
ورأت أم ناصر أن هذه المخيمات أفقدت "حلاوة" البر، فليس هناك أجمل من خيام عادية وفي الوسط "منقلة" للفحم بلا مولدات للكهرباء، لكنها في الوقت نفسه اعترفت بأن أولادها يفضلون وجود الكهرباء، خصوصا أنهم يحضرون معهم ألعابهم مثل "السيغا" وغيرها من البرامج الترفيهية ومتابعتهم للتلفزيون.