البحرين تحتضن ندوة عالمية تحت عنوان " الثقافة الشعبية وتحديات العولمة"
المنامة "المسلة" … تقام بمملكة البحرين ندوة عالمية بعنوان (الثقافة الشعبية وتحديات العولمة)، على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة من 7 إلى 9 نوفمبر الجاري.
وتنظم الندوة "الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر" بمشاركة المنظمة الدولية للفن الشعبي ومركز عيسى الثقافي وبدعم من إدارة البحوث الثقافية بالديوان الملكي.
وقد اقامت مجلة "الثقافة الشعبية" امس مؤتمراً صحفياً بمركز عيسى الثقافي للإعلان عن منتدى "الثقافة الشعبية وتحديات العولمة"، حضره ممثلو الصحافة المحلية والعربية وبعض أجهزة الإعلام المختلفة حول ندوة "الثقافة الشعبية وتحديات العولمة".
وتضمن المؤتمر الصحفي تعريفاً بالحدث الثقافي الهام والذي يضم عدداً من المحاور التي ستشكل في نهاية المؤتمر وثيقة تتناول حاضر ومستقبل الثقافة الشعبية في العالم سيطلق عليها "عهد المنامة للثقافة الشعبية 2012".
وتحدث في المؤتمر كل من الدكتور علي عبدالله خليفة مدير عام الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر ونائب رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي، والدكتورة نور الهدى باديس الأمين العام المساعد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV) والأستاذ الدكتور محمد عبدالله النويري منسق الهيئة العلمية مدير تحرير دورية (الثقافة الشعبية).
وأكد الدكتور علي عبدالله خليفة المدير العام خلال المؤتمر اهمية هذه الندوة حيث تعد اول ندوة من نوعها في البحرين كون المشاركين دعوا بصفتهم البحثية وتتعان المجلة الثقافية الشعبية مع المنظمة الدولية للفن الشعبي والتي تفتخر البحرين كونها أحد المؤسسين .
كما أكدت الأمين العام المساعد للشرق الاوسط وأفريقيا للمنظمة الدولية للفن الشعبي الدكتورة نور الهدى باديس ان المنظمة تضم 182 دولة عضوة في منظمتها ، حيث ان البحرين ممثلة للإقليم وتفتخر المنظمة بالإنجاز الكبير التي تقوم به المجلة الشعبية الثقافية في البحرين ، وشكرت الدكتورة نور الهدى باديس المجلة على جهدها المهم في الجانب العلمي.
من جانبه اكد المنسق للهيئة العلمية في ندوة الثقافة الشعبية وتحديات العولمة الدكتور محمد النويري بأن أكثر من 20 دولة ستشارك في هذه الندوة، حيث فوجئنا كفريق عمل في الهيئة العلمية في الندوة بمستوى الاستجابة من كبار الأساتذة على مستوى العالم، وتم التعريف بأبرز المتحدثين المشاركين الذين ستتوزع أوراق عملهم إلى ورش عمل مكثفة على مدار الأيام الثلاثة مسلطين الضوء على الأبحاث التي تم تقديمها بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والفرنسية.
الجدير بالذكر أن مجلة "الثقافة الشعبية" وجهت دعوة مفتوحة لعدد من علماء الفولكلور والباحثين والمختصين في دراسة الثقافة الشعبية والتراث الشعبي في كافة أنحاء العالم للمشاركة بأبحاث ودراسات في عدة محاور، وتم على إثرها تشكيل هيئة علمية ذات مستوى أكاديمي مهمتها إجازة الأبحاث العلمية ووضع اشتراطات علمية وأكاديمية للمشاركة، وأنتخب الأستاذ الدكتور محمد عبدالله النويري من تونس منسقاً لها.
يذكر أن المجلة بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV) تحظى بمكانة مرموقة بين الدوريات العلمية المحكمة والمتخصصة في العالم، حيث تصدر المجلة باللغة العربية مع ترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
وتجدر الاشارة الى انه في يناير 2012 ، وجهت مجلة (الثقافة الشعبية) دعوة عامة مفتوحة إلى علماء الفولكلور والباحثين والمتخصصين في دراسة الثقافة الشعبية والتراث الشعبي في كافة أنحاء العالم إلى المشاركة بأبحاث ودراسات في أربعة محاور رئيسية تشكل مداخل إلى صياغة القضايا وطرح الإشكاليات عبر مختلف مجالات الثقافة الشعبية : (الثقافة الشعبية بين الهوية والكونية – الثقافة الشعبية مدخلا لتقارب الشعوب – الثقافة الشعبية : الإلهام والإبداع – الثقافة الشعبية والثقافة العالمة)
واشترطت أن يتم تمرير هذه الأبحاث من خلال هيئة علمية ذات مستوى أكاديمي.
وقد تشكلت الهيئة العلمية من خبراء واستشاريين دوليين، وانتخب الدكتور محمد عبدالله النويري (تونس) منسقا عاما للهيئة التي توافق أعضاؤها على وضع معايير واشتراطات علمية وأكاديمية لإجازة الأبحاث ومن يجاز بحثه توجه دعوة رسمية إليه للقدوم إلى البحرين للمشاركة في عرض البحث وحضور مناقشات الأبحاث المشاركة الأخرى.
وحتى شهر يونيو 2012 تقدم 152 باحثا وعالما في مجال الاختصاص من شتى أنحاء العالم بأبحاث أغلبها بالعربية وبعضها بالإنجليزية والفرنسية وضعت تحت تصرف الهيئة العلمية التي عكفت على فرزها وتقييمها لاختيار الممتاز منها والذي يقع في موضوع الندوة بالتحديد، وفرزت الهيئة العلمية ثلاثة مستويات للأبحاث الواردة إليها، المتميز وعدده واحد وخمسون بحثا يُـدعى كتابها إلى المشاركة في الندوة، والجيد جدا وعدده خمسة وستون بحثا تنشر أبحاثهم في المجلة بمقابل، وستة وثلاثون بحثا تم الاعتذار عن قبولها لكون مادتها خارج اختصاص الندوة.
وفي أغسطس 2012 تم توجيه الدعوات إلى كتاب الأبحاث من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات وذوي الاختصاص إلى جانب نخبة من ممثلي المنظمة الدولية للفن الشعبي في قارات العالم ومنهم الدكتورة كارمن بديلا (الفلبين) رئيسة المنظمة والدكتور هانز هولز (النمسا) الأمين العام السابق للمنظمة والأستاذة إما هوفر رئيسة فرع المنظمة بجمهورية الصين الشعبية والدكتور أحمد علي مرسي رئيس الجمعية المصرية للفنون الشعبية وعالم موسيقى الشعوب البروفيسور الكيني الشهير نياكيتي أوراو، وأستاذة فنون الأداء الحركي بأكاديمية الفنون الكبرى بالهند الدكتورة بارول شاه. وجرت الترتيبات لعقد الندوة بالمرافق والقاعات المجهزة لمركز عيسى الثقافي بالجفير مع الترجمة الفورية بين اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، وستتم استضافة المدعوين وعددهم واحد وخمسون باحثا، فيما سيستضيف مركز عيسى الثقافي الندوة.
وكان عدد من المهتمين والمختصين والعاملين في مراكز البحث ومسئولي الوزرات المعنية بالتراث الشعبي في البلاد العربية والأجنبية قد تقدموا بطلبات لحضور هذه الندوة كمستمعين أو مراقبين للاستفادة مما سيطرح بأبحاث هذه الندوة، وقد أفرد سجل خاص لتنسيق مثل هذه الطلبات التي يتحمل أصحابها تمويل قدومهم وإقامتهم.
وسيتم افتتاح أعمال الندوة، بكلمات للمنظمين صباح الأربعاء 7 نوفمبر، وسيباشر المنتدون أعمالهم التي تتوزع على ثلاث قاعات حسب المحاور في جلسات يومية تبدأ عند التاسعة صباحا وتنتهي عند الثانية ظهرا، وتختتم الندوة أعمالها يوم 9 نوفمبر بإعلان (عهد المنامة للثقافة الشعبية 2012) وهي وثيقة هامة شارك في وضعها خمسة من كبار العلماء وتتناول حاضر ومستقبل الثقافة الشعبية في العالم، وستترجم الوثيقة إلى اللغات الست المعتمدة دوليا لدى اليونسكو، وذلك من بعد تبني المنتديين لمحتواها.
وتعد المجموعة العربية في المنظمة الدولية للفن الشعبي لأن تكون وثيقة (عهد المنامة للثقافة الشعبية 2012) منهاجا وخارطة طريق أهلية للعمل في ميدان التراث الشعبي بالدول العربية.
وتعول المنظمة الدولية للفن الشعبي كثيرا على نتائج هذه الندوة العلمية التي تعقد بمملكة البحرين البلد الذي احتضن مقرها الإقليمي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما سيبرز دور المجموعة العربية في هذه المنظمة الدولية غير الحكومية التي تعمل تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).
والجدير بالذكر ان المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV) تأسس بمملكة البحرين عام 2007 بعدما اختيرت البحرين مقرا له في اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة بالعاصمة اليونانية أثينا. واعتمدته وزارة الخارجية البحرينية مقرا لهيئة دولية ناشطة وتم التعاون بين المقر الإقليمي للمنظمة ووزارة الإعلام البحرينية في التأسيس لمهرجان دولي للفنون الشعبية أقيم على مدى سنتين بالصالة الثقافية وحقق نجاحا كما حققت الكفاءات البحرينية نجاحا ملفتا على الساحة الدولية في إدارتها لكل فروع المنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما هيأ لاختيار البحرين عضوا في المجلس الرئاسي للمنظمة في اجتماع جمعيتها العمومية الأخير في براغ.
وتحظى مجلة (الثقافة الشعبية) بمكانة مرموقة بين الدوريات العلمية المحكمة والمتخصصة في العالم، فهي تصدر باللغة العربية مع ترجمة لملخصات موادها المصورة بالفرنسية والإنجليزية، وهي من المجلات القليلة التي تجمع بين اهتمام المختص وشغف القارئ العادي المهتم. وتحظى هذه المجلة بسعة انتشار في أكثر من 161 بلدا عبر شبكة موزعين وناشطين من فروع المنظمة في شتى قارات العالم.
وستكون أبحاث هذه الندوة ثروة علمية تنشرها مجلة (الثقافة الشعبية) في أعدادها تباعا لتحقيق التوجيه الملكي بأن تكون للتراث الشعبي رسالة من البحرين إلى العالم .
وكما ستكون هذه الندوة علامة بارزة في الأنشطة الأهلية التي احتفت بالمنامة عاصمة للثقافة العربية 2012.
المصدر: بنا