شركات الطيران الخليجية تبحث عن "تحالفات" لمواكبة النمو المتسارع
دبى "المسلة" … بدأت شركات الطيران الخليجية سريعة النمو التي ظلت على مدى سنوات على هامش القطاع في اتخاذ أسلوب أكثر تعاونا بطلب تحالفات بدلا من السعي لمواجهات مباشرة مع الشركات الكبرى في بقية أنحاء العالم.
وجاء هذا التحول فيما يبدو نتيجة لظروف السوق الصعبة وإدراكا لأن شركات الطيران الخليجية لا يمكنها مواصلة النمو المتسارع إلى ما لا نهاية ومن المتوقع أن يفيد الزبائن بتقديم جداول طيران أكثر تكاملا ومساعدة الشركات على خفض التكاليف وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى خفض الأسعار.
وأصبحت الخطوط الجوية القطرية الاسبوع الماضي أول شركة خليجية كبرى تعلن خططها للانضمام لتحالف وان وورلد. ويتعاون أعضاء التحالف ومنهم شركات امريكان إيرلاينز والخطوط الجوية البريطانية وكاثاي باسيفيك في مجالات مثل شبكات خطوط الطيران وبرامج حوافز للمسافرين الأكثر استخداما لخدمات الطيران.
وأعلن الاتفاق بعد فترة وجيزة من إبرام شركة الاتحاد للطيران المنافسة في ابوظبي اتفاقا مع ايرفرانس-كيه.ال.ام تتشارك بموجبه الشركتان في رحلات الطيران.
ودخلت طيران الإمارات في اتفاق للمشاركة في الرحلات مع شركة كوانتاس الاسترالية في وقت سابق هذا العام هو أول اتفاق من نوعه تبرمه الشركة الإماراتية العملاقة والتي كانت من قبل تتجنب التحالفات وتعتمد على النمو الذاتي بزيادة أسطول طائراتها.
وقال توني تايلر الرئيس التفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في مؤتمر عن الطيران في ابوظبي يوم الثلاثاء الماضي "هذه أنباء طيبة للعملاء."
وأضاف "التحالفات تساعد شركات الطيران على تقديم اسعار تنافسية جدا على شبكات طيران اخرى. فيمكن للزبون أن يجوب العالم باسعار تنافسية."
وبدأت التحالفات في قطاع الطيران في تسعينات القرن الماضي لمساعدة الشركات على الاستفادة بشكل مشترك من جهود التسويق وشبكات خطوط الطيران في مواجهة الرقابة الوطنية المشددة على حقوق الطيران. وبالإضافة إلى تحالف وان وورلد هناك تحالف ستار الذي يضم لوفتهانزا وتحالف سكاي تيم الذي يضم ايرفرانس-كيه.ال.ام وشركة دلتا الأمريكية.
وفاجأ دخول شركات الطيران الخليجية الكبرى في تحالفات العديد من المحللين في القطاع. فشركات الطيران الثلاث الكبرى التي تأسست على مدى العقدين الماضيين منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي مدعومة بحكومات غنية وتتمتع ببنية تحتية حديثة للطيران ومتمركزة في مكان من العالم قريب من العديد من مناطق التركز السكاني.
ومكنها ذلك من الاعتماد على مواردها الخاصة في تحويل منطقة الخليج إلى مركز للطيران بين القارات. وبذلك انتزعت هذه الشركات حصة كبيرة في سوق الطيران من الشركات الأقدم فقد ارتفع نصيب شركات الطيران في الشرق الأوسط وشمال افريقيا من حركة الطيران الدولية من 4.8 بالمئة في 2002 إلى 11.5 بالمئة وفقا لبيانات اياتا.
وأصبح لشركات الطيران الخليجية مكانة كبيرة فطيران الإمارات هي أحد أكبر المشترين لطائرات إيرباص وطلبت 90 طائرة من طراز ايه380 العملاقة وأعلنت شركة الاتحاد الأسبوع الماضي زيادة بنسبة 19 بالمئة في إيراداتها في الربع الثالث وهو معدل نمو يتجاوز بكثير قدرات شركات الطيران الغربية.
المصدر: رويترز