مطلوب حگومة وشعب.. يؤمنون بأهمية صناعة الأمل
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
الاسابيع الاخيرة استشعر الملايين من العاملين في السياحة ان صناعة الامل التي يسترزقون منها لتوفير معيشتهم ومعيشة اسرهم قد بدأت خطواتها نحو التعافي والانتعاش نتيجة ما ساد الساحة من مظاهر للاستقرار ولكن وكما يقولون »يا فرحة ما تمت« حيث انقلب الحال رأسا علي عقب بعد القلاقل والصدامات السياسية التي تسببت فيها بعض القرارات العشوائية غير المدروسة. كان من نتيجة ذلك اهتزاز معدلات حجوزات الافواج السياحية مع بداية موسم الشتاء.
ومن سوء الحظ ان تحدث هذه التطورات في الوقت الذي بدأت فيه خطوات تفعيل الاتفاق السياحي الذي كان قد تم الاتفاق عليه مع الجانب التركي في بورصة برلين خلال دورة مارس الماضي وشمل تنظيم افواج سياحية من تركيا الي مصر بواقع ٤ رحلات اسبوعيا كبداية لنقل ما يربو علي ٠١ آلاف سائح. كان من الطبيعي ان يؤدي اعلان هشام زعزوع وزير السياحة عن بدء تسيير هذه الرحلات الي ارتفاع المعنويات السياحية علي امل عودة الامور الي طبيعتها.. لم يقتصر هذا الشعور علي السياحيين وانما شمل ايضا اجهزة الدولة الاقتصادية ايمانا من جانبها بان في ذلك خيرا للوطن الذي اصبح يعاني من شح العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الاحتياجات الضرورية لكل أوجه الحياة.
٠٠٠٠
إن ما حدث وسوف يحدث يؤكد ما قلناه ورددناه دائما بضرورة ان يوضع في الاعتبار حساسية السياحة لاي احداث تمس الاستقرار وبالتالي أمن وامان السائح. يبدو ان لا احد يرغب في ان يقدر ان السياحة هي الامل الاقتصادي المشرق لمصر بحكم ان الله تعالي قد شاء ان ينعم عليها بكل ما يجعل منها عامل جذب لزوارها بدون منافس لها في الامكانات المتنوعة. انها ثروة لا تقدر بمال تتمثل في اختلاف الحضارات التي تُعلي وتُثري من التراث الانساني علاوة علي الطقس المعتدل والطبيعة الخلابة والشواطيء الرائعة الممتدة لمئات الكيلو مترات المزارات التاريخية التي تجعل منها متحفا عالميا مفتوحا تزينه بعض عجائب الدنيا السبع.. ان ما لدي مصر لا يقتصر علي الثروات المادية وانما يشمل ايضا السير الروحية باعتبارها كانت مقصدا لكثير من الاحداث الدينية سواء كانت اسلامية او مسيحية او يهودية وهو ما يجعلها باستخدام خبرات التسويق العالمية قبلة للملايين من ابناء هذه الديانات. انها وبكل المقاييس تعد محورا للكثير من قصص الانبياء وهو ما جعل الله العلي القدير يخصها بالذكر في قرأنه الكريم.
٠٠٠٠
لا جدال ان العودة إلي مسلسل المليونيات وما يتخللها من صراعات واصطدامات تأتي علي رأس قائمة مناهضة استعادة الحركة السياحية لعافيتها.
من المؤكد أن من صالح جماعة الاخوان التي اتيح لها الوصول الي حكم مصر ان تعمل علي استقرار الامور باعتبار ان العائد سوف يكون لصالحها علي اساس ان توافر المناخ السلمي الذي تتطلبه السياحة يستوجب الوئام والتفاهم بين اطياف الشعب. تحقيق هذا الهدف يعني عدم الاقدام علي اي خطوات تؤدي الي التهاب المشاعر لينعكس ذلك علي السلوك بالشارع في شكل قلاقل واضطرابات يدفع ثمنها الاقتصاد القومي وهو ما يتم ترجمته الي مزيد من المعاناة لكل افراد الشعب. التجاوب مع هذه الحقيقة يحتم ان يتمتع اولي الامر بأكبر قدر من الادراك السياسي الذي يبدو من واقع التصرفات انه مازال غائبا. ليس ادل علي هذا الواقع من عدم القدرة علي لم الشمل واقناع الجميع بضرورة العمل من اجل صالح الوطن. هذا لا يمكن تحقيقه بالجنوح الي الانفراد بشئون الوطن واستبعاد العناصر والعمل علي فرض فكر بعينه لا يعبر عما تراه قطاعات أخري من الشعب.
٠٠٠٠
إن التخلص من سيل الدوامات التي لا نتيجة لها سوي اجهاد وانهاك الاقتصاد القومي هو ما يجب ان يتبناه العقلاء فيمن يحكمون هذا البلد الامين. ان ادارة الاوطان لا تتم ابدا بالانانية والتسلط خاصة اذا كان ممن اتيحت لهم فرصة الحكم لا يمثلون الاغلبية. ليس امامهم سوي طريق واحد لاثبات وجودهم جوهرة التعاون وكسب ثقة الجميع بما يجعلهم قادرين علي ان يقولوا للشعب انهم حققوا انجازات خاصة في الواقع الاقتصادي الذي يرتبط بحياة كل مواطن.. وفي هذا المجال اقول ان السياحة هي باب الفرج لهذه الدولة ولكنها للاسف تحتاج الي وعي الحاكم والمحكومين باهمية مواردها في احداث نقلة حقيقية نحو الازدهار الاجتماعي.
