السياحة .. أفق سلبي فما العمل !
بقلم : عصام قضماني
بالإضافة الى ظروف المنطقة نجحت التجاذبات المحلية التي رفعت درجة التوتر بفضل التعبير الفج بشقيه السياسي والمطلبي في سرعة وصول الرسائل السيئة للمستثمرين , لكن النجاح الأكبر كان في أن موسما سياحيا أوروبيا قد قتل في مهده.
سبق وأن قلنا أن الإبقاء على الأردن بيتا هادئا في حي مضطرب , لن يكفل فقط جذب سياحة عربية كبيرة وهو ما لم يحصل كما كان مؤملا , لكنه كذلك إن صاحبه ترويج جيد فسيضمن موسما سياحيا شتويا مصدره أوروبا غاية في النجاح , لكن المؤشرات لا تشي بذلك فالحجوزات الشتوية التي إعتادت أن تستقبلها الملكية الأردنية والفنادق في العقبة والبحر الميت والبتراء , لا تدعو الى التفاؤل , فما هو العمل ؟.
الإعتصامات والإحتجاجات التي حاصرت القطاع الخاص ولا تزال , في الشركات والمصانع , تجاوزت مطالب عمالية نقابية حضارية ذات صفة مدنية منظمة الى خسائر فادحة , وأنباء سيئة لأي مستثمر خطر على باله الأردن كملاذ , كذلك الأمر بالنسبة لتأثير مئات التقارير الصحفية السلبية التي تخرج من الأردن على مزاج السائح .
لا نطالب هنا بإخفاء الحقائق إن كانت موجودة , لكننا نطالب بالإلتزام بها , لأن فعل التهويل والمبالغة في هذه الحالة يكون مزدوجا , فمن جهة , يشيع أجواء من الذعر عند من يتابع الأوضاع عن بعد , ومن جهة أخرى , فإن المشهد السوداوي الذي رسم سيحتاج لجهود ومال مضاعف لتبييضه , فأين هي المكاسب التي يمكن أن تتحقق سوى تلك التي يحصدها الأنانيون والمتسلقون !.
هل آن الأوان لحسم جزر الفوضى ومحاصرتها , وهل آن الأوان لفرض هيبة الدولة بالقانون , وهل آن الأوان لأن يكون التحسن الإقتصادي الذي فيه تشغيل الناس وحياتهم هدفا ؟.
بالعودة الى الموسم السياحي الذي حرق او كاد , هل ثمة خطة بديلة للتعويض , أم أن صناع القرار سيتركون الأمر أسيرا للصدفة وللطف الأحداث كما هي العادة ؟. وهل يستفيق الناس على حجم المخاطر التي تصنعها أيديهم ؟.