دبي تتجه لبناء محطات مترو بمدن خالية من المركبات

دبي تتجه لبناء محطات مترو بمدن خالية من المركبات

"الهيئة" تسعى إلى زيادة نسبة رحلات النقل الجماعي إلى 30% بـ2030

دبى " المسلة " … تعتزم هيئة الطرق والمواصلات في دبي تنفيذ مشروع تخطيط الاراضي حول محطات المترو، يجعل محيطها أشبه بمدن صغيرة خالية تقريباً من المركبات. وقالت إن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اعتمد فكرة المشروع خلال زيارته الأخيرة للهيئة الشهر الماضي.

وأكد رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي للهيئة مطر الطاير، أن الهيئة تعدّ دراسة مفصلة للمشروع، تتضمن مراحله كافة، لافتا إلى أن الهيئة ستبدأ العمل على تنفيذه حال انتهاء الدراسةن وفقا للإمارات اليوم.

وعن تفاصيل المشروع، قال الطاير إنه يهدف إلى رفع كفاءة أنظمة النقل الجماعي، وزيادة عدد مستخدميها، من خلال توفير بيئة مريحة وآمنة للمشاة ومستخدمي الدراجات الهوائية، بما في ذلك تنسيق وتجميل الأماكن العامة، وتوفير الممرات المظللة، والساحات المشجرة، إضافة إلى تصميم مرافق المنطقة بما يلائم احتياجات الفئات كافة، بما فيها الأمهات والأطفال وكبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة.

وأردف الطاير أنه سيتم تخطيط تلك المناطق بما يتيح لمرتاديها ممارسة الأنشطة المتنوعة بسهولة، وضمن المنطقة نفسها، من دون حاجة إلى استخدام المركبة للذهاب إلى مناطق بعيدة، شارحا أنه سيكون في وسع الموظفين استخدام المقاهي، وتناول الوجبات بالمطاعم الموجودة في المنطقة، فيما سيتمكن القاطنون في المنطقة من العمل والتسوق والترفيه في المباني والمؤسسات الواقعة بمنطقتهم، ما يتيح لهم فرصة تنقل سهلة وسريعة.

وأكد أن الهيئة ستطبق من خلال المشروع سياسات داعمة للنقل الجماعي من حيث التحكم في عدد وتعرفة مواقف المركبات المتوافرة في المناطق المجاورة للمحطات، بحيث يكون العدد محدودا والتعرفة مرتفعة بشكل كبير مقارنة مع المناطق الأخرى غير المخدومة بالنقل الجماعي، بهدف الحد من استخدام المركبات الخاصة في تلك المناطق.

وفي الاطار نفسه، قال الطاير إن الهيئة بدأت دراسة مشروع تطوير ميدان الاتحاد، مؤكدا انه سيسهم أيضا في زيادة عدد مستخدمي مترو دبي، وتوفير مصادر دخل إضافية، وتطوير وتجميل البيئة العمرانية القريبة من محطة الاتحاد، إذ يتضمن إنشاء معلم حضاري فوق محطة المترو في ميدان الاتحاد على مساحة تقدر بنحو 19 ألف متر مربع، سيتم تخصيصها للمحال التجارية والمطاعم والمكاتب، وغيرها من المرافق الحيوية.

وأشار إلى إجراء الهيئة دراسة مستفيضة للمناطق الحالية المجاورة لمحطات المترو لمعرفة إمكان تطبيق هذا المفهوم عليها، لافتا إلى أنها حددت أولويات التعامل مع تلك المناطق، كما أجرت دراسة شاملة للمنطقة المحيطة بمحطة ميدان الاتحاد وإعداد التصاميم الأولية لتطوير هذه المنطقة، بالتعاون مع استشاري عالمي متخصص، حسب مفهوم «التنمية الموجهة لتشجيع النقل الجماعي»، على أن تنفذ هذه المخططات لاحقا بالشراكة مع القطاع الخاص.

وأكد أن الهيئة بدأت جهودها مبكرا في هذا المجال، وأن الفكرة التخطيطية الأساسية لمشروع مترو دبي قامت على هذا الأساس، لافتا إلى توفير أراض لمصلحة المترو حول المحطات الرئيسة، لتخطيطها وتنميتها حسب مبادئ التنمية الموجهة لتشجيع النقل الجماعي.

وأضاف أن الهيئة أنجزت آنذاك دراسة «مدن المترو» مستعينة باستشاري متخصص، تولى إعداد خطط تنموية لتلك المناطق وفقا لهذا المفهوم. وتابع الطاير أن جهود الهيئة لم تتوقف بعد نقل ملكية تلك الأراضي لمؤسسة دبي العقارية، إذ ساهمت من خلال مشاركتها في فريق متابعة إعداد خطة التنمية الحضرية لإمارة دبي، المعروف بـ«دبي 2020» في تبني واعتماد مفهوم «التنمية الموجهة لتشجيع النقل الجماعي» واحداً من الأسس الرئيسة للتخطيط الحضري المستقبلي بإمارة دبي.

إلى ذلك، قال الطاير إن ارتفاع عدد ركاب المترو في المحطات التي تجاورها نشاطات متنوعة، وكثافات عمرانية وسكانية عالية، ومرافق خدمية، مثل محطات ديرة ستي سنتر، ومول الإمارات، وبني ياس، يشجع على تطبيق هذا النمط في دبي، ويعزز الثقة بفاعليته، لاسيما في ظل انخفاض العدد نسبيا في بعض المحطات التي تحيط بها مناطق كثافات سكانية وعمرانية منخفضة، وتخصص فيها استخدامات أراض غير مناسبة، أو غير متنوعة، مثل محطة أبوبكر الصديق ومحطة النهدة.