القطريون يبحثون عن وجهات سياحية بديلة
الدوحة " المسلة " … يفضل السواح القطريون اختيار وجهات سياحية مختلفة هذه الأيام بسبب الأوضاع السياسية السائدة في العالم العربي.فبعد أن كانت دول مثل مصر وسوريا ولبنان تأتي في صدارة وجهات سفر القطريين، باتت هذه الدول مع قدوم الربيع العربي غائبة بالكامل عن الخريطة السياحية القطرية لتحل محلها دول آسيوية وأخرى أوروبية.
وفي هذا الصدد، قال سامر العشا، مدير إحدى شركات السفر السياحية في قطر، إن تركيا وماليزيا وتايلاند استحوذت على عدد كبير من حجوزات القطريين.وقال العشا في حديث للشرفة "غاب لبنان عن وجهات القطريين السياحية بسبب التطورات الأمنية الحاصلة هناك ودعوات السلطات القطرية لمواطنيها بعدم السفر هناك، وأغلبية من حجزوا للسفر إلى لبنان في عطلة الصيف هم الرعايا اللبنانيون المتواجدون في قطر".
وأضاف العشا "سوريا للعام الثاني على التوالي غائبة عن خارطة العطلات السياحية بسبب الأحداث الجارية هناك، في حين أن الحجوزات إلى مصر ما زالت خجولة رغم التحسن الملحوظ للأوضاع هناك، في الوقت الذي ما يزال فيه بلد سياحي مثل تونس بعيدا عن اهتمامات القطريين".
أما سعيد الهاجري، مدير إحدى شركات السياحة الأخرى في الدوحة، فلفت إلى دخول المغرب كوجهة سياحية جديدة للقطريين.وقال للشرفة "سجلنا تزايدا في عدد الحجوزات إلى المغرب إذ ارتفعت هذا العام عن العام الماضي بنسبة 53 في المائة"، مضيفا "بات القطريون ينظرون إلى المغرب على أنه مكان مثالي للعطلات الصيفية وعطلات العيد، رغم بعد المسافة".
ولفت الهاجري بدوره إلى أن تركيا شكلت هي الأخرى وجهة سياحية جيدة للقطريين، إذ سجلت شركته هذا العام ارتفاعا كبيرا في نسبة الحجوزات إلى اسطنبول مقارنة بالعام الماضي، وصلت في عطلة ما بعد رمضان إلى 82 في المائة. وأشار الهاجري إلى أن أبوظبي ودبي في دولة الإمارات سجلتا أيضا ارتفاعا ملحوظا في عدد القطريين المتجهين إليها، موضحا "هناك العديد من الفعاليات العائلية والفنية الجاذبة في الإمارات مما يجعلها وجهة مفضلة لعدد كبير من العائلات القطرية". وفي إحدى مكاتب السفر والسياحة في العاصمة القطرية، كانت وطفة العجمي تستعد لاستلام تذاكر سفرها إلى المانيا.
وقالت العجمي للشرفة "منذ ما يقارب الـ10 أعوام وأنا أقضي الصيف في لبنان ولي هناك شقة خاصة، غير أن الأوضاع باتت اليوم معقدة وخطيرة، والسلطات المحلية حذرتنا من السفر إلى هناك لذا اضطررت إلى تغيير وجهة سفري هذا العام إلى المانيا". وتابعت قائلة "أتمنى أن أتمكن في العام المقبل من معاودة السفر إلى لبنان فهو يبقى وجهتي المفضلة خلال الصيف".
الحكومة تقدم بدائل محلية :
من جانبها، أعدّت هيئة السياحة في قطر منهاجا حافلا خلال موسم الأعياد والعطلة الصيفية في محاولة منها لتقديم بدائل للقطريين. وقال محمد البدر، العضو في الهيئة، إن هناك العشرات من الفعاليات التي تسعى من خلالها الهيئة لتكون الدوحة بديلا عن السفر إلى أماكن ربما لا تكون آمنة كثيرا.
وتابع حديثه للشرفة قائلا "قمنا بالتعاقد مع العديد من فرق السيرك العالمية وخصصنا مكانا واسعا لإقامة خيمة السيرك وسط الدوحة، كما قمنا بالتعاون مع الحي الثقافي باستقطاب عدد كبير من الفرق العالمية سواء كانت غنائية أو غيرها، بالإضافة إلى وجود حفلات غنائية مسائية في سوق واقف وبشكل شبه يومي".
وأكد البدر أن هذه الفعاليات من شأنها أن تجلب المزيد من السعوديين والخليجيين إلى الدوحة خلال موسم الصيف الحالي. ووفقا لإحصائيات نشرتها صحف قطرية محلية، وصل عدد السعوديين والخليجيين الذين دخلوا قطر برا خلال الأيام الأخيرة من رمضان المنصرم لقضاء فترة العيد، إلى نحو 20 ألف سائح، مع توقعات بزيادة العدد بعد عطلة عيد الفطر المبارك.